انخفاض الدولار.. تراجع العملة الأمريكية مع احتمالية خفض الفائدة قريبًا

ارتفعت أسعار الفضة في الأسواق المحلية والعالمية اليوم بسبب التوقعات المتزايدة بخفض أسعار الفائدة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، ما أدى إلى ضعف الدولار الأمريكي، إضافة إلى المخاوف المتنامية من إغلاق الحكومة الأمريكية، مما زاد الإقبال على الملاذات الآمنة وفقًا لتقرير صادر عن مركز «الملاذ الآمن» للأبحاث.

تغيرات أسعار الفضة وتأثير انخفاض سعر الدولار على السوق المحلية والعالمية

أكد التقرير أن أسعار الفضة شهدت ارتفاعًا محليًا بقيمة حوالي جنيهين خلال تداولات اليوم، ليصل سعر جرام الفضة عيار 800 إلى 62 جنيهًا. وعلى الصعيد العالمي، ارتفعت الأوقية بنحو دولار واحد لتسجل 47 دولارًا، مع استقرار سعر جنيه الفضة للعيار 925 عند 576 جنيهًا. التفاصيل التالية توضح أسعار الفضة حسب العيارات المختلفة:

في الأسبوع الماضي، حققت أسعار الفضة ارتفاعًا ملحوظًا بنحو 5 جنيهات للجرام عيار 800، حيث بدأت التداولات عند 55 جنيهًا وانتهت عند 60 جنيهًا، بينما سجلت الأوقية العالمية 47 دولارًا، أعلى مستوى لها خلال 14 عامًا، مدعومة بالطلب المتزايد على الأصول الآمنة وتوقعات خفض الفائدة الأمريكية، ما عزز جاذبية الفضة كأحد المعادن الثمينة غير المدرة للعائد.

مكاسب الفضة المستمرة وتأثير تقرير الوظائف الأمريكية على تحركات السوق

بلغت مكاسب الفضة في الأسواق المحلية خلال 2025 نسبة 51%، بارتفاع من 41 جنيهًا إلى 62 جنيهًا للجرام، فيما نمت أسعار الفضة عالميًا من 29 دولارًا لتصل إلى 48 دولارًا للأوقية، بزيادة قدرها 62%، ما يجعل الفضة من أفضل الأصول أداءً بين المعادن الثمينة هذا العام. ويرجع ذلك إلى ضعف الدولار الأمريكي الذي يجعل الفضة أداة أكثر جذبًا للمشترين الأجانب.

يركز المتداولون الآن على تقرير الوظائف غير الزراعية الأمريكي (NFP) المتوقع صدوره الجمعة، إذ يمثل مؤشرًا حاسمًا لتوجهات الاحتياطي الفيدرالي نحو السياسة النقدية. ورغم اقتراب هذا الحدث المهم، تستمر العوامل الاقتصادية العامة بدعم ارتفاع أسعار الفضة والذهب، خاصة مع استمرار ضعف الدولار وتراجع عوائد السندات الأمريكية، وزيادة التوترات الجيوسياسية.

الملاذات الآمنة وتأثير الأوضاع الحكومية الأمريكية على أسعار الفضة

تواجه الولايات المتحدة احتمال الإغلاق الحكومي اعتبارًا من يوم الأربعاء المقبل، في حال عدم تمرير تشريع تمويل جديد، وسط خلافات سياسية بين الجمهوريين الذين اقترحوا تمديد التمويل حتى 21 نوفمبر والديمقراطيين الذين يرفضون المشروع بلا تنازلات. يقوم رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب بمحاولة أخيرة لاحتواء الأزمة عبر اجتماع مع قادة الحزبين.

يرى محللو مركز «الملاذ الآمن» أن الإغلاق الحكومي، إذا حدث، سيؤدي إلى سياسة نقدية أكثر تساهلًا من الاحتياطي الفيدرالي، خاصة إذا استمر لفترة طويلة، نتيجة تأثيره السلبي على النمو الاقتصادي. إلى جانب ذلك، يتفاعل السوق مع الإجراءات الجمركية الجديدة التي يعتزم ترامب فرضها على الأفلام الأجنبية بنسبة 100% اعتبارًا من بداية أكتوبر، ما يضيف ضغوطًا تجارية إضافية قد تؤثر على التضخم.

وفي نفس السياق، شدد محافظ الاحتياطي الفيدرالي هاماك على ضرورة الحفاظ على سياسة نقدية تقييدية، مع استمرار الضغوط التضخمية المتزايدة خاصة في قطاع الخدمات، محذرًا من أن الرسوم الجمركية لن تكون لها آثار مؤقتة. وسجل مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي (PCE) ارتفاعًا شهريًا بنسبة 0.2% في أغسطس والمعدل السنوي ارتفع إلى 2.7% مقارنة بـ 2.6% في يوليو.

• التحوط من التضخم: تبقى الفضة وسيلة مثلى للحفاظ على القوة الشرائية في ظل ارتفاع التضخم رغم رفع أسعار الفائدة.
• الطلب الصناعي: يعد الاستخدام الواسع في الألواح الشمسية والسيارات الكهربائية والإلكترونيات دافعًا قويًا للفضة.
• المخاطر الجيوسياسية: التوترات التجارية والسياسية تدفع المستثمرين نحو الأصول الآمنة مثل الفضة.
• تأثير الذهب: تجاوز الذهب مستوى 3700 دولار يدعم الاتجاه الصاعد للفضة.

تشير التوقعات إلى استمرار دعم العوامل الاقتصادية الكلية والجيوسياسية صعود أسعار الفضة خلال بقية عام 2025 والعام القادم، مع احتمال تجاوزها سعر 50 دولارًا للأوقية في 2026. قد يترتب على هذا الارتفاع ضغط على الصناعات مثل الطاقة الشمسية، مما قد يدفعها لتقليل استهلاك الفضة ضمن منتجاتها للحد من التكاليف.