استمرار ارتفاع.. اليورو يتجه للثبات فوق 1.20 دولار مع تعزيز التحوّط العالمي ضد الدولار

ارتفاع اليورو مقابل الدولار يواصل زخمه هذا العام، حيث يتوقع كبار بنوك وول ستريت أن تستمر العملة الأوروبية في الصعود، بعد تسجيلها مكاسب تزيد عن 12%، مما يعكس أكبر ارتفاع سنوي لها منذ 2017، مع توقعات بأن تتخطى مستوى 1.20 دولار في الأشهر القادمة.

توجهات كبار البنوك تجاه ارتفاع اليورو مقابل الدولار

تحظى توقعات ارتفاع اليورو مقابل الدولار بدعم واضح من مؤسسات مصرفية رفيعة المستوى، حيث تتوقع بنوك مثل غولدمان ساكس، وجي بي مورغان، ويو بي إس أن ترتفع قيمة اليورو لتصل إلى نطاق يتراوح بين 1.22 و1.25 دولار خلال الاثني عشر شهرًا المقبلة، مع استمرار تحوّل المستثمرين العالميين للتحوط ضد الدولار الأمريكي في ظل التوقعات التي تشير إلى خفض الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
على الجانب الآخر، يواجه هذا الصعود في قيمة اليورو تحديات متعددة؛ فتُظهر ردود فعل المصدرين الأوروبيين قلقهم من تأثير ارتفاع العملة الموحدة على أرباحهم وصادراتهم، إذ تؤدي العملة الأقوى إلى زيادة كلفة منتجاتهم في الأسواق الخارجية، ما قد يضغط على هوامش ربحهم.

تداعيات خفض أسعار الفائدة على ارتفاع اليورو مقابل الدولار

يراقب البنك المركزي الأوروبي التطورات المرتبطة بارتفاع اليورو مقابل الدولار بحذر، حيث يُعتبر تجاوز مستوى 1.20 دولار إشارة “خطر أحمر” محفوفة بالمخاطر التي قد تفرض رد فعل عبر خفض أسعار الفائدة في محاولة لكبح نمو العملة والحيلولة دون تفاقم ظاهرة الانكماش الاقتصادي الذي قد ينتج عن ارتفاع قيمتها.
ينظر بعض المحللين إلى أن الزيادة التدريجية والثابتة في قيمة اليورو أقل إرباكًا مقارنة بالارتفاعات السريعة، خاصة في ضوء ضعف الطلب المحلي؛ إذ يمكن أن يؤدي ارتفاع العملة السريع إلى تفاقم تحديات الاقتصاد الأوروبي ويعرقل نمو الأسواق.

العوامل المؤثرة وتوقعات مستمرة لارتفاع اليورو مقابل الدولار

تنبع الرياضات المستقبلية لارتفاع اليورو مقابل الدولار من عدد من العوامل الاقتصادية والسياسية الهامة، حيث يمكن سرد أبرزها في القائمة التالية:

• خفض أسعار الفائدة الأمريكية المتوقع والذي يضعف الدولار نسبياً
• تحول استثمارات رأس المال العالمي إلى العملة الأوروبية المتنوعة النسب
• سياسات البنك المركزي الأوروبي التي قد تشمل ضبط أسعار الفائدة لمواجهة التغيرات في السوق
• تأثير ارتفاع اليورو على صادرات دول الاتحاد الأوروبي وأرباح المصدرين

في ظل هذه العوامل والتوقعات المتعددة، يظل ارتفاع اليورو مقابل الدولار ظاهرة مترابطة مع سياسات نقدية متقلبة، وتوازنات اقتصادية حساسة تستوجب متابعة مستمرة لضمان استقرار الأسواق والتأقلم مع المتغيرات.