حفرة عملاقة.. فتح باب جديد للبحث عن الحياة على المريخ

الكشف عن كهوف عميقة على سطح المريخ يفتح أفقًا جديدًا في البحث عن علامات حياة محتملة على الكوكب الأحمر، حيث تشير الصور الحديثة إلى وجود حفرة ضخمة قد تكون مدخلًا طبيعيًا يحمل في طياته بيئة محمية من الظروف القاسية، مما يجعل استكشاف هذه التكوينات هدفًا رئيسًا للعلماء الطامحين إلى فهم أسرار المريخ المخفية تحت سطحه المتجمد والغامض.

اكتشاف كهوف عميقة على سطح المريخ: صورة الحفرة العملاقة وتداعياتها

أثارت الصورة التي التقطها مسبار استطلاع المريخ عام 2017، ونشرتها وكالة ناسا ضمن برنامج “صورة اليوم الفلكية”، اهتمام العلماء بشدة ليس لما يظهر على السطح فقط، بل لما قد يختبئ تحتاهذه الحفرة الدائرية الكبيرة بعرض يقارب 100 متر، والتي يعتقد بأنها مدخل طبيعي لكهوف عميقة. وتبقى أسباب تكوّن هذه الحفرة غامضة بعض الشيء، حيث يرجيح الخبراء أن تكون نتيجة اصطدام نيزك أو انهيار جزئي في السطح. ما يعزز الفضول هو احتمال وصل هذه الفتحة إلى أنظمة كهوف واسعة تحت الأرض، توفر ملاذًا آمنًا بعيدًا عن آفات المريخ الخارجية مثل تقلبات درجات الحرارة الشديدة، الإشعاعات القاتلة، والعواصف الترابية المتكررة.

وعبر علماء الفيزياء الفلكية مثل روبرت نيميروف وجيري بونيل عن هذه الثقوب بأنها بوابات محتملة نحو مستويات أعمق من المريخ، يمكنها أن تستضيف بيئة مستقرة نسبيًا تسمح بنمو أشكال من الحياة، بينما يشير جلن كوشينغ إلى أن مدى امتداد هذه الكهوف يبقى لغزًا يصعب تحديده حتى الآن.

مواقع جديدة على المريخ لاكتشاف الحياة تحت سطح كهوف عميقة

لم يتوقف البحث عن الحياة على سطح المريخ فقط، بل توسع ليشمل مناطق عدة تحت السطح يُحتمل وجود حياة فيها، حيث أظهرت دراسة حديثة، بقيادة أندريا بوتوريني من جامعة برشلونة، أن سهل أسيداليا بلانيتيا الواقع في النصف الشمالي للكوكب الأحمر يشكل موقعًا واعدًا، ويغطي مساحة تقارب 2000 كيلومتر مربع. باستخدام بيانات من مركبات مدارية وروبوتات جوالة متنوعة، عرضت النماذج احتمالات وجود الماء ودرجات حرارة وطاقة مناسبة لاستمرار كائنات دقيقة مثل البكتيريا المنتجة للميثان، على عمق يتراوح بين 4.3 و8.8 كيلومتر تحت السطح.

والتحدي الأكبر في استكشاف هذه الأعماق يتمثل في الحاجة إلى تقنيات متقدمة ومهمات فضائية قوية تستطيع مواجهة ظروف المريخ القاسية، ما يجعل هذه الكهوف العميقة لغزًا ما زال ينتظر الحلول العلمية المناسبة.

دور مركبة بيرسيفيرانس في استكشاف أسرار الحياة داخل كهوف عميقة على المريخ

تواصل مركبة “بيرسيفيرانس” التابعة لناسا مهامها البحثية في فوهة جيزيرو، حيث تركز على جمع أدلة توضح إمكانية وجود حياة قديمة على المريخ، في انتظار إعادة عينات من سطح الكوكب إلى الأرض خلال العقد القادم. في الوقت ذاته، تشكل المعالم المكتشفة، مثل الحفرة الضخمة التي تم رصدها عام 2017، دلائل مهمة توجه جهود العلماء نحو استهداف مواقع جديدة داخل كهوف عميقة. هذه الأهداف تحمل في طياتها فرصًا حقيقية لاكتشافات مثيرة تتعلق بالحياة التي قد تتواجد بعيدًا عن سطح الكوكب المضطرب، في بيئات مستقرة وفرص أكثر أمانًا تحت الأرض.

• تحديد مدخل الكهوف عبر الصور الفضائية الحديثة
• تحليل التكوينات الجيولوجية للحفر والكهوف
• التخطيط لاستخدام تقنيات الحفر المستقبلية لاستكشاف الأعماق
• تجميع الأدلة البيولوجية من السطح وعلى أعماق مختلفة