توجه المستثمرين.. خبير مالي يوضح التحولات غير المتوقعة في سوق الذهب وسط ارتفاع الأسعار القياسي

الاستثمار في الذهب والفضة كخيار آمن وموثوق وسط التقلبات العالمية هو ما يشغل بال المستثمرين في ظل الارتفاعات التاريخية التي يشهدها الذهب مؤخرًا، إذ يبرز التساؤل حول مدى ملاءمة الوقت الحالي للشراء بعد أن بلغت الأسعار مستويات قياسية أو ما إذا كان الذهب قد وصل إلى ذروته بالفعل

لماذا الاستثمار في الذهب والفضة لا يزال خيارًا استثماريًا آمنًا ومستقرًا

يعتبر الاستثمار في الذهب والفضة ملاذًا آمنًا وطويل الأمد نتيجة التوترات الاقتصادية والسياسية المتزايدة عالميًا، كما يؤكد دانيال تقي الدين، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Sky Links Capital، حيث أثبت الذهب استقراره مقارنةً بالأصول الأخرى رغم بلوغه مستويات سعرية مرتفعة غير مسبوقة؛ فالخبراء يشيرون إلى احتمال حدوث تصحيح طفيف على المدى القصير دون التأثير على الأساسيات القوية التي تدعم استمرار ارتفاع الأسعار في المدى الطويل

العوامل التي تدفع المستثمرين نحو اقتناء الذهب والفضة وعدم المخاطرة بالأصول الأخرى

تُعزى القوة التي يتمتع بها الاستثمار في الذهب والفضة إلى عدد من العوامل الاقتصادية والسياسية الراهنة التي تزيد من الضبابية وعدم اليقين، ومن أهم هذه العوامل:

  • خطر إغلاق الحكومة الأميركية وتأثيره على الأسواق
  • توجه البنوك المركزية إلى خفض أسعار الفائدة
  • التوترات السياسية المستمرة في أوروبا، خاصة في فرنسا

تدفع كل هذه الحالات المستثمرين إلى البحث عن الملاذات الآمنة كالذهب والفضة، حيث تبرز المعادن الثمينة كخيار يحمي ثرواتهم من التقلبات العالية المخاطر التي تحيط بالأسواق المالية حاليًا

مقارنة الذهب والفضة مع العملات الرقمية واليورو في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة

يُفضل المستثمرون اعتماد الذهب والفضة على العملات الرقمية مثل بيتكوين التي تُعتبر أداة عشوائية متقلبة لا توفر الحماية الكافية لرأس المال في أوقات الأزمات الجيوسياسية أو المالية، فيما يوضح تقي الدين أن العملات الرقمية رغم انتشارها، تبقى محفوفة بالمخاطر أكثر من المعادن الثمينة التي تحافظ على قيمتها باستمرار، أما العملة الأوروبية الموحدة فتواجه عقبات قصير الأمد جراء الأزمة السياسية في فرنسا، ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو والتي تمثل 16.6% من الناتج المحلي المنطقة؛ فالوضع المالي المتأزم هناك يضعف ثقة المستثمرين مما قد يؤدي إلى تراجع اليورو أكثر في المستقبل القريب

العامل تأثيره على الاستثمار
إغلاق الحكومة الأميركية زيادة التوجه نحو الملاذات الآمنة كالذهب والفضة
خفض أسعار الفائدة خفض جاذبية الأصول ذات العوائد الثابتة وتشجيع الاستثمار في المعادن الثمينة
الأزمة السياسية في فرنسا ضعف العملة الأوروبية وتراجع ثقة المستثمرين فيها

تُشير المؤشرات إلى أن توجهات المستثمرين العالميين ستشهد تغييرات جذرية خلال المرحلة المقبلة بفعل عدم استقرار الأسواق المالية وضعف الثقة بالسياسات النقدية، وبذلك يصبح الاستثمار في الذهب والفضة أصولًا استراتيجية يمكن الاعتماد عليها لحماية الثروات بعيدًا عن المخاطر المالية المتزايدة، مما يجعل هذه المعادن الثمينة خيارًا محسوبًا للمدى الطويل وسط حالة عدم اليقين الاقتصادي التي يعيشها العالم حاليًا