300% فارق السعر.. ارتفاع غير مسبوق في أسعار الذهب بين عدن وصنعاء يُثير تساؤلات الاستثمار

ارتفاع أسعار الذهب في اليمن بين صنعاء وعدن وتأثيراته الاقتصادية والاجتماعية

في تطور أثار قلقاً واسعاً، شهدت أسعار الذهب في اليمن فجوة هائلة تجاوزت 214% بين صنعاء وعدن، حيث وصل سعر جرام الذهب إلى 58 ألف ريال في صنعاء مقابل 182 ألف ريال في عدن، مما يعادل مرتب موظف حكومي لمدة سنتين مقابل جنيه ذهب واحد في العاصمة المؤقتة؛ وهذا الانقسام الاقتصادي الأكبر منذ توحيد البلاد عام 1990.

أسباب ارتفاع أسعار الذهب في اليمن بين صنعاء وعدن

تعود جذور ارتفاع أسعار الذهب الفجائية في اليمن إلى الحرب المستمرة التي دخلت عامها العاشر، والتي أدت إلى انقسام البلاد إلى منطقتين نقديتين منفصلتين بشكل كامل، مما أسفر عن انهيار الريال اليمني أمام الدولار وتعدد البنوك المركزية مع فرض حصار اقتصادي مشدد على البلاد؛ وهذه العوامل مجتمعة خلقت أزمة اقتصادية غير مسبوقة انعكست بشكل قوي على سوق الذهب اليمني. يؤكد الدكتور علي السقاف، خبير اقتصادي يمني، أن “الفجوة السعرية الحالية هي الأكبر في تاريخ اليمن الحديث وقد تؤدي لانهيار سوق الذهب بالكامل”، الأمر الذي يهدد بتدمير عمق السوق وتفجير أزمات اقتصادية واجتماعية جديدة في الوقت ذاته.

تأثير ارتفاع أسعار الذهب بين صنعاء وعدن على حياة المواطنين

لا تقتصر تداعيات ارتفاع أسعار الذهب بين صنعاء وعدن على أرقام الأسعار فحسب، بل تتعدى ذلك لتصل إلى تفاصيل الحياة اليومية للمواطنين؛ حيث روت فاطمة أحمد، موظفة حكومية من عدن تبلغ 28 عاماً: “اضطرت لتأجيل زفافها للمرة الثالثة بسبب ارتفاع أسعار الذهب الجنوني، إذ لم يعد بإمكانها شراء حتى خاتم واحد رغم أن السعر كان يكفي سابقاً لشراء طقم كامل”، بينما يشهد محمد الحميري، تاجر ذهب في صنعاء، أرباحاً ضخمة عبر بيع الذهب للمسافرين إلى عدن بأسعار مرتفعة تصل إلى 60 ألف ريال للجرام، ما يوفر ربحاً للطرفين مقارنة بأسعار عدن المرتفعة جداً. هذه الأزمة أدت إلى إلغاء حفلات الزفاف وتأجيل المناسبات الاجتماعية، إلى جانب ازدهار السوق السوداء وتهريب الذهب بطرق غير قانونية الذي يفاقم من مشكلة التفاوت الاقتصادي.

مستقبل الذهب والتقاليد في ظل ارتفاع أسعار الذهب في اليمن بين صنعاء وعدن

اليمن اليوم يقف على مفترق طرق حاسم تجاه ارتفاع أسعار الذهب بين صنعاء وعدن، الذي يهدد تقاليد الذهب اليمنية العريقة التي ظلت جزءاً لا يتجزأ من الهوية الثقافية والاجتماعية، حيث تعبر أم عبدالله، ربة منزل من عدن، عن حزنها: “لم يعد شراء طقم الذهب لابنتي العروس حلماً واقعياً بسبب أسعار الذهب الصاروخية”، وهذا التحدي الاقتصادي يدعو إلى ضرورة توحيد السياسة النقدية وإنهاء الانقسام الاقتصادي المدمر بين المناطق. وفيما يلي نقاط ملخصة لأهم العوامل التي يجب العمل عليها لإنقاذ سوق الذهب والتقليد اليمني:

• توحيد سياسة الريال اليمني بين كافة المناطق لإنهاء التباين الحاد في الأسعار
• إعادة تنظيم البنوك المركزية وتقوية النظام النقدي في البلاد
• رفع الحصار الاقتصادي لتسهيل حركة التجارة والاستيراد
• محاربة السوق السوداء وتهريب الذهب عبر طرق رسمية ومنظمة

يشكل ارتفاع أسعار الذهب بين صنعاء وعدن انعكاساً صارخاً للتحديات الاقتصادية العميقة التي تواجه اليمن، مما يستلزم حلولاً عاجلة لتوحيد السوق، وتعزيز الاستقرار النقدي، والحفاظ على التقاليد الذهبية التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بثقافة وهوية الشعب اليمني، كي لا تتحول هذه التقاليد إلى مجرد ذكرى تلاشت مع مرور الزمن.