ثاني أقرب مرور.. كويكب عابر يقترب لمسافة قياسية من الأرض في ظاهرة نادرة

كويكب عابر يقترب بشكل خطر من الأرض مسجلاً ثاني أقرب مرور لجسم سماوي معروف دون تصادم، مر الأسبوع الماضي على بعد قريب جداً من مدار محطة الفضاء الدولية (ISS)، مما أثار اهتمام علماء الفلك وحرصهم على متابعة مثل هذه الظواهر الكونية النادرة التي تهدد كوكب الأرض بصورة غير مباشرة

تفاصيل اقتراب كويكب عابر من مدار محطة الفضاء الدولية

شهد أول أكتوبر 2025 مرور كويكب صغير يُدعى «2025 TF» على ارتفاع لم يتجاوز 428 كيلومتراً فوق القارة القطبية الجنوبية، وهو ما وضعه ضمن نطاق مدار محطة الفضاء الدولية التي تحوم بين 370 و460 كيلومتراً، حسب الموقع العلمي «ساينس ألرت»؛ وقد سجل هذا الحدث الثاني من نوعه لأقرب مرور معروف لجسم سماوي غير مصطدم على الإطلاق، حيث يعتبر مرور «2020 VT4» في نوفمبر 2020 على بعد 368 كيلومتراً هو الأقرب حتى الآن. هذا الاقتراب، رغم خطورته، لم يشكل تهديداً حقيقياً للأرض، مع تقارير تُشير إلى أن قطر الكويكب يتفاوت بين 1 و3 أمتار فقط، مما يعزز احتمالية احتراقه الكامل أثناء المرور عبر الغلاف الجوي؛ وفي حال تسبّب في سقوط نيزك صغير، فذلك لن يكون سوى جزء من العرض الجمالي للسماء فوق القارة القطبية.

كيفية اكتشاف وتتبع الكويكب العابر وتأثيره المستقبلي على الأرض

تأخّر اكتشاف هذا الكويكب نوعاً ما، حيث لم يتم رصده رسمياً إلا بعد مرور أقرب نقطة منه للأرض، وذلك من خلال مرصد كيت بيك-بوك بأريزونا، غير أن الباحثين تمكنوا سريعاً من استرجاع بياناته عبر مسح «كاتالينا» السماوي الذي رصد الجسم بعد ساعتين من أقصى اقتراب له. وحالياً، يبتعد «2025 TF» بسرعة فائقة في الفضاء، لكن توقعات مختبر الدفع النفاث (JPL) التابع لوكالة ناسا تؤكد عودته مرة أخرى في أبريل 2087، مع فارق زمني كبير وضمان بقاء مسافته عن الأرض أكثر حرمة بواقع ثمانية ملايين كيلومتر، وهو ما يعادل حوالي 21 ضعف المسافة بين الأرض والقمر، مما يقلل بشكل كبير من مخاطر أي تفاعل مستقبلي.

أهمية مراقبة الكويكبات العابرة لمخاطرها وتأثيرها على الحياة الأرضية

تشكل مراقبة الكويكبات العابرة أهمية قصوى، خصوصاً مع تسجيل مرور «2025 TF» كواحد من أقرب المرات التي اقترب فيها جسم سماوي من الأرض دون حدوث تصادم؛ إذ توضح هذه الظواهر الحاجة المتزايدة لرصد السماء باستمرار وزيادة قدرة مراكز الفلك على التعرف المبكر على الأجسام القريبة، حيث تتضمن خطوات المراقبة:

• رصد الأجسام عبر شبكات المراصد العالمية بشكل متزامن
• تحليل مساراتها ومدى اقترابها من كوكب الأرض
• التكيف مع التنبؤات لضمان الاستعداد لأي احتمال خطر

وفيما يلي جدول يوضح مقارنة بين مدار محطة الفضاء الدولية وأقرب مرورين لكويكبات معروفة غير مصطدمة:

يبقى مرور كويكب «2025 TF» إشعاراً واضحاً بمدى قرب الكويكبات العابرة، وفرصة ثمينة لتعزيز البحث العلمي وتقنيات الرصد لرصد هذه الأجسام بدقة وكفاءة أكبر، ما يسمح للاعبي الفضاء وعلماء الأرض بالتعامل مع التحديات الكونية التي تهدد السلامة الفضائية للأرض دون اثارة ذعر غير مبرر، مع ضمان تأمين أمان كوكبنا بشكل أفضل في المستقبل القريب والبعيد