جزيئات عضوية جديدة.. اكتشاف يزيد احتمالات الحياة على قمر زحل إنسيلادوس

إن قمر زحل الجليدي إنسيلادوس بيئة محتملة للحياة خارج الأرض، مع اكتشافات حديثة تؤكد تعقيد الجزيئات العضوية المنبعثة من باطنه، مما يعكس توفر شروط مناسبة لتكوين الحياة وتحفيز البحث المستمر عن الكائنات الحية خارج كوكب الأرض.

تعقيد الجزيئات العضوية في إنسيلادوس ودلالته على احتمال وجود الحياة

تشير الدراسات الحديثة إلى أن قمر زحل الجليدي إنسيلادوس لا يقتصر دوره فقط على كونه جرم فضائي مغطى بالجليد، بل يحمل بين طياته جزيئات عضوية معقدة ذات تركيب متزايد الدقة، مما يُثري فرضية وجود عوامل داعمة للحياة تحت سطحه؛ حيث أوضح الدكتور يورن هيلبرت من وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) أن هذه الجزيئات تُعد دليلًا قويًا على توفر المكونات الأساسية التي تدعم نشوء الحياة، خاصة مع تقدّم النتائج التي تناولت عمق التفاعلات الكيميائية في باطن القمر.

دور مهمة كاسيني في الكشف عن أعمدة جليدية ومحيط مالح عميق في إنسيلادوس

منذ فترة، أظهرت بيانات مهمة كاسيني الفضائية أن إنسيلادوس يُرسل أعمدة من جليد المياه عبر فضاء يمتد إلى أكثر من 6 آلاف ميل، تنطلق هذه الأعمدة من القطب الجنوبي للقمر؛ وقد تبين أن هذه الانفجارات المائية مصدرها محيط مالح مكامن تحت السطح، يغطي عمقًا يقارب 30 ميلًا ويحيط بالقمر بالكامل. يعد هذا المحيط البيئي مصدرًا غنيًا بالعناصر الكيميائية، مما يزيد فرص تكوين الظروف الملائمة للحياة، ويعتبر هذا الاكتشاف محددًا رئيسيًا لإعادة تقييم مكانة إنسيلادوس بين المواقع الفضائية المحتملة للحياة.

بيانات مركبة كاسيني وتأكيد نقاء العينات العضوية في إنسيلادوس

اختلفت أبحاث إنسيلادوس السابقة التي اعتمدت على تحليل مواد مجمعة من حلقات زحل الخارجية، عن الدراسة الحديثة التي استندت مباشرة إلى مرور مركبة كاسيني عبر أعمدة الجليد المنبعثة؛ حيث أظهرت هذه البيانات وجود تنوع أكبر وتعقيد أدق للجزيئات العضوية في هذه العينات الطازجة، التي لم تمضِ سوى دقائق معدودة خارج المحيط قبل أخذها. وأوضح الدكتور نوزاير خواجة، المؤلف الرئيسي للدراسة: “تُعد هذه العينات نقية وغير معرضة لتأثيرات إشعاع الفضاء الصادرة من الخارج”، مما يعزز احتمالية أن يكون إنسيلادوس بيئة صالحة للحياة، ويحفز المزيد من البحوث للبحث عن الكائنات الحية في هذا القمر.

  • تفصيل التفاعلات الكيميائية تحت سطح القمر
  • تحديد مكونات المحيط المالح العميق
  • تحليل عينات الجزيئات العضوية الطازجة من أعمدة الجليد
العنصرالمقادير أو الصفات المكتشفة
عمق المحيطحوالي 30 ميلًا
امتداد أعمدة الجليد6 آلاف ميل في الفضاء
زمن خروج الجزيئات العضوية من المحيطدقائق معدودة

تفتح هذه الاكتشافات العلمية آفاقًا جديدة لدراسة قمر إنسيلادوس كواحد من أبرز المواقع المرشحة للعثور على حياة خارج كوكب الأرض، وتعزز من التنافس العلمي والتقني مع كوكب المريخ، اللذين يُعدان محور اهتمام الباحثين في مجال استكشاف الحياة الفضائية. يظل التركيز على تحليل الكيمياء العضوية المختلفة والمحيط الملحي العميق خطوة أساسية في فهم مدى ملاءة القمر للعيش، مع احتمالية أن يكون إنسيلادوس موطنًا لأنظمة حيوية غير مكتشفة حتى الآن.