كشف جديد.. تلسكوب جيمس ويب يحدد مكونات بناء الأقمار حول كواكب بعيدة

تشكّل الأقمار حول الكواكب البعيدة بات اليوم أكثر وضوحًا بفضل تلسكوب جيمس ويب الفضائي، الذي كشف عن قرص غني بالغاز والغبار يحيط بجسم كوكبي عملاق يُعرف باسم CT Cha b، حيث تزيد كتلته عن كتلة كوكب المشتري 17 مرة؛ هذا الجسم يقع على بعد 625 سنة ضوئية داخل كوكبة الحرباء، ويدور حول نجم فتي لم يتجاوز عمره مليوني سنة، مما يسهم في فهم أعمق لعمليات ولادة الأقمار في الكون الحديث.

رصد تكوين الأقمار حول الكواكب البعيدة باستخدام تلسكوب جيمس ويب

أوضح تلسكوب جيمس ويب كيف تسير عملية تشكّل الأقمار حول الكواكب البعيدة عبر رصده قرصًا غازيًا وغباريًا يحيط بالكوكب العملاق CT Cha b، حيث يمثل ذلك أقرب دليل حتى الآن على بيئة تشكل مشابهة لتلك التي شهدها نظامنا الشمسي حول المشتري وزحل. استخدم التلسكوب مطياف الأشعة تحت الحمراء المتوسطة، مما مكّن العلماء من الكشف عن تركيبة كيميائية معقدة تتضمن جزيئات حاملة للكربون، مثل الأسيتيلين، البنزين، ثاني أكسيد الكربون، الإيثان، وسيانيد الهيدروجين، والتي تعد من اللبنات الأساسية في تسريع تكوين الأقمار.

التركيب الكيميائي المعقد ودوره في تشكّل الأقمار حول الكواكب البعيدة

أظهرت نتائج الدراسة المنشورة في The Astrophysical Journal Letters أن القرص القمري المحيط بـ CT Cha b غني بالعناصر الكيميائية الكربونية المعقدة، رغم الاعتقاد السابق بأن هذا القرص كان فقيرًا بالكربون. أشارت الباحثة سييرا جرانت إلى أن تحليل هذه البيانات تطلب دقة عالية، مؤكدة أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إثبات وجود قرص قمري غني بالكيمياء الكربونية المعقدة؛ وهو ما يعكس بداية واضحة لعمليات تشكّل الأقمار في أنظمة كوكبية شابة. يدور CT Cha b على بعد 440 وحدة فلكية من نجمه، مسافة تتيح رؤية مباشرة واضحة خالية من توهج النجم، وهو ما سهّل مهمة تلسكوب جيمس ويب في رصد تركيب القرص بدقة.

تلسكوب جيمس ويب وفتح آفاق جديدة لفهم تشكل الأقمار حول الكواكب البعيدة

أكد المشارك جابرييلي كوجنو أن تلسكوب جيمس ويب يوفر الفرصة الأولى لرصد تشكل الأقمار بشكل شبه لحظي، مما يتيح فهماً معمقًا للمواد التي تساهم في بناء كل من الكواكب وأقمارها معًا. هذا الاكتشاف الجديد يفتح الباب لإجراء مقارنات واسعة بين الأقراص القمرية في أنظمة نجمية مختلفة؛ بهدف معرفة ما إذا كانت هذه العملية الكيميائية المشتركة ظاهرة شائعة في الكون. ورغم عدم رصد الأقمار الخارجية (Exomoons) بشكل مباشر حتى الآن، إلا أن العلماء يرجحون أن أعدادها قد تفوق أعداد الكواكب، مما يجعل دراسة CT Cha b خطوة رئيسة في فهم آليات تشكل الأقمار الكونية.

  • تحديد التركيب الكيميائي الدقيق للأقراص القمرية
  • مقارنة أقراص قمرية في أنظمة مختلفة
  • رصد تشكل الأقمار بشكل شبه فوري
  • فهم العلاقة بين تشكّل الكواكب والأقمار
العنصرالدور في تشكل الأقمار
الأسيتيلين والبنزينلبنات كربونية تسهم في بناء الجزيئات المعقدة
ثاني أكسيد الكربون والإيثانتسهيل التفاعل الكيميائي المطلوب لبداية التشكل
سيانيد الهيدروجينمكون أساسي للسلاسل العضوية التي تساعد في التكوين

يُعد هذا الإنجاز تأكيدًا جديدًا على مكانة تلسكوب جيمس ويب كآلة استكشاف لا مثيل لها في دراسة أصول الكواكب والأقمار، حيث يكشف عن المراحل الأولى التي تمر بها العوالم السماوية أثناء تشكلها، ما يغني المدارك العلمية حول فهمنا لكيفية نشوء هذه الأجسام الفلكية في كافة أرجاء الكون