غرامات محتملة على المخالفين داخل متحف المصري الكبير بعد تصاعد السلوكيات المرفوضة

المتحف المصري الكبير يشدد التعليمات على الزوار لضمان زيارة منظمة وآمنة

يشهد المتحف المصري الكبير خطوات جديدة تهدف إلى تنظيم سلوكيات الزوار، حيث يتم إعداد مدونة سلوك واضحة تفرض على الجمهور التقيد بها لضمان تجربة آمنة وممتعة للجميع، سواء كانوا سياحًا أجانب أم من أبناء مصر؛ هذا التوجه يأتي من أجل المحافظة على قيم المجتمع وتعزيز احترام الأماكن التاريخية.

تتم دراسة فرض غرامات مالية وعقوبات صارمة على مخالفي تعليمات المتحف المصري الكبير، في ظل انتشار بعض السلوكيات التي تسيء للصورة الحضارية للمجتمع؛ ويرجع ذلك إلى محاولات بعض الأفراد تحقيق مشاهدات على منصات التواصل الاجتماعي بطرق غير لائقة، أو مضايقة السائحين، وهو ما قوبل برصد دقيق من إدارة المتحف لمنع هذه التصرفات.

وفق تصريحات المصادر، سيتم طباعة تعليمات السلوك على ظهر تذكرة الدخول فيما بعد؛ ليكون ذلك بمثابة قاعدة واضحة وملزمة للجميع، كما فتحت إدارة المتحف تحقيقًا عاجلاً في الفيديو الذي ظهر مؤخرًا على مواقع التواصل لشاب يقرأ القرآن الكريم بأسلوب استعراضي عند الدرج العظيم، إذ اعتبر التصرف خروجًا عن غرض الزيارة الفعلي، الذي يقوم على الاستمتاع بالقطع الأثرية والتاريخ المصري العريق.

يُعد المتحف المصري الكبير الأكبر في العالم المخصص لحضارة واحدة وهي حضارة مصر القديمة، حيث يمتد على مساحة 490 ألف متر مربع، ويتميز بمدخل رئيسي مساحته حوالي 7 آلاف متر مربع يضم تمثال الملك رمسيس الثاني؛ كما يحتوي على أكثر من 57 ألف قطعة أثرية تحكي مآثر مصر عبر العصور المختلفة. من أبرز معالمه الدرج العظيم الذي يغطي مساحة تقارب 6 آلاف متر مربع ويرتفع بما يعادل ستة طوابق.

تشمل مرافق المتحف 12 قاعة عرض رئيسة بمساحة تقارب 18 ألف متر مربع، بالإضافة إلى قاعات عرض مؤقتة تبلغ مساحتها حوالي 1700 متر مربع، فضلاً عن القاعات المخصصة لمقتنيات الملك توت عنخ آمون التي تبلغ مساحتها حوالي 7.5 آلاف متر مربع وتضم أكثر من 5 آلاف قطعة من الكنوز التي تُعرض مجتمعة للمرة الأولى. كما يحتوي المتحف على متحف الطفل الذي يمتد على مساحة نحو 5000 متر مربع. ويُتوقع أن يستقبل المتحف المصري الكبير حوالي 5 ملايين زائر سنويًا.

إجراءات المتحف المصري الكبير لتنظيم سلوك الزوار وتعزيز تجربة الزيارة

تأتي الإجراءات الجديدة في المتحف المصري الكبير كرد فعل على تسجيل بعض السلوكيات غير المقبولة التي تمثل مصدر إزعاج للسياح، حيث أعلنت الجهات المختصة عن إعداد قواعد صارمة تضمن احترام الزائرين للآثار، مع فرض غرامات وعقوبات مالية على المخالفين بشكل حاسم لضمان الحفاظ على الروح الحضارية للمكان؛ كما ستُوزع التعليمات على التذاكر لتكون واضحة ومُلزمة لكل زائر.

تأثير المشاهدات على مواقع التواصل الاجتماعي على سلوك زوار المتحف المصري الكبير

أشارت المصادر إلى أن بعض الزوار يسعون لتحقيق مشاهدات على منصات التواصل الاجتماعي بأساليب تفتقر إلى الاحترام، مثل التصرفات الاستعراضية التي قد تحدث أمام القطع الأثرية أو الدرج العظيم؛ وهذا يؤثر سلبًا على أجواء المتحف المصري الكبير، حيث إن الهدف الأساسي للزيارة هو التفاعل مع التاريخ العريق والتأمل في المقتنيات التي تحكي قصة مصر العظيمة.

مقومات المتحف المصري الكبير ومساحاته التي تجذب ملايين الزوار سنويًا

يُعتبر المتحف أكبر تجمع أثري مكرس لحضارة واحدة، إذ يمتد على مساحة شاسعة مع تجهيزات مميزة مثل 12 قاعة عرض رئيسة وقاعات مؤقتة ومتحف الطفل، كما يحتوي على مجموعة ضخمة من الآثار التي تتضمن آثار الملك توت عنخ آمون التي تُعرض لأول مرة بصورة متكاملة. المساحات الكبرى مثل الدرج العظيم والمدخل الفخم مع تمثال رمسيس الثاني تضفي على الزيارة بعدًا مميزًا، ما يجعله وجهة رئيسية لجذب ما يقرب من خمسة ملايين زائر سنويًا، بدايةً من عشاق التاريخ وحتى الباحثين عن المعرفة العميقة في الحضارة المصرية القديمة.