رؤية مسرحية.. «عتريس» و«فؤادة» يقدمان عرضًا جديدًا يحمل رسالة تحررية لكسر القيود

الخوف كقيد داخلي يتصارع مع إرادة الإنسان في العرض المسرحي «الخوف»، حيث يطرح العمل سؤالًا محوريًا عن هوية المنتصر في هذا الصراع بين قيد الخوف وقوة الإرادة التي تواجه الظلم والجبروت، وهو محور رئيسي يبرز في أحداث المسرحية.

مفهوم الصراع بين الخوف وقوة الإرادة في المسرحية «الخوف»

يرى صناع العمل أن المشهد المسرحي يعكس صراعًا بين الخوف الذي يشكل قيدًا داخليًا وحاجزًا نفسيًا، وبين إرادة الإنسان التي تمثل السلاح الفعلي للمواجهة والتحدي؛ فما بين شخصية «عتريس» ذات القسوة والهيمنة، وشخصية «فؤادة» التي تواجهه بعزم وعنفوان، تتشكل ديناميكية الصراع التي تحرك مسار المسرحية، مع تساؤل مركزي حول المآل الذي ينتظر هذا الاصطدام وهل ستنتصر إرادة الإنسان على قيود الخوف أم لا، ما يجعل الجمهور مشاركًا في عمق التجربة الإنسانية والدرامية التي يعكسها العرض.

الرسالة الجوهريّة لكسر قيود الخوف في نص بكري عبد الحميد المسرحي

يؤكد الكاتب بكري عبد الحميد أن فكرة عرض «الخوف» لم تقتصر على التمثيل المسرحي فقط، وإنما عُرضت أيضًا في أشكال فنية متنوعة منها الفيلم السينمائي والمسلسل التلفزيوني، في محاولة مستمرة لترسيخ فكرة مقاومة الخوف والطغيان، والتأكيد على ضرورة كسر قيود الخوف وعدم الاستسلام أمام الظلم والقهر، حيث ينقل النص رسالة حيوية تُحفز على التحرر من القيود النفسية والاجتماعية التي يفرضها الخوف على الإنسان، ما يعزز قوة الإرادة الفردية والجماعية في مواجهة أي شكل من أشكال القهر.

دور شخصية «فؤادة» في مواجهة «عتريس» لإنقاذ قريتها

تحدثت الفنانة حنان خضر عن تجربتها في تجسيد شخصية «فؤادة»، وهي المرأة الشجاعة التي واجهت «عتريس» بكل قوة وعزم من أجل إنقاذ أهل قريتها؛ وتعتبر «فؤادة» صوت الانتصار الأول الذي قال كلمة “باطل” في وجه الظلم، وهو صوت رغم انطلاقه من غرفة مغلقة إلا أنه كان الشرارة التي فجرت الثورة وأشعلت الحراك، مما يعكس دور الشخصية الفاعل في دفع الأحداث ومواجهة قوى الظلم بشكل مباشر.

تقييم العرض المسرحي والنقد الموسيقي وفقًا للناقد أحمد خميس

قدم الناقد أحمد خميس رؤية ناقدة حول أداء العرض، مشيرًا إلى أن المخرج خاطَر باعتماده على نفس الموسيقى التصويرية المستخدمة في الفيلم السينمائي، ما جعل الجمهور يستحضر ذاكرة العمل الأصلي، وهذا الأمر قلل من خصوصية الرؤية المسرحية؛ حيث كان من المتوقع أن تتضمن الموسيقى رؤية مستقلة تعكس الطابع المسرحي بخصوصية تميزه عن الفيلم؛ ومع ذلك، أشاد الناقد بأداء الممثلين الذي بدا صادقًا ومقنعًا، ما ساهم في إيصال الرسالة الدرامية للمشاهدين بفعالية.

اسم الممثلدوره
عمرو كمالعتريس
حنان خضرفؤادة
الرفاعي محمددور داعم
أحمد عبد الوهابدور داعم
سيد الحناويدور داعم
رجب زقزوقدور داعم

تضم فرقة العمل مجموعة من الفنانين الذين ساهموا في إنجاح العرض، حيث احتوى على عناصر متنوعة من المؤثرات الموسيقية المناسبة التي أعدها الموسيقي محمد نصر، ومؤثرات بصرية من تصميم أيمن تاج، بالإضافة إلى تصميم الملابس الذي أبدعته شيماء حلمي، والديكور الذي أُشرف عليه سيد العتر، فضلًا عن الإضاءة التي أبدع فيها مينا كامل؛ وهذا التناغم بين العناصر الفنية أضفى جمالية وتكاملًا على العرض المسرحي.

تجربة «الخوف» تقدم نموذجًا مسرحيًا يتناول مواجهة الإنسان مع قيود الخوف الداخلية، ويركز على قدرة الإرادة في تحقيق الحريّة والكرامة، حيث تسلط الأضواء على شخصيات متناقضة تمثل حالات الإنسان المختلفة في مواجهة الظلم والجبروت، وتدعو الجمهور إلى التفكير في معاني القوة الحقيقية التي تمكن الفرد والمجتمع من التحرر والانتصار على تلك القيود النفسية والاجتماعية.