كهوف الجبنة المدفونة تحت الأرض: كيف تحفظ أمريكا منتجاتها لأشهر بدون تبريد؟

تخزين الجبنة في كهوف حجر الجيري تحت الأرض في ولاية ميسوري هو سر غريب يكشف عن قصة فائض الإنتاج الزراعي وابتكارات غير متوقعة في إدارة الغذاء في أمريكا، حيث تحولت هذه المناجم القديمة إلى منشآت تخزينية هائلة تُخزَّن فيها ملايين الأرطال من الجبنة بفضل الاستقرار الطبيعي للحرارة والرطوبة، وهو ما يجعلها مثالية للحفاظ على هذه المنتجات الحساسة لفترات طويلة.

تخزين الجبنة في كهوف الحجر الجيري: من فائض الألبان إلى منشآت تخزينية ضخمة تحت الأرض

تبدأ قصة تخزين الجبنة في كهوف الحجر الجيري في سبعينيات القرن الماضي، حين شهدت صناعة الألبان الأميركية تحديات كبيرة نتيجة ارتفاع أسعار الحليب والتدخل الحكومي بهدف تثبيت الأسعار، حيث قدم الرئيس جيمي كارتر دعمًا قويًا للصناعة مما أدى إلى زيادة الإنتاج وظهور فائض ضخم من الحليب والجبنة، إلى أن وصلت الحكومة إلى تخزين حوالي 500 مليون رطل من الجبنة بحلول أوائل الثمانينيات، حيث تم توزيعها عبر برنامج “الجبنة الحكومية” على الأسر ذات الدخل المنخفض في عهد الرئيس رونالد ريغان، وهو ما أسفر عن الحاجة الملحة لإيجاد طرق فعالة وآمنة لتخزين هذه الكميات الهائلة.

شبكة كهوف التخزين في ميسوري: سبب اختيار الكهوف تحت الأرض لتخزين الجبنة

تمتد شبكة كهوف التخزين تحت الأرض في ولاية ميسوري على مساحة 3.2 ملايين قدم مربع، وكانت في الأصل من مناجم حجر الكلس، وتحولت لاحقًا إلى مخازن ضخمة تستوعب ملايين الأقدام المربعة، والسبب في تحويل هذه الكهوف إلى مرافق تخزين يعود إلى استقرار الظروف البيئية تحت الأرض، حيث توفر درجات حرارة ورطوبة ثابتة مناسبة تمامًا لتخزين الجبنة والمنتجات الغذائية الأخرى، كما تسمح الأسقف العالية بدخول الشاحنات والمعدات، مما يجعل العملية أكثر سهولة، وما يميز هذه الكهوف هو استخدامها على نطاق واسع من قبل شركات خاصة مثل Kraft Heinz و Dairy Farmers of America بدلاً من الحكومة التي كانت تدير المخزون تاريخيًا، مما يعكس تحول الكهوف إلى منشآت تجارية تلعب دورًا هامًا في سلسلة التوريد الغذائية.

الاستخدامات الحالية وأبعاد تخزين الجبنة في الكهوف تحت الأرض: إدارة ذكية وتحديات بيئية

في الوقت الراهن، تُستخدم كهوف الحجر الجيري تحت الأرض لأغراض تخزينية متعددة ضمن سلسلة التوريد الوطنية الأميركية، حيث لا يقتصر تخزينها على الجبنة فقط، بل تشمل منتجات غذائية متنوعة كالحوم المجمدة والمشروبات، فتتحول الكهوف إلى مدينة تحت الأرض يتوفر فيها هواء بارد ومستقر، ويدعم الاقتصاد بهدوء، وتهدف هذه المنشآت إلى إدارة المخزون بشكل ذكي مع الحفاظ على البيئة المناسبة للمنتجات وتقليل تكلفة التبريد والتخزين الظاهر، ومن أبرز مميزات الكهوف تحت الأرض في تخزين الجبنة:

  • ثبات درجات الحرارة والرطوبة مما يحافظ على جودة الجبنة
  • مساحات واسعة وأسقف عالية تسمح بمرور الشاحنات والمعدات بسهولة
  • تخفيض تكاليف التبريد مقارنة بالتخزين الخارجي
  • مرونة في تخزين مختلف أنواع المنتجات الغذائية

إلا أن هناك أبعادًا بيئية واقتصادية تطرح تساؤلات حول فائض الإنتاج الكبير والحاجة لإنفاق موارد ضخمة على تخزينه، ما يعكس خللاً في توازن العرض والطلب ويركز الضوء على تأثير سياسات الدعم الزراعي التي زادت الإنتاج دون إيجاد حلول مستدامة للاستهلاك، فهذه الكهوف ليست مجرد مخازن، بل شاهدة على قصة معقدة تربط بين الاقتصاد والزراعة والتوزيع الغذائي في الولايات المتحدة.

العاملالوصف
المساحة الإجمالية3.2 ملايين قدم مربع
المنتجات المخزنةالجبنة، اللحوم المجمدة، المشروبات
الشركات المستفيدةKraft Heinz، Dairy Farmers of America
البيئة الطبيعية للكهوفمستقرة من حيث الحرارة والرطوبة