قفزة 78%.. الريال اليمني يحقق ارتفاعًا قياسيًا ويؤثر إيجابيًا على سعر الغذاء

الريال اليمني يحقق قفزة تاريخية بنسبة 80% في شهر واحد وسط توقعات بنهضة اقتصادية

قفزة الريال اليمني وتأثيرها على الاقتصاد الوطني واستقرار العملة

شهد الريال اليمني خلال الشهر الأخير ارتفاعًا غير مسبوق بنسبة 80%، وهو رقم يصعب تصديقه في عالم الاقتصاد، لكنه يعكس واقعًا جديدًا يشهده المشهد الاقتصادي اليمني؛ حيث نجح الريال في تحدي التوقعات وتحقيق معجزة اقتصادية حقيقة لم تتكرر منذ سنوات طويلة. وفق تقرير برنامج الأغذية العالمي، جاء هذا الارتفاع بنسبة 78% على أساس شهري مقابل 18% سنويًا، إنجاز يعادل ما كان يتطلب أربع سنوات كاملة في فترة قصيرة جدًا. محافظ البنك المركزي في عدن د. محمد العدني كان له الدور الحاسم من خلال تنفيذ حملات صارمة ضد شركات الصرافة المخالفة وفرض حظر التعامل بالعملات الأجنبية في السوق المحلية، ما ساهم في إنقاذ العملة اليمنية من الانهيار. وأفاد أحمد الحضرمي، وهو أب لخمسة أطفال، بتغير حياته قائلاً: “كنت أكافح لشراء الخبز الشهر الماضي، واليوم أستطيع شراء اللحم لأطفالي”، الأمر الذي يعكس النموذج العملي لهذا النجاح الاقتصادي.

الانتعاش الاقتصادي وانعكاساته على أسعار المواد الأساسية والمحروقات

هذه القفزة النوعية في قيمة الريال اليمني جاءت بعد سنوات طويلة من الانهيار الاقتصادي الذي كان سببه الأساسي الحرب التي دمرت البنية التحتية وأوقفت صادرات النفط والغاز. الإجراءات النقدية الصارمة التي تبناها البنك المركزي، والتي شملت زيادة الرقابة على تحركات أسعار الصرف ومحاربة المضاربين، ساعدت بشكل فعّال في استقرار الأسواق الوطنية وإعادة بناء الثقة بالعملة المحلية. وقد شابه هذا الانتعاش ما وصفته بعض التحليلات بـ”معجزة ألمانيا الاقتصادية” بعد الحرب العالمية الثانية، مع استثناء أن اليمن حقق هذا الأداء في زمن قياسي خلال ظروف استثنائية معقدة. أحد الأثار الهامة لهذا التطور يتمثل في انخفاض أسعار المواد الغذائية الأساسية ما بين 32% إلى 38%، وأسعار المحروقات التي تراجعت بين 24% و28%، وهو ما يعني أن التكلفة الحياتية اليومية أصبحت أقل بحوالي ثلث التكلفة السابقة، الأمر الذي انعكس بشكل إيجابي على حياة الأسر اليمنية. فاطمة التاجرة علقت على هذا الوضع قائلة بابتسامة: “لأول مرة منذ سنوات أرى الأمل في عيون زبائني، والطوابير اختفت من أمام محلات الخبز.”

البندنسبة الانخفاض
أسعار المواد الغذائية الأساسية32% – 38%
أسعار المحروقات24% – 28%

تحديات استمرار تحسن الريال اليمني وربط الانعاش الاقتصادي باستئناف صادرات النفط

رغم هذا الإنجاز الكبير الذي سجله الريال اليمني، هناك تحذيرات جدية من تقرير برنامج الأغذية العالمي التي تؤكد أن استمرارية هذا التقدم تعتمد بشكل كبير على قدرة الحكومة اليمنية في إعادة تفعيل صادرات النفط والغاز، وضمان تدفق مستمر ومستقر للعملة الأجنبية إلى الأسواق المحلية.توصف الحالة الاقتصادية الحالية بأنها شبيهة بمريض في العناية المركزة قد يعاود الانتكاس إذا توقف العلاج الضروري. يُبرز الخبراء أن أي تراجع في تدفق العملة الأجنبية أو توقف صادرات الطاقة سيؤدي على الفور إلى ضغوط اقتصادية متجددة، وربما يعيد الريال إلى مراحل أضعف من ذي قبل. حول هذا الموضوع يطرح الجميع سؤالاً محفوراً: هل يمثل هذا التحسن نقطة انطلاق كبيرة لنهوض اقتصادي شامل ومستدام في اليمن، أم أنها مجرد فترة هدوء مؤقتة قبل عودة عواصف التحولات الاقتصادية؟

  • زيادة الرقابة على شركات الصرافة المخالفة
  • حظر التعامل بالعملات الأجنبية في الأسواق المحلية
  • استئناف صادرات النفط والغاز شرط استراتيجي لاستمرار انتعاش الريال