أعلى سعر 14 عامًا.. الفضة تتفوق على الذهب بمستوى لم يشهده السوق منذ سنوات

أسعار الفضة تقترب من 50 دولارًا للأونصة وتتفوق على الذهب في 2025 وسط طلب صناعي متزايد وتحولات اقتصادية واضحة، مما يعكس فرصًا استثمارية مميزة في سوق المعادن الثمينة

الارتفاع الملحوظ في أسعار الفضة وتأثيره على الأسواق المالية العالمية

شهدت أسعار الفضة قفزة كبيرة خلال الفترة الأخيرة، حيث استقرت العقود الآجلة عند 48.994 دولارًا للأونصة، ولامست 49.02 دولارًا أثناء التداولات، مسجلة أعلى مستوى لها منذ أكثر من 14 عامًا، على أعتاب تجاوز حاجز 50 دولارًا النفسية والتاريخية في السوق العالمية، وما يجعل هذا الارتفاع أكثر بروزًا هو تفوق مكاسب الفضة خلال عام 2025 والتي بلغت 67.55% مقابل زيادة الذهب التي وصلت إلى 54.13%، رغم أن سعر الفضة لا يزال أقل بكثير من سعر الذهب الحالي الذي بلغ 4070.50 دولارًا للأونصة؛ هذا الزخم يعكس تغيرًا جوهريًا في ديناميكيات العرض والطلب.

عوامل تفوق الفضة على الذهب: الطلب الصناعي والتحوط المالي ودور المضاربات

يرجع تفوق الفضة إلى سببين رئيسيين؛ الأول هو الطلب الصناعي المتزايد في قطاعات التكنولوجيا المتقدمة والطاقة النظيفة، خصوصًا في تصنيع الألواح الشمسية وأنظمة البطاريات، والثاني دورها المتنامي كأداة للتحوط المالي في مواجهة تقلبات الأسواق؛ فالفضة تتميز بتقلبات أسرع واستجابة أكبر لاحتياجات المستثمرين مقارنة بالذهب، مما يزيد من جاذبيتها أمام المضاربين الباحثين عن فرص جديدة، وقد دفعت هذه العوامل إلى إعادة تصنيف الفضة من “ذهب الفقراء” إلى أصل مستقل وذو أولوية في المحافظ الاستثمارية، وفقًا لتصريحات محلل المعادن في بنك “جلوبال تراست”.

توقعات تجاوز أسعار الفضة 50 دولارًا وآثارها على المستثمرين وسلوك السوق

على الرغم من التفاوت الكبير بين سعر الذهب والفضة، يركز المستثمرون على مؤشر نسبة سعر الذهب إلى الفضة (Gold/Silver Ratio) الذي انخفض بشكل ملحوظ هذا العام، مما يجعله مؤشرًا يؤكد على رخص الفضة نسبيًا ويزيد من فرص ارتفاع سعرها؛ حيث يرتقب تحقيق تجاوز 50 دولارًا تحفيزًا لهجوم شرائي مكثف من قبل الأفراد والمؤسسات، إضافة إلى تسريع عمليات تغطية مراكز البيع، فضلًا عن تنشيط المضاربات لجني أرباح قصيرة الأجل في سوق متقلب.

• زيادة عمليات الشراء من المستثمرين الأفراد والمؤسسات
• تغطية مراكز البيع ودفع الأسعار نحو الأعلى
• تنشيط المضاربات لاستغلال تحركات السوق السريعة

ومع ذلك، يحذر الخبراء من احتمال وقوع تصحيح سريع بسبب الطابع المتقلب لسعر الفضة مقارنة بالذهب، مما يستلزم الحذر لدى المتداولين.

الفضة بين أدوارها كمعدن صناعي وملاذ آمن في ظل المتغيرات الاقتصادية

تمتلك الفضة دورًا مزدوجًا يجمع بين كونها معدنًا صناعيًا حيويًا يلبي الطلب المتزايد في التقنيات الحديثة، وملاذًا آمنًا يستفيد من المخاوف المتصاعدة بشأن التضخم وعدم التيقن من السياسات النقدية العالمية؛ ويشير خبير المعادن في “ماركت ستراتيجيز” إلى أن الفضة لم تعد مجرد ملحقة بالذهب، بل أصبحت تعكس المزيج المعقد من التطورات التقنية والاقتصادية التي تزيد من الطلب عليها وتدفقات الاستثمار في أسواق المعادن الثمينة، مما يجعلها على أعتاب اختراق تاريخي ونفسي مهم يفتح فصلًا جديدًا لمسارها الصاعد ويستلزم إعادة النظر فيها كأصل مستقل بعيدًا عن المقارنات الذهبية التقليدية.