التحريات تكشف الدافع الحقيقي وراء مقتل أبو رجيلة وكاميرات المراقبة تكشف تفاصيل اللحظات الأخيرة في جريمة هزّت منطقة حلوان، حين راح علي ماهر عباس، المعروف بـ”أبو رجيلة”، صاحب أشهر محال الكشري في المنطقة، ضحية اعتداء غادر نفذه مسجل خطر على مرأى الجميع، نتيجة خلافات قديمة تعود لأكثر من خمسة عشر عامًا؛ هذه الحادثة المأساوية أثارت صدمة واسعة بين الأهالي وروّاد مواقع التواصل الاجتماعي الذين وصفوه برمز الكرم وحسن الخلق.
بداية واقعة مقتل أبو رجيلة وكاميرات المراقبة توثق اللحظات الحاسمة
انطلقت فصول الجريمة عند تلقي قسم شرطة حلوان بلاغًا بسقوط رجل غارق في دمائه أمام محل كشري شهير في شارع صلاح سالم، حيث تم تحديد هوية المجني عليه بأنه علي ماهر عباس، أو “أبو رجيلة”، الذي وُجد مصابًا بعدة ضربات في الرأس بأداة حادة أودت بحياته على الفور؛ أثار المشهد صدمة بين المارة وأهل المنطقة الذين لم يتخيلوا أن رجلًا معروفًا بابتسامته الطيبة وأخلاقه الرفيعة يصبح ضحية جريمة بهذا الحجم. سجّلت كاميرات المراقبة تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل الجريمة، حيث ظهر المعتدي وهو يقترب من الضحية ويتوعده، مؤكدًا تصفية حساب قديم يعود لعام 2009، وهو ما أعطى الشرطة دافعًا قويًا للتعمق في التحقيقات.
التحريات تكشف الدافع الحقيقي وراء مقتل أبو رجيلة وإلقاء القبض على الجاني
أثبتت تحريات المباحث أن مرتكب الجريمة هو أحمد حلمي، مسجل خطر له سوابق جنائية، ودوافعه كانت انتقامية قديمة من أبو رجيلة على خلفية خلاف شخصي مقدم يعود إلى أكثر من عقد من الزمن؛ قبل ارتكاب الحادث، بث المتهم فيديو على منصة فيسبوك هدّد فيه الضحية بأنه سيأخذ حقه بيده، وهو ما أثار قلق الأجهزة الأمنية. فور وقوع الجريمة، باشرت نيابة حلوان وكشفها كاميرات المراقبة المتواجدة في الموقع، ما ساعد في ضبط المتهم خلال ساعات قليلة بعد محاولته الهرب.
- نقل جثمان أبو رجيلة إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة
- استجواب الشهود والعاملين بالمحال المجاورة لموقع الجريمة
- تفريغ وتحليل المقاطع المسجلة لكشف تفاصيل الجريمة
- تحقيق أولي أقرّ فيه المتهم بدوافع الانتقام القديم
وداعًا أبو رجيلة: قصة كفاح ورحلة حياة مختتمة بمأساة أثرت المنطقة
لقد شهدت حلوان وداعًا مؤلمًا لأحد أعمدتها الشعبية، أبو رجيلة، الذي لم يكن مجرد بائع كشري، بل كان شخصية محبوبة ومقدّرة بين سكان الحي؛ تميّز بحسن خلقه ورحمته، حيث كان يقدم الطعام مجانًا للمحتاجين، ويجمع مختلف الأعمار حول محله الذي كان منبعًا للدفء والتآخي. أثرت تفاصيل مقتل أبو رجيلة التي كشفتها التحريات وكاميرات المراقبة على المشاعر المجتمعية، معتبرين الحادثة جريمة غير إنسانية هزت أركان الحي الذي فقد بهذه الجريمة رمز الكرم والطيبة، مطالبين بإنزال أقصى العقوبات بالجاني، لتكون عبرة لكل من يفكر في مثل هذه الأعمال.
تتواصل جهود أجهزة الأمن في القاهرة بتكثيف عمليات جمع الأدلة الفنية وتحليل الفيديوهات لتجهيز ملف القضية، تمهيدًا لإحالة المتهم إلى القضاء بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار، وسط متابعة شعبية وإعلامية حثيثة؛ ولعل مشهد الراحل أبو رجيلة سيبقى خالدًا في أذهان الجميع، ليس فقط لرحلته كأحد أشهر أصحاب محلات الكشري بل بوصفه رمزًا إنسانيًا لمعاني الحبّ والكرم والتسامح التي غابت مع فاجعة مقتل رجل الخير.
