السنع بين التقاليد والمعاصرة: قصة تايلاندية تروج للحياء في وطنها وتسترجع ذكريات الإمارات

الطالب التايلاندي كنياوي ماستول يحصد جائزة الجامعة القاسمية للبحث العلمي 2025/2024 بعد رحلة تعلم مميزة للهجة الإماراتية

تجربة كنياوي ماستول في اكتساب اللهجة الإماراتية والتواصل الثقافي

الطالب التايلاندي كنياوي ماستول لم يكن دخوله الحرم الجامعي في الإمارات مجرد تجربة تعليمية عابرة، بل رحلة عميقة في تعلم اللهجة الإماراتية وتبني الخصوصية الثقافية الإماراتية بشكل ملفت، فقد أبدع في إتقان الرمسة الإماراتية بسرعة مذهلة، حتى صارت لهجته الرسمية بين أصدقاءه وأهل مدينته، مؤكدة للمهتمين بالشأن الثقافي كيف يمكن للغة أن تفتح أبواب الانتماء والاندماج المجتمعي. خلال فترة دراسته التي امتدت لأكثر من أربعة أعوام، اتخذ كنياوي من لهجة الإمارات مفتاحًا لفهم أعمق للتراث المحلي، الأكلات الشعبية، وأعراف اللباس التقليدي، مما سمح له بإعادة اكتشاف ذاته وتغير رؤيته للحياة، ليغادر الإمارات وهو يحمل قلبه المتعلق بهذه الأرض الطيبة.

بداية شغف كنياوي ماستول باللغة العربية ولماذا اختار الإمارات

الرحلة الفريدة التي عاشها كنياوي مع اللغة العربية بدأت في غرفته الصغيرة في موطنه تايلاند؛ حيث كان مفتونًا بآيات القرآن الكريم لكنه لم يفهم معانيها بشكل كامل، ما دفعه إلى اتخاذ قرار صارم للتعمق في تعلم اللغة العربية كقلب ينبض بالإيمان، لا مجرد لغة أجنبية. واختار منصة «يوتيوب» كنقطة انطلاق تعلم ذاتية مستمرة حتى صادف إعلان الجامعة القاسمية في الشارقة عن منح دراسية مجانية في مجال الإعلام باللغة العربية، فعزم على التقديم لتبدأ قصة نجاحه. لم تكن هذه الخطوة مجرد تحصيل علمي، بل امتحانًا حقيقيًا لعزيمته التي اختبرها منذ وصوله في صيف 2021 وسط جائحة كورونا، حيث تأقلم مع الجو الحار وأسلوب الدراسة الرقمي المبني على السمع المكثف، متحديًا التحديات؛ فكان تتويجه جائزة الجامعة القاسمية للبحث العلمي بعد تقديمه مشروع «صنع في الإمارات» الذي جسد فيه فخره وارتباطه العميق بالبيئة الإماراتية.

كيف صنع كنياوي ماستول هويته الإماراتية من خلال اللغة والعادات والتقاليد

الارتباط العاطفي الذي بنته كنياوي مع الإمارات تجاوز اللغة إلى أبعاد أخرى ثقافية واجتماعية، فقد تبنى اللباس التقليدي وخاصة المخاوير، وحرص على تفصيل العديد منها ليرتديها في حياته اليومية، كما تذوق الحبّ الذي يكنّه للأكلات الشعبية الإماراتية مثل المجبوس واللقيمات وخبز الرقاق والهريس. ولم تتوقف عند هذا الحد، إذ تعلم «السنع» الإماراتي بنبل وحرص على تجسيده في تعاملاته، مستشعرًا أن هذه القيم هي جزء لا يتجزأ من هويته الجديدة. هذه التجربة الثرية وترابطها الثقافي كانا حجر الأساس لنجاح كنياوي وتميزه، وعلى رأسها تقديره بجائزة البحث العلمي، التي توجت دراسته ببكالوريوس إعلام ودبلوم في العلاقات العامة والدبلوماسية. وتروي رحلته مجموعة من المواقف الطريفة، أبرزها لقاؤه في إذاعة الشارقة حيث أدهش الجميع بطلاقته في اللهجة الإماراتية، مانحته لقب «التايلاندية التي ترمس إماراتي»، ما يعكس مدى تأقلمه واحترافه.

  • إتقان الرمسة الإماراتية بفضل الجلوس المستمر مع الصديقات الإماراتيات وتصحيح الأخطاء
  • الاعتماد على ذاتية التعلم من خلال منصات مثل «يوتيوب» قبل وصوله الإمارات
  • الاندماج في العادات والتقاليد كارتداء المخاوير وتناول الأطعمة الشعبية
  • إنجاز أكاديمي متميز بجائزة الجامعة القاسمية للبحث العلمي
  • التمسك بقيم السنع الإماراتي واستخدامها في الحياة اليومية

غادرت كنياوي ماستول الإمارات بعد إتمام دراستها بثلاثة أشهر، إلا أن ارتباط قلبها بتلك الأرض لم ينقطع، فهي تحمل بين ذاكرتها أصدق المشاعر وأرقى الذكريات التي صنعتها مع أهل الإمارات، تاركة انطباعًا لا يُنسى يثبت كيف يمكن للغات واللهجات أن تكون جسورًا بين القلوب والثقافات.