33 مليار سنة.. علماء يطلقون نظرية جديدة تشرح لحظة الانسحاق العظيم للكون

الكون سينتهي بانكماش ضخم وليس تمددًا أبديًا: دراسة حديثة تكشف حقائق مذهلة

لطالما شكّل مصير الكون والسيناريوهات المحتملة لنهايته محور اهتمام العلماء، وفي هذا السياق، تشير دراسة حديثة نُشرت في مجلة arXiv إلى أن نهاية الكون قد تكون مختلفة تمامًا عن الاعتقاد السائد منذ عشرين عامًا، المستند إلى ثبات كوني موجب يدفع الكون إلى التمدد اللا نهائي؛ إذ تقترح هذه الدراسة أن الثابت الكوني قد يكون سالبًا، ما يعني أن تمدد الكون لن يدوم إلى الأبد بل سينعكس إلى انكماش هائل يُعرف بالانسحاق الكبير.

الكون سينتهي بانكماش ضخم: مفاهيم الثابت الكوني والطاقة المظلمة

يُعد الثابت الكوني، وهو عنصر رئيسي في معادلات آينشتاين للمجال، المكوّن الذي يحدد كثافة طاقة الفضاء؛ حيث كان يُعتقد أن هذا الثابت موجب ويُحفز تسارع تمدد الكون. يؤكد الفيزيائي هنري تاي أن الفهم السائد على مدى العقدين الماضيين كان مبنيًا على أن الثابت الكوني إيجابي وأن توسع الكون سيستمر إلى الأبد. لكن الأبحاث الحديثة التي تعتمد على بيانات جديدة هدفت إلى مراجعة هذا الافتراض، فاشارت إلى احتمال أن يكون الثابت الكوني سلبيًا، مما يُحدث تحولًا كبيرًا إذ سيُبطئ تمدد الكون وينهيه بانكماش أسرع بكثير مما تم تمدده.

الطاقة المظلمة، التي تُعتبر من أكثر مكونات الكون غموضًا، مسؤولة عن تسارع التمدد حتى الآن، رغم أن طبيعتها الحقيقية ما زالت غير واضحة. كان النموذج التقليدي يشير إلى ثبات الطاقة المظلمة، لكن الملاحظات الحديثة تشير إلى تطور متغير في قيمتها عبر الزمن، مما يؤدي إلى تغيرات جوهرية في مصير الكون. يشير نموذج الفيزيائي تاي وزملائه إلى أن تأثير الطاقة المظلمة قد يتراجع، في حين يتولى الثابت الكوني السلبي زمام التحكم، ما يفتح الباب أمام توقف التوسع وبدء الانكماش تدريجيًا.

كيف يبدو سيناريو الكون سينتهي بانكماش ضخم؟ تفاصيل الأزمة الكبيرة

مفهوم الانكماش الكبير يشير إلى حالة ينكمش فيها الكون إلى نقطة تفرد، وقد طُرح هذا المفهوم منذ عقود، لكن نماذج سابقة لم تكن توضح توقيت حدوث هذا الانهيار بدقة. تُشير نتائج الدراسة الحديثة إلى أن نهاية الكون المُرجحة تحدث بعد نحو 33 مليار سنة من الآن، وحين يتوقف تمدد الكون يبدأ الانكماش بسرعة متسارعة تفوق سرعة تمدده الأولية.

وفي هذا السياق، فإن إمكانية استمرار تطور الطاقة المظلمة كما هو موضح في النموذج تعني أن الكون قد يواجه مرحلة انكماش نهائية تقود إلى انسحاق كبير، حيث تتجمع كل المادة في الكون مجددًا في حالة التفرد الأولى، بما يشير إلى تحول جذري في مصير الكون ومستقبله الكوني.

• تمدّد الكون كما كان مفترضًا بفعل الثابت الكوني الموجب
• نتائج جديدة تُظهِر سلبية الثابت الكوني وتباطؤ التمدد
• تطور الطاقة المظلمة وتحولها عن الثبات السابق
• الانتقال إلى مرحلة الانكماش الكبير المُسرع والانسحاق العظيم

تغير مفهوم الزمن الكوني: الكون سينتهي بانكماش ضخم وليس بتمدد أبدي

تُعد فكرة أن الكون سينتهي بانكماش ضخم نقلة كبيرة في فهم علم الكونيات؛ إذ لطالما اعتقد العلماء أن تمدد الكون متواصل بلا نهاية، إلا أن نموذج هنري تاي يشير إلى أن عمر الكون الإجمالي قد يكون مقيدًا بنهاية زمنية محددة تتراوح حول 33 مليار سنة، مما يعيد تعريف تصورنا عن مصير الكون وعلاقته بالطاقة المظلمة والثابت الكوني.

هذه الرؤية الجديدة تُبرز كيف أن تطورات البحث العلمي في مجال الفيزياء الفلكية يمكن أن تُغيّر الأفكار الجذرية السابقة، مقدمةً سيناريو مختلفًا عن استمرار التوسع إلى الأبد، حيث ينقلنا إلى احتمال أن يكون الكون سينتهي بانكماش ضخم، لينطلق بذلك فصل جديد في دراستنا لعلم الكون الذي لم ينتهِ بعد من كشف أسراره.