كوكب جديد.. دراسة حديثة تكشف تحولًا جذريًا في فهم تكوين الأجرام السماوية

رصد كوكب تائه Cha 1107-7626 يبتلع كميات ضخمة من الغاز والغبار بمعدل مذهل يصل إلى ستة مليارات طن في الثانية، ليكون بذلك يحتل أعلى معدل نمو لأي جسم كواكبي على الإطلاق، ما يفتح آفاقًا جديدة لدراسة تكوين الكواكب المتجولة وسرعة نموها في الفضاء.

رصد نمو الكواكب المتجولة وتكوّنها مثل النجوم الشابة

كشفت دراسة منشورة في The Astrophysical Journal Letters عن ظاهرة نادرة في نمو الكواكب المتجولة حيث تم رصد كوكب Cha 1107-7626 وهو يتغذى من قرص غازي محيط به دون وجود نجم قريب، وهو سلوك مشابه جدًا لعملية التكوّن التي تمر بها النجوم الشابة؛ حيث سجل هذا الكوكب أعلى وتيرة امتصاص للغاز والغبار في تاريخ الملاحظات لكواكب بهذا الحجم، ما يعكس اندفاع نمو غير مسبوق.

الملاحظات التي قام بها تلسكوب جيمس ويب الفضائي بالتعاون مع مرصد في تشيلي أظهرت حدوث زيادة كبيرة بمعدل الامتصاص بين أشهر أبريل ومايو يونيو وأغسطس، تضافرت مع تغيرات كيميائية مثيرة داخل القرص الغازي المحيط، والتي تضمنت ظهور بخار الماء، مما يشير إلى ديناميكية متطورة وغنية بالمكونات الأساسية لتكوين الكواكب.

الكواكب المتجولة: نمو سريع بعيدًا عن النجوم الأم

يقع الكوكب التائه Cha 1107-7626 على مسافة تقدر بنحو 620 سنة ضوئية داخل كوكبة الشمايلون، ويُقدر حجمه بأنه يتراوح بين 5 إلى 10 أضعاف كتلة المشتري، مع عمر لا يتجاوز 1-2 مليون سنة، في مرحلة التكوّن المبكرة، ما يجعله مثالًا مثيرًا لدراسة الكواكب المتجولة النامية بعيدًا عن أنظمة نجومها الأصلية.

على عكس الكواكب التقليدية التي تدور حول نجوم، تتشكل هذه الكواكب المتجولة مستقلًة أو تُطرد من أنظمة نجمية، وعادة ما تكون باردة وصامتة، لكن Cha 1107-7626 يختلف كونه يغتذي من قرص غازي وغباري محيط عبر عملية الالتصاق التي تحفزها حقول مغناطيسية قوية تشبه تلك الموجودة في النجوم الشابة، مما يؤكد تداخل خصائص نمو النجوم والكواكب.

تأثير اكتشاف نمو الكواكب المتجولة بسرعة نجمية

أكد الباحثان فيكتور ألميندروس أباد وبيليندا داميان أن هذا الاكتشاف لا يقتصر على رصد كوكب واحد فقط بل يذيب الخط الفاصل بين النجوم والكواكب، وذلك برصد اندفاع نمو يشبه ما يحدث في النجوم لأول مرة في جسم كواكبي، وهو اندفاع نَمَوي سبق رصده عام 2016، مما يشير إلى إمكانية تكرار هذه الظاهرة.

هذا الاكتشاف يوفر نافذة فريدة على المراحل الأولى من تشكل الكواكب المتجولة التي قد تكون أكثر انتشاراً مما كان متوقعًا، كما يشير إلى أن بعض هذه الكواكب قد تتشكل بطريقة مشابهة للنجوم ذات الكتلة الأقل، ما يعيد ترتيب فهمنا لأصول هذه الأجسام الفضائية.

الخاصيةالتفصيل
المسافة من الأرضحوالي 620 سنة ضوئية
الكتلة5-10 أضعاف كتلة المشتري
العمر1-2 مليون سنة
معدل الإمتصاص6 مليارات طن في الثانية
  • الكواكب المتجولة قد تُطرد من أنظمة نجمية أو تتكون بشكل مستقل
  • اندفاع النمو نادر ويشبه عمليات نمو النجوم الشابة
  • التغذية تتم عبر أقراص غازية وغبارية محيطة بها
  • التغير الكيميائي يشمل ظهور بخار الماء

تُعتبر هذه الدراسة تطويرًا جوهريًا في فهمنا للكون، فهي لا تشرح كيفية نمو الكواكب المتجولة بسرعة مشابهة للنجوم فقط، بل تشير إلى وجود آلاف مثيلة في مجرتنا قد تنمو وتتطور بنفس الطريقة، مما يفتح مجالًا واسعًا لاستكشاف أعمق لعمليات التكوّن والتطور في الفضاء خارج حدود النظام الشمسي.