الإمارات تعزز التنمية في كردستان بنموذجها التنموي الناجح وتأثيره على الاقتصاد المحلي

تعاون أبوظبي وأربيل في نقل الخبرات الإماراتية إلى كردستان يمثل نموذجًا متفردًا في بناء شراكات استراتيجية. تأتي هذه المبادرة في إطار مساعي حكومة الإقليم نحو الاستفادة من البرامج الإماراتية الرائدة التي أسهمت في خلق بيئة اقتصادية متطورة ومستدامة، ما يعكس رغبة الطرفين في تعزيز التعاون الاقتصادي والتنموي بينهما بشكلٍ مستدام.

تعزيز التعاون الاقتصادي والرقمي بين أبوظبي وأربيل في كردستان

شهدت أربيل زيارة مهمة لوفد إماراتي رفيع المستوى، ترأسه عبدالله ناصر لوتاه، مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء، حيث تركزت المباحثات على تعزيز التعاون بين أبوظبي وأربيل في كردستان عبر مجموعة من المبادرات الحكومية والاقتصادية. استقبل رئيس حكومة كردستان مسرور بارزاني الوفد، وناقش الطرفان فرص التعاون في مجالات متعددة مثل الرقمنة الحكومية، والاستثمار، والاقتصاد، والرعاية الصحية، إلى جانب تغير المناخ والخدمات اللوجستية والطيران وبناء القدرات.

وقد أعلن عن حزمة تضم 30 مبادرة تهدف إلى نقل الخبرات الإماراتية إلى كردستان، من أبرزها نظام إدارة الأداء الحكومي الذي يمنح أربيل لوحة معلومات مركزية تتيح متابعة تقدم الوزارات، وتحسين جودة اتخاذ القرار، مع ضمان الشفافية والمساءلة. كما تضمنت المبادرات برنامج “مبرمجو كردستان” الذي يستهدف تدريب نحو 30 ألف شاب وشابة على مهارات البرمجة، والذكاء الاصطناعي، ومحو الأمية الرقمية، لدعم الجيل القادم من رواد الأعمال والمبتكرين في الإقليم.

دور المبادرات الإماراتية في تعزيز الاستثمارات وتطوير البنية التحتية في كردستان

تعكس هذه المبادرات ثقة كبيرة من أبوظبي في قدرات أربيل على استثمار الخبرات الإماراتية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، حيث تسعى الإمارت إلى إرساء ممارسات حكومية ناجحة تُحاكي تجربتها المتقدمة. ويرى محللون أن أبوظبي تطمح لأن تصبح مركزًا لتصدير منتجات كردستان إلى الأسواق العالمية، مما يوسع دائرة الانتشار التجاري للإقليم ويزيد من فرصه على الخارطة الاقتصادية الدولية.

تنظر الإمارات إلى كردستان كبوابة استراتيجية للاستثمارات في السوق العراقية الواعدة، ويأتي ذلك مع الأثر الكبير للموانئ الإماراتية التي تلعب دورًا محوريًا في عمليات استيراد البضائع إلى الإقليم. في هذا السياق، عينت حكومة الإمارات وزير الدولة سعيد مبارك الهاجري مبعوثًا خاصًا للشؤون الاقتصادية في كردستان قبل أسابيع قليلة، رسالةً واضحة عن التزام أبوظبي بتعزيز الشراكة الاقتصادية مع الإقليم.

فرص الاستثمار والسياحة في كردستان وأثر الاستقرار في جذب رؤوس الأموال

تشير المعلومات إلى سعي الجانب الإماراتي لتشجيع رجال الأعمال والشركات على الاستثمار في قطاعات حيوية في كردستان، شاملة المناطق الزراعية، والبناء، والخدمات الصحية، والسياحة. الإقليم يخطط لجذب 20 مليون سائح بحلول 2030، وتعتبر الإمارات شريكًا محوريًا في هذا المجال عبر دعم تطوير البنى التحتية والمشاريع المتكاملة.

ويُعد الاستقرار السياسي والأمني في كردستان إلى جانب الحوافز الضريبية والإعفاءات الاقتصادية من أهم المحفزات التي دفعت الاستثمارات الأجنبية، لا سيما الإماراتية، نحو ضخ رؤوس الأموال في الإقليم، الأمر الذي يعزز فرص النمو والتنمية المستدامة.

  • زيارة الوفد الإماراتي بقيادة عبدالله ناصر لوتاه إلى أربيل
  • المباحثات حول الرقمنة الحكومية والاستثمار والطيران
  • إطلاق 30 مبادرة لتعزيز التعاون المشترك
  • برنامج تدريب 30 ألف شاب في مجالات البرمجة والذكاء الاصطناعي
  • تعيين سفير اقتصادي خاص لتعزيز العلاقات مع كردستان
  • تشجيع الاستثمار في قطاعات الزراعة والبناء والسياحة والرعاية الصحية
  • تأكيد الاستقرار وأثره في جذب الاستثمارات
المبادرةالهدف
نظام إدارة الأداء الحكوميمتابعة التقدم، تحسين اتخاذ القرار، الشفافية والمساءلة
مبرمجو كردستانتدريب 30 ألف شاب في البرمجة والذكاء الاصطناعي
تعيين مبعوث خاص للشؤون الاقتصاديةتعزيز التعاون الاقتصادي بين أبوظبي وأربيل
تطوير قطاع السياحةجذب 20 مليون سائح بحلول 2030

تتطور العلاقة بين أبوظبي وأربيل في كردستان بسرعة كبيرة، حيث يسعى الطرفان لإرساء شراكة إستراتيجية قادرة على استيعاب الطموحات الاقتصادية والتنموية المشتركة، مقدمين نموذجًا للتعاون الذي يجمع بين نقل الخبرات والابتكار في إطار بيئة مستقرة. هذه المبادرات تمهد الطريق أمام كردستان لتصبح نقطة جذب للاستثمارات وتقوية مكانتها على الخريطة العالمية في القطاعات المتنوعة التي أُعلن عنها.