قمم جديدة.. ارتفاع أسعار الذهب يتسارع بفعل الإغلاق الأمريكي وضعف البيانات الاقتصادية

الارتفاع القياسي لسعر الذهب وعلاقته بالإغلاقات الحكومية الأمريكية وحركة الأسواق المالية يعد من أبرز الأحداث الاقتصادية التي تشغل بال المستثمرين في الآونة الأخيرة، حيث شهد الذهب تجاوزاً لعتبة 3890 دولاراً للأونصة كنتيجة مباشرة للطلب المتزايد على الملاذات الآمنة في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي والاستثماري.

تطورات سعر الذهب القياسي وسط الإغلاق الحكومي الأمريكي

ارتفعت أسعار الذهب في السوق الفورية بنسبة 0.8% لتصل إلى 3892.21 دولاراً للأونصة، كما سجلت العقود الآجلة تسليم كانون الأول ارتفاعاً ملحوظاً بنسبة 1.1% مسجلة 9316 دولاراً، الأمر الذي يعكس تدفقاً مكثفاً لرؤوس الأموال نحو الذهب بفعل الإغلاق الحكومي الأمريكي الذي خلق مخاوف من أزمة سياسية واقتصادية وشيكة؛ إذ شكل هذا الإغلاق عامل ضغط دفع المستثمرين للبحث عن ملاذات استثمارية أكثر أماناً.

أثر بيانات سوق العمل على توقعات خفض أسعار الفائدة والذهب

لم تكن فقط أزمة الإغلاق الحكومي هي المحرك الأساسي للارتفاع في سعر الذهب؛ بل جاءت بيانات سوق العمل الأمريكية أضعف من التوقعات، حيث أظهرت نمواً طفيفاً في الوظائف الشاغرة خلال شهر آب مع تراجع معدلات التوظيف، مما عزز توقعات الأسواق بإمكانية قيام الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة مرتين قبل نهاية العام. وفي هذا السياق، صرح نيكولاس فرابيل، رئيس الأسواق المؤسسية في شركة “إيه بي سي ريفاينري”، لـ “رويترز” بأن “الذهب يستفيد من ضعف الدولار، والأزمة السياسية الناجمة عن الإغلاق الحكومي، إضافة إلى حالة عدم اليقين الجيوسياسي”، مؤكداً أن التوقعات صعودية مع أهداف لأسعار الذهب تتجاوز 3900 دولار وقد تصل إلى 4000 دولار للأونصة.

العوامل المعرقلة لمسيرة ارتفاع سعر الذهب وتطورات الفضة والمعادن الأخرى

رغم الأداء القوي في ارتفاع سعر الذهب، إلا أن هناك عدة عوامل قد تعترض مستقبله، مثل احتمالات تعافي الدولار، أو اتخاذ الفيدرالي إجراءات نقدية أكثر تشدداً بشكل غير متوقع، إلى جانب إمكانية تنفيذ إصلاحات مالية داخل الولايات المتحدة، بحسب محلل المعادن الثمينة في “دويتشه بنك” مايكل هسوه. وتجدر الإشارة إلى أن الذهب استفاد من تراجع عائدات الأسواق مع بقاء أسواق الصين، وهي أكبر مستهلك للمعدن النفيس في العالم، مغلقة بسبب عطلة رسمية حتى 9 تشرين الأول، مع تحقيق ارتفاع بأكثر من 47% منذ بداية العام.

• تداول الذهب بأسعار قياسية خلال الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة.
• ضعف بيانات سوق العمل يعزز توقعات خفض معدلات الفائدة.
• تأثير عدم اليقين الاقتصادي والسياسي على تحركات الذهب.
• أبرز المخاطر التي قد تواجه استمرار صعود الذهب.
• تطورات أسعار الفضة والبلاتين والبلاديوم في الأسواق العالمية.

بلغ ارتفاع سعر الذهب مستويات قياسية جديدة نتيجة لرحلة الباحثين عن الاستقرار المالي في ظل إغلاق حكومي أثار مخاوف سياسية واجتماعية، ولتزامن هذه الواقعة مع بيانات ضعيفة لسوق العمل والتي ساهمت في تغيير توقعات المستثمرين نحو سياسة نقدية أكثر تحفيزاً من الاحتياطي الفيدرالي، مقابل مراهنة البعض على تعافي الدولار ومخاوف تشديد السياسة المالية بشكل غير متوقع. أما السلع الأخرى كالفضة فقد شهدت صعوداً إلى أعلى مستوياتها منذ 14 عاماً فيما شهد البلاتين والبلاديوم تراجعاً طفيفاً، ما يعكس تحولاً في ديناميكيات السوق تحت تأثير عدة عوامل متداخلة.