89 اتفاقية.. استثمار قياسي بـ 4.3 مليارات ريال يدعم نمو الاقتصاد الإبداعي السعودي

اختتم مؤتمر الاستثمار الثقافي 2025 بالرياض فعالياته بحضور متميز تجاوز 1500 مشارك و100 متحدث من أبرز القادة وصناع القرار في مجالي الثقافة والاستثمار محلياً وعالمياً، حيث تم التركيز على الفرص المتاحة لتعزيز الاقتصاد الثقافي في المملكة. وقد شهد المؤتمر إعلان إطلاق جامعة الرياض للفنون، التي تمثل خطوة استراتيجية لتعزيز التعليم الإبداعي والابتكار، بهدف دعم قطاع الثقافة بالمواهب والكفاءات المبدعة.

أهمية الاستثمار الثقافي في دعم الاقتصاد الإبداعي بالمملكة

أكّد مؤتمر الاستثمار الثقافي على أهمية الاستثمار الثقافي كرافعة رئيسة لتحفيز الاقتصاد الإبداعي في السعودية، من خلال توقيع 89 اتفاقية استثمارية بقيمة تجاوزت 4,3 مليارات ريال، تتضمن مشاريع متعددة لتعزيز البنية التحتية للثقافة. ويبرز من هذه الاتفاقيات تأسيس صندوق استثماري جديد في قطاع الأفلام بالتعاون مع شركة بي إس إف كابيتال، بالإضافة إلى إطلاق أول صندوق استثماري مختص بالأزياء بالشراكة مع ميراك كابيتال. وقد تم كذلك تدشين صندوق الأصول الثقافية الذي يستهدف مجالات الفنون البصرية، الأزياء، المحتوى الرقمي والإعلام، مما يعكس تنوع المجالات التي يغطيها الاستثمار الثقافي في المملكة.

الشراكات الاستراتيجية ودورها في تطوير البنية التحتية للثقافة

شهد المؤتمر توقيع مذكرات تفاهم بين وزارة الثقافة وعدة شركاء محليين ودوليين لتعزيز الاستثمار الثقافي وتطوير البنية التحتية، حيث تشكل هذه الاتفاقيات ركائز جديدة للنمو في القطاع. من بين هذه المبادرات تعاون وزارة الاستثمار مع الصندوق الثقافي لجذب شركات عالمية، والتنسيق مع معهد وِرث ومدارس المملكة لتطوير التعليم الحرفي والتدريب المهني. كما تضمنت الشراكات تعاونًا مع تحالف يقوده أسياد لابتكار معالم ثقافية بارزة في الرياض، واتفاقيات لتعزيز التنمية الثقافية في محافظة العلا، بما يدعم توجهات رؤية المملكة 2030.

جلسات المؤتمر ورؤى مستقبلية للاستثمار في الثقافة والهوية

تناولت جلسات المؤتمر التي استمرت ليومين مواضيع متعددة حول الاستثمار الثقافي وأهمية الثقافة في تعزيز الهوية الوطنية والنمو الاقتصادي، حيث ركزت على الاستفادة من رأس المال الثقافي كأصل استراتيجي. ناقش المشاركون، بمن فيهم وزراء ومسؤولون رفيعو المستوى، خارطة طريق وطنية للنمو المبني على الثقافة، وأهمية الشراكات بين القطاعين العام والخاص. كما تم تسليط الضوء على دور العمل الخيري والتجارب الثقافية الغامرة في تعزيز المرونة الثقافية، إلى جانب الابتكار في السياسات الثقافية وبناء بنية تحتية تدعم اقتصاد المعرفة والثقافة.

استعرض المؤتمر الجهود المبذولة لاستقطاب الاستثمارات النوعية وتطوير المواهب الوطنية عبر منتجات تمويلية مبتكرة ومنصات تعليمية متقدمة، كما تم الإعلان عن إنشاء صندوق عودة كابيتال للفنون ليكون أول صندوق استثماري محكم في مجال الفن في المملكة ومناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى جانب افتتاح مقر مجموعة أوري الصينية الإقليمي باستثمار يقارب ملياري ريال، ما يعكس تحرك المملكة نحو قيادة المشهد الثقافي بالمنطقة.

تجسد فعاليات مؤتمر الاستثمار الثقافي 2025 حرص المملكة على ترسيخ مكانة الاقتصاد الثقافي، وفتح آفاق جديدة للاستثمار في الثقافة والهوية الوطنية عبر شراكات متينة وسياسات مبتكرة، لترسيخ دور المملكة كلاعب رئيس على الساحة الثقافية العالمية، وترسيخ دعائم التنمية المستدامة اقتصادياً واجتماعياً من خلال ثروة ثقافية وبشرية متجددة.