5000 دولار.. «جولدمان ساكس» يتنبأ بمسار جديد لسعر الذهب في ظل سيناريو استثنائي

سعر الذهب المتوقع حتى 4000 دولار للأونصة بحلول منتصف 2026 يتصدر توقعات جولدمان ساكس، مدفوعًا بطلب ثابت من فئات شرائية عالمية أساسية مثل البنوك المركزية وصناديق الاستثمار. ويرى الخبراء أن الذهب مستمر في الصعود مع تعزيزات بنيوية ودخول متزايد للمستثمرين الأفراد، ما يجعل هذا المعدن الثمين خيارًا استراتيجيًا للتعامل مع تقلبات الأسواق المالية العالمية.

توقعات جولدمان ساكس لصعود سعر الذهب المتوقع حتى 4000 دولار

تُظهر أبحاث جولدمان ساكس أن سعر الذهب المتوقع حتى 4000 دولار خلال منتصف 2026 مرشّح للارتفاع بنسبة تصل إلى 6% من سعر 3772 دولارًا للأونصة في سبتمبر الماضي، مستندًا إلى عاملين أساسيين؛ أولهما الاستمرار في مشتريات البنوك المركزية للذهب بوتيرة ثبات، وثانيهما التوقعات بخفض السياسة النقدية من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وهو ما يعزز الطلب على الذهب من صناديق المؤشرات المتداولة.
خلال عام 2025، سجّل الذهب زيادة تفوق 40%، ما جعله يحقق مكاسب من رقمين للسنة الثالثة على التوالي، وهو أمر نادر الحدوث في الأسواق المالية العالمية، ويأتي ذلك وسط تنوع فئات المشترين بين:

• المشترين الملتزمين مثل البنوك المركزية وصناديق الاستثمار والمضاربين الذين يعتمدون على الذهب كأداة تحوط بغض النظر عن السعر
• المشترين الانتهازيين، كالأسر في الأسواق الناشئة، الذين يتعاملون حسب الفرص السعرية، وهو ما يخلق دعما للأسعار عند الهبوط ومقاومة عند الصعود

التحول الهيكلي في شراء الذهب ودوره في تعزيز سعر الذهب المتوقع

أوضحت البيانات أن البنوك المركزية بدأت تعتمد نمطًا جديدًا في تراكم الذهب، حيث شهد يوليو انخفاضًا مؤقتًا في مشتريات الذهب إلى 64 طنًا مقابل متوسط سنوي يبلغ 80 طنًا، وهو انخفاض موسمي معتاد، إذ من المتوقع استئناف وتيرة الشراء بالارتفاع ابتداءً من سبتمبر، مما يعكس تحولًا هيكليًا عميقًا في طريقة إدارة الاحتياطيات، ولم يعد مجرد استجابة عابرة لتقلبات الأسواق.
تشير إحصائيات مجلس الذهب العالمي إلى أن 95% من البنوك المركزية التي شملها استطلاع الرأي تتجه لزيادة احتياطياتها من الذهب خلال السنة القادمة، ولا يتوقع أحد منها انخفاضًا في الاحتياطات، بينما تخطط 43% من هذه البنوك لتوسيع الحيازات، وهي النسبة الأعلى منذ عام 2018. كما يشهد سوق العقود الآجلة ارتفاعًا في مراكز صناديق التحوط والمضاربين، حيث وصل صافي الرهانات على ارتفاع الذهب إلى 73% منذ 2014، مما يعزز النظرة الإيجابية لسعر الذهب المتوقع مع احتمال حدوث تقلبات قصيرة الأجل.

تأثير دخول المستثمرين الأفراد على سعر الذهب المتوقع وتحركاته نحو 5000 دولار

تشير أبحاث جولدمان ساكس إلى أن سعر الذهب المتوقع عند 4000 دولار بحلول منتصف 2026 قد يكون تقديرًا محافظًا، بسبب التدفقات القوية التي سجلتها صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب نتيجة دخول متسارع من المستثمرين الأفراد، الذين أصبحوا قوة جديدة وتأثيرها متزايد في السوق.
تتضمن توقعات التقرير احتمالية ارتفاع سعر الذهب، بدفع من نشاط المستثمرين الأفراد، إلى مستوى 4300 دولار للأونصة بنهاية 2026. وفي سيناريو تفاؤلي أقوى، قد يقترب سعر الذهب من 5000 دولار للأونصة إذا تم تحويل 1% فقط من سوق السندات الأمريكية إلى استثمارات الذهب، ويزداد هذا الاحتمال مع استمرار تقلبات الأسواق وزيادة الطلب على الأصول الآمنة، خاصة في ظل ارتباط التأثيرات التالية بسعر الذهب:

• ضعف الدولار الأمريكي
• إغلاق الحكومة الأمريكية
• ضعف بيانات التوظيف
• التوقعات المكثفة لتخفيض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي

كل هذه العوامل تزيد من جاذبية الذهب كملاذ آمن وتعزز الترند الصاعد لسعر الذهب المتوقع.

تتطابق توقعات جولدمان ساكس مع الاتجاهات الراهنة في الأسواق، مما يدل على تفاؤل مستمر بشأن ارتفاع سعر الذهب المتوقع، مدعومًا بصلابة الطلب من المستثمرين المؤسسيين، إلى جانب توسع دور المستثمرين الأفراد، والتحولات الهيكلية في إدارة الاحتياطيات العالمية، ليبقى الذهب منصة استراتيجية طموحة لتجاوز تقلبات الأسواق العالمية.