نيللي كريم ملكة الدراما النفسية والتعاون مع العدل جروب
تُبرز نيللي كريم كواحدة من أهم نجمات الدراما المصرية والعربية، حيث نجحت في رسم مسيرة فنية متميزة، بدءًا من عالم الباليه وصولًا إلى تجسيد أدوار مركبة وتعقيد نفسي عميق؛ وهذا ما جعلها ملكة الدراما النفسية والتعاون مع العدل جروب بلا منازع خلال السنوات الأخيرة
البداية الفنية ومسيرة نيللي كريم كملكة الدراما النفسية والتعاون مع العدل جروب
ولدت نيللي محمد السيد عطا الله في 18 ديسمبر 1974 بالإسكندرية، من أب مصري وأم روسية، ما أكسبها ملامح فريدة وهدوء خاصًا انعكس على أدائها الفني، الذي بدأ مع دراستها للباليه في روسيا ثم في أكاديمية الفنون المصرية، حيث تحولت هذه الدراسة إلى بوابة لعالم الأضواء. في عام 1999، اكتشفها المخرج فارس فهمي خلال عروض الباليه، فقدمها لأول مرة في فوازير “ألف ليلة وليلة”، لتبدأ رحلتها في التمثيل رسميًا. بعد ذلك، نالت أول أدوار البطولة في مسلسل “وجه القمر” عام 2000 أمام الأسطورة فاتن حمامة، التي اعتبرتها خليفتها، مما عزز مكانتها سريعًا كواحدة من أهم نجمات الشاشة. خلال سنوات التأسيس، جسدت نيللي كريم أدوار الفتاة الرومانسية والرقيقة في السينما، مثل فيلمي “شباب على الهوا” (2002) و”غبي منه فيه” (2004)، حيث أظهرت قدرة بارزة على التلون بين الكوميديا والرومانسية، لكنها لم تصل بعد إلى مستوى التعبير الفني العميق الذي عرفها لاحقًا. كان التعاون مع المخرج العالمي يوسف شاهين في فيلم “إسكندرية نيويورك” (2004) بمثابة نقطة تحول في مسيرتها، حيث أدى دورًا عميقًا يعكس تطورًا واضحًا في موهبتها.
التحول إلى ملكة الدراما النفسية والتعاون مع العدل جروب
شهدت نيللي كريم نقلة نوعية بارزة في أوائل العقد الماضي، حين قررت التخلي عن دور الفتاة الجميلة البسيطة لتدخل عالم أدوار المعاناة النفسية المعقدة. كان مسلسل “ذات” (2013)، المستوحى من رواية صنع الله إبراهيم، علامة بداية هذا التحول الفني، إذ جسدت من خلاله حياة امرأة مصرية عبر عقود، محققة نجاحًا نقديًا وجماهيريًا كبيرًا فيه. بالتعاون مع شركة العدل جروب والمخرج القدير محمد جمال العدل، قدمت نيللي كريم مجموعة من الأعمال التي رسخت لقبها كملكة دراما رمضان، منها:
- مسلسل “سجن النسا” (2014) بدور “غالية” السجينة المظلومة، الذي اعتُبر علامة فارقة في الدراما.
- مسلسل “تحت السيطرة” (2015) الذي تناول قضية الإدمان بواقعية وجرأة غير مسبوقة.
- مسلسل “سقوط حر” (2016) حيث جسدت دور مريضة نفسية تعاني اضطرابات حادة.
- مسلسل “لأعلى سعر” (2017) الذي عالج قضية الخيانة الزوجية والغدر، وحقق نجاحًا جماهيريًا واسعًا.
هذه الأعمال رسخت مكانتها في الدراما النفسية وأكسبتها جمهورًا واسعًا يعلق آمالًا كبيرة على كل دور تقوم به.
التنوّع والعودة إلى الكوميديا مع استمرار التعاون مع العدل جروب
بعد سنوات من تقديم أدوار الدراما النفسية الثقيلة، أظهرت نيللي كريم مرونة كبيرة في التنويع الفني، فقررت العودة إلى الكوميديا. حيث مثل دورها في مسلسل “بـ 100 وش” (2020) نقطة تحول مهمة، إذ قدمت كوميديا خفيفة نجحت في جذب انتباه الجمهور، مؤكدة أنها لم تبتعد عن الكوميديا بل كانت تختار أدوارها بحكمة. عقب ذلك، واصلت نيللي تقديم أعمال تجمع بين الكوميديا والدراما، مثل “فاتن أمل حربي” (2022) الذي تناول قضايا الأحوال الشخصية برؤية معاصرة، ومسلسل “عملة نادرة” (2023) الذي تناول موضوعات الصعيد والثأر، مع استمرار التعاون المثمر مع العدل جروب. أما على صعيد السينما، فقد عادت نيللي بفيلم “فوي فوي فوي” (2023)، الذي حقق نجاحًا نقديًا وجماهيريًا كبيرًا، مما يعكس رهانها المستمر على مهنة التمثيل السينمائي التي تعتبرها عشقها الأول.
حاليًا، تعمل نيللي كريم على تصوير أفلام سينمائية متنوعة بين الكوميديا الاجتماعية والدراما الجادة، حيث تضع الجودة والرسالة الفنية فوق الكم، مما يعكس حرصها على تقديم أعمال ذات تأثير اجتماعي ونفسي عميق. تُعتبر نيللي كريم اليوم رمزًا للفنانة التي تطورت بشكل مستمر، متجاوزة كل القيود، لتصبح صوتًا أصيلًا للدراما النفسية والتنوع في الفن العربي المعاصر، مؤثرة في الجمهور بفن راقٍ يحمل هموم المجتمع ويطرحها بجرأة وحس إنساني عميق.
