تستعد الولايات المتحدة لإنشاء قاعدة عسكرية في دمشق ضمن اتفاق أمني جديد، خطوة غير مسبوقة منذ اندلاع الحرب في سوريا قبل أكثر من عقد. يأتي هذا التطور في سياق محاولة واشنطن ترسيخ دورها في المنطقة عبر دعم ترتيبات أمنية بين دمشق وتل أبيب تعكس تحولًا مهمًا في السياسة الشرق أوسطية
ترتيبات الوجود العسكري الأمريكي في دمشق ضمن الاتفاق الأمني
أكدت مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة تعكف على تأسيس قاعدة عسكرية منظمة في مطار دمشق، تُستخدم كنقطة تموضع لوجستية وتنسيقية في إطار اتفاق أمني شامل بين سوريا وإسرائيل. يتضمن هذا الاتفاق إقامة منطقة منزوعة السلاح في الجنوب السوري، حيث تُراقب واشنطن تطبيق البنود الأمنية وتضمن الاستقرار الميداني، ما يهدف إلى منع أي خروقات محتملة قد تعيد توتر العلاقات بين الطرفين ضمن حدود اتفاقية السلام الجديدة.
تغيرات بارزة في الموقف السوري تجاه الوجود الأمريكي
يرى مراقبون أن خطوة إنشاء قاعدة أمريكية في دمشق تعبر عن تحوّل جذري في العلاقة بين واشنطن ودمشق بعد تغيّر القيادة بسوريا إثر سقوط نظام بشار الأسد، وتولي أحمد الشرع المسؤولية، الذي أبدى رغبة متزايدة في بناء جسور تفاهم مع الغرب. هذا التحول يعزز إمكانية فتح آفاق تعاون جديدة بين الولايات المتحدة وسوريا، خصوصًا مع رفع العقوبات الأمريكية في إطار ما وصفته واشنطن بأنها “فرصة حقيقية لتحقيق السلام”.
لقاء مرتقب بين الرئيس الأمريكي والقيادة السورية لبحث تفاصيل الاتفاق الأمني
أعلنت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارولين ليفيت عن نية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استقبال الرئيس السوري أحمد الشرع في واشنطن لمناقشة تنفيذ بنود الاتفاق الأمني وتعزيز آفاق التعاون بين البلدين. وأبرزت ليفيت أن قرار رفع العقوبات يعكس رغبة الإدارة الأمريكية في إحراز تقدم ملموس نحو تهدئة الأجواء وبناء علاقات مستقرة مع القيادة السورية الجديدة.
| البند | التفاصيل |
|---|---|
| موقع القاعدة | مطار دمشق الدولي |
| الهدف | تنفيذ ومراقبة الاتفاق الأمني بين سوريا وإسرائيل |
| المنطقة المشمولة | جنوب سوريا – منطقة منزوعة السلاح |
| الجهة الوسيطة | الإدارة الأمريكية |
| التاريخ المتوقع | زيارة ترامب لأحمد الشرع الأسبوع المقبل |
هذا التحرك الأمريكي يوضح رغبة واشنطن في إعادة رسم خرائط النفوذ داخل الشرق الأوسط عبر تعزيز الوجود العسكري جنبًا إلى جنب مع تطور أمني ذو أبعاد جيوسياسية. إذ تسعى الولايات المتحدة من خلال القاعدة إلى احتواء النفوذ الإيراني في سوريا وبناء توازن أمني جديد يحد من التوتر مع إسرائيل ويوفر قاعدة للحوار بين الأطراف المختلفة. وقد جاء ظهور هذه المبادرة في ظل واقع إقليمي متغير يفتح الباب أمام إعادة ترتيب الاستراتيجيات الأمريكية في الشرق الأوسط.
ولهذا، فإن الخطوة الأمريكية بإنشاء قاعدة عسكرية داخل دمشق لا تقتصر على بعدها الأمني؛ بل تتصل بتغيير كبير في السياسة تجاه سوريا تصنعه قيادة جديدة منفتحة على الحوار وبناء علاقات تؤسس لحالة مستقرة أكثر في المنطقة الأمر الذي قد يسهم في خلق واقع مختلف ينسجم مع التوازنات الدولية والإقليمية الجديدة.
