الخطر الخفي.. الأخصائي النفسي سطام الحربي يكشف تهديد الدروس الخصوصية للطلاب

تمثل الدروس الخصوصية في كثير من الأحيان وسيلة دعم تعليمي للطلاب، ولكن الاعتماد المفرط عليها قد يؤدي إلى فقدان الطالب ثقته بنفسه وظهور مشكلات نفسية وسلوكية تؤثر على تحصيله الأكاديمي وتطوره الشخصي.

تأثير الدروس الخصوصية على ثقة الطالب بنفسه وسلوكياته التعليمية

يحذر الأخصائي النفسي سطام الحربي من أن الدروس الخصوصية التي يلجأ إليها الكثير من الطلاب بشكل مستمر تسهم في خلق سلوك اتكالي، حيث يتعود الطالب على الاعتماد على الآخرين بدلاً من مواجهة مسؤوليته في التعلم والتنمية الذاتية، مما يضعف ثقته بنفسه تدريجيًا. هذه الحالة تمتد لتؤثر على طريقة تعامله داخل الصف وخارجه، حيث يعتريه شعور داخلي بالعجز والقصور؛ ما يجعل الدروس الخصوصية عاملًا ناقلًا للمشكلات النفسية وليس مجرد دعم أكاديمي مؤقت.

الضغوط النفسية الناتجة عن اللجوء المستمر للدروس الخصوصية وأثرها على الطالب

تزداد الضغوط النفسية على الطالب حين تصبح الدروس الخصوصية دافعها قلق الأسرة المفرط أو منافسة غير صحية مع الطلاب الآخرين، حسب تحليل الحربي، حيث تُستهلك طاقة الطالب الذهنية بشكل أكبر، ويصبح منصرفًا عن بناء مهاراته الخاصة في التعلم الذاتي. هذا الضغط النفسي قد يؤدي إلى نتائج عكسية على المستوى الدراسي، ويحول الدروس الخصوصية من وسيلة دعم إلى عبء نفسي يُضعف الأداء ويقلل من فرص النجاح الحقيقي.

دور الدعم النفسي والتنشئة الأكاديمية في تعزيز استقلالية التعلم لدى الطلاب

يرى الحربي أن الحل لا يكمن في زيادة عدد ساعات الدروس الخصوصية فقط؛ بل في دعم الطالب نفسيًا، وتعليمه مهارات تنظيم الوقت وإدارة جهوده بشكل فعّال، بما يتناسب مع توجهات التعليم الحديث التي تشدد على تنمية المهارات بدلاً من مجرد الحفظ. توعية الأسر من خلال المدارس تعد خطوة مهمة لتحقيق توازن بين الدعم الأكاديمي والاهتمام بالحالة النفسية للطالب، فضلًا عن تشجيع الطالب على البحث واستقصاء المعلومة بنفسه. يأتي ذلك انسجامًا مع رؤية السعودية 2030 التي تركز على تمكين الطالب ليكون محور العملية التعليمية، معتمداً على ذاته، ومزوّدًا بمهارات تؤهله لمواجهة تحديات المستقبل.

العاملتأثير الدروس الخصوصية المفرطة
الثقة بالنفستراجع تدريجي مع شعور بالعجز والاعتماد على الآخرين
السلوك الدراسيسلوك اتكالي وضعف في تحمل المسؤولية
الضغوط النفسيةزيادة القلق، استنزاف الطاقة الذهنية، واضطرابات النوم
تطوير المهارات الذاتيةتوقف أو ضعف في بناء مهارات التعلم المستقل

إن استثمار الوقت والجهد في بناء شخصية الطالب وثقته بنفسه لا يقل أهمية عن الاستثمارات الأكاديمية، لأن هذه الثقة هي حجر الأساس لبناء شخصية قادرة على مواجهة تحديات الحياة الدراسية والاجتماعية. لتحقيق هذا الهدف، على الأسر والمدارس التعاون لتخفيف الاعتماد على الدروس الخصوصية، مع التركيز على تحفيز الطالب نحو التعلم الذاتي، حيث يمثل هذا التوازن مفتاحًا لتأهيل جيل قادر على التميز والابتكار.