قفزة قياسية.. سعر الذهب يصل إلى أعلى مستوياته مع ارتفاع غير مسبوق يعيد تشكيل السوق

تجاوز سعر الذهب 3900 دولار للأوقية، مسجلاً أعلى مستوياته على الإطلاق في ظل تصاعد الطلب على الملاذ الآمن جراء توقف أنشطة الحكومة الأميركية وتنامي التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي؛ حيث ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.4% ليصل إلى 3900.40 دولار، بعد تسجيله ذروة عند 3919.59 دولار خلال جلسة التداول، بينما صعدت العقود المستقبلية للذهب لتسليم ديسمبر بنسبة 0.5% مسجلة 3926.80 دولارًا.

تأثير إغلاق الحكومة الأميركية على ارتفاع سعر الذهب فوق 3900 دولار للأوقية

أدى توقف أنشطة الحكومة الأميركية إلى زيادة حدة حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمية، مما دفع المستثمرين إلى تحويل استثماراتهم للذهب باعتباره ملاذًا آمنًا وقيمة آمنة تحمي رأس المال؛ الأمر الذي ساهم بشكل مباشر في تخطي سعر الذهب حاجز 3900 دولار للأوقية. وفي السياق نفسه، صرح مسؤول رفيع في البيت الأبيض أن إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب قد تتجه نحو تسريح جماعي للموظفين الفدراليين في حال بقاء الإغلاق الحكومي الجزئي دون حل سريع، ما زاد من التوتر السياسي والاقتصادي، وعزز معنويات الأسواق تجاه ارتفاع سعر الذهب بشكل ملحوظ.

التوقعات بخفض أسعار الفائدة ودورها في دعم سعر الذهب حتى 2025

أشار ستيفن ميران، أحد أعضاء مجلس الاحتياطي الاتحادي، إلى أهمية خفض أسعار الفائدة بشكل فعال لتحفيز النمو الاقتصادي الأمريكي، مستندًا إلى تداعيات السياسات الراهنة على أداء الاقتصاد. وكشفت بيانات أداة “فيد ووتش” التابعة لـ CME عن توقعات المستثمرين بخفض إضافي قدره 25 نقطة أساس في شهري أكتوبر وديسمبر، مع احتمالية تفوق 80%، مما يعزز من جاذبية الذهب باعتباره استثمارًا لا يعتمد على عوائد الفائدة. وقد انعكست هذه التوقعات بشكل إيجابي، إذ ارتفع سعر الذهب بنسبة 49% متوقعًا لعام 2025، بعد ارتفاعه بنسبة 27% خلال 2024، مدعومًا بعمليات الشراء من قبل البنوك المركزية وزيادة الاهتمام بصناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب، إضافة إلى ضعف الدولار وزيادة الطلب الفردي.

اتجاهات المعادن النفيسة في 2025 وتأثيرها على سعر الذهب فوق 3900 دولار

شهدت الأسواق العالمية للمعادن النفيسة ارتفاعات غير مسبوقة خلال العام الحالي، حيث جاءت الزيادات في أسعار الذهب والفضة والبلاتين والبلاديوم بين 40% و75%، مدفوعة بتطورات جيوسياسية معقدة وتغيرات هيكلية في العرض والطلب الصناعي. ارتفع الطلب على الذهب في الهند، ثاني أكبر مستهلك عالمي، رغم وصول الأسعار إلى مستويات تاريخية، وذلك تحضيرًا لموسم المهرجانات الرئيسية، فيما أغلقت الأسواق الصينية بصورة مؤقتة بسبب عطلة رسمية. سجلت الفضة في السوق الفوري 47.98 دولارًا للأوقية، بينما ارتفع البلاتين بنسبة 0.5% ليصل إلى 1613.15 دولار، وصعد البلاديوم بنسبة 0.2% إلى 1263 دولارًا، ما يؤكد استقرار المعادن النفيسة وسط تقلبات السوق.

• الطلب المتصاعد على الذهب كملاذ آمن خلال فترات عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي
• التوقعات المعلنة لخفض أسعار الفائدة وتأثيرها على عوائد الأصول المختلفة
• الدور المتنامي للبنوك المركزية وصناديق الاستثمار في دعم سوق الذهب العالمي