أنفاق عملاقة.. الزهرة تخفي شبكة مظلمة تنافس أضخم الظواهر على القمر

اكتشف العلماء أنفاقًا بركانية ضخمة تحت سطح كوكب الزهرة، تتجاوز في حجمها التوقعات السابقة، مما يفتح آفاقًا جديدة لفهم البنية الجيولوجية لهذا الكوكب الغامض. استُخلِص هذا الاكتشاف من خلال إعادة تحليل بيانات رادارية قديمة كشفت عن تشكيلات جيولوجية غير تقليدية في بيئة الزهرة القاسية، التي تتميز بظروف جوية تفوق كل تصور عادي.

الضغط الجوي وتأثيره على تكوين الأنفاق البركانية في كوكب الزهرة

يشكل الضغط الجوي الهائل على كوكب الزهرة عنصرًا فريدًا في تشكيل الأنفاق البركانية، حيث يتجاوز تسعين ضعف ضغط الأرض. هذا الارتفاع الكبير في الضغط أدى إلى فرضيات تشير إلى أن تجاويف ضخمة وغير معتادة تكونت بفعل عوامل لا ترتبط فقط بالجاذبية والكتلة، بل بالغلاف الجوي الكثيف أيضًا؛ إذ يمنع الضغط الشديد النحت العمودي في قنوات الحمم البركانية، ما يدفعها إلى الانتشار أفقيًا على نطاق واسع. تعطي هذه الظروف بيئة فريدة من نوعها تختلف جوهريًا عن أنفاق الحمم المعروفة على الأرض، بل وتضاهي تلك الضخمة التي وُجدت على القمر والمريخ.

دور البيانات الرادارية القديمة في كشف أنفاق بركانية غير متوقعة على الزهرة

اعتمدت الدراسة الحديثة على إعادة تحليل البيانات الرادارية التي جُمعت في بعثات سابقة إلى كوكب الزهرة، والتي كشفت عن سلاسل من الفتحات الغائرة قرب براكين درعية قديمة، يُعتقد أنها ناتجة عن انهيارات أنفاق حمم ضخمة وليست مجرد كسور تكتونية تقليدية. على عكس الأرض حيث تبقى أنفاق الحمم صغيرة نسبيًا بسبب الجاذبية الأعلى، فإن هذه الأنفاق الكبرى التي رُصدت في الزهرة تطرح تساؤلات مهمة عن العلاقة بين الغلاف الجوي الكثيف والنشاط البركاني، مستحضرةً فكرة أن النشاط الجيولوجي للزهرة يتسم بخصائص غير اعتيادية مرتبطة بضغطه الجوي الفريد.

الأنفاق البركانية في الزهرة: مفتاح لفهم تاريخه الجيولوجي والمناخي

تفتح هذه الأنفاق البركانية الضخمة أمام الباحثين نافذة لفهم تطورات كوكب الزهرة عبر الزمن، خاصة في ظل النظريات التي تتحدث عن وجود محيطات سطحية قديمة أو ظروف ممكنة للحياة في الماضي البعيد. قد تحمل هذه التجاويف سجلات كيميائية تحافظ على أدلة دقيقة بعيدًا عن الظروف السطحية القاسية مثل الحرارة المرتفعة والضغط الشديد. لهذا، تحظى المهمات المستقبلية مثل بعثة وكالة الفضاء الأوروبية “EnVision” بأهمية كبيرة، حيث ستستخدم رادارًا فائق الدقة قادرًا على اقتحام مئات الأمتار أسفل القشرة، لفك طلاسم هذه التشكيلات بطريقة تفصيلية.

  • الضغط الجوي الكثيف وتأثيره على تكوين التجاويف البركانية
  • إعادة تحليل البيانات الرادارية القديمة للكشف عن الأنفاق البركانية
  • تأثير هذه الأنفاق على تصورنا لتاريخ الزهرة الجيولوجي والمناخي
  • أهمية بعثة “EnVision” وأدوارها المتوقعة في استكشاف هذه الظواهر
الوصفالقيمة
درجة الحرارة السطحية في الزهرةأكثر من 480 درجة مئوية
نسبة ضغط الزهرة مقارنة بالأرض90 ضعفًا
تاريخ بعثة “EnVision”2031

يعيد هذا الاكتشاف الكبير التأكيد على أن كوكب الزهرة لا ينبغي اعتباره نسخة معذبة وقاسية من الأرض فقط، بل عالماً يعج بغوامضٍ جيولوجية متشابكة مع بيئته الجوية الفريدة. وبينما يستمر الجدل حول ما إذا كانت هذه الأنفاق الضخمة تحمل في طياتها أسرارًا مناخية فقدت عبر الزمن، فإنها بلا شك تفتح آفاقًا جديدة لاستكشاف وفهم الكواكب الصخرية في نظامنا الشمسي.