انخفاض الدولار.. تأثير قلق الإغلاق الحكومي وتأجيل بيانات التوظيف يهبطان العملة الأمريكية

الدولار وتأثير البيانات الاقتصادية وتوترات الإغلاق الحكومي على أسواق العملات الرئيسية يشهد الدولار هبوطاً ملحوظاً أمام أهم العملات مثل اليورو والين اليوم الاثنين، بعد سلسلة مكاسب قوية حققها الأسبوع الماضي بدعم مباشر من بيانات اقتصادية أميركية تجاوزت التوقعات، ويترقب المستثمرون بترقب تقرير الوظائف غير الزراعية المقرر صدوره نهاية الأسبوع، والذي سيُحدد توجهات السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.

تأثير البيانات الاقتصادية القوية على توقعات خفض الفائدة للدولار

خرجت البيانات الأخيرة المتعلقة بقطاع الإسكان والسلع المعمرة، وكذلك مراجعات الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني، بنتائج إيجابية فاقت التوقعات، إلى جانب انخفاض ملحوظ في طلبات إعانة البطالة، مما دفع الأسواق إلى تقليص توقعات تخفيض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي. وساهم هذا الأداء القوي في تعزيز ثقة المستثمرين مؤقتاً، لكنه سرعان ما تراجع مع عودة المخاوف المرتبطة بالإغلاق الحكومي.

المخاوف الحكومية وتوترات السياسة النقدية ودورها في تحركات الدولار

انخفضت مكاسب الدولار بعد تجدد قلق الأسواق من احتمال إغلاق حكومي، خاصةً مع اقتراب انتهاء صلاحية تمويل الحكومة منتصف ليل الثلاثاء، حيث يتوقع لقاء حاسم بين الرئيس دونالد ترامب وقادة الكونغرس لمحاولة تجنب هذا السيناريو. وأوضح كارل شاموتا، كبير استراتيجيي السوق في «كورباي» بتورونتو، أن المتداولين أصبحوا يركزون أكثر على تباطؤ صعود الدولار مع توقع بيانات توظيف أضعف في القادم، معتبرين أن أهمية الإغلاق أقل تأثيراً في الوقت الحالي مقارنة لتغير زخم العملة الأميركية. كما أشار إلى أن تراجع العوائد عن أعلى مستوياتها في الأسبوع الماضي أعاد الرهانات نحو التيسير النقدي، مما يعزز شهية المخاطرة ويقوي أداء العملات ذات المخاطر الأعلى مقابل الدولار.

مستجدات أداء الدولار وتحركات العملات الأخرى وسط التحديات الاقتصادية والجمود السياسي

تظهر التسعيرات الحالية في الأسواق توقعات بخفض الفائدة بمقدار 42 نقطة أساس بحلول ديسمبر، و105 نقاط حتى نهاية 2026، مسجلة انخفاضاً قدره 25 نقطة أساس مقارنة مع توقعات منتصف سبتمبر. تراجع الدولار بنسبة 0.6% إلى 148.585، عقب تسجيله أفضل مكاسب أسبوعية منذ يوليو الأسبوع الماضي، حيث ارتفع آنذاك بأكثر من 1%. وانخفض مؤشر الدولار مقابل سلة عملات رئيسية بنسبة 0.2% إلى 97.90 بعد ارتفاعه الأسبوع السابق، في حين صعد اليورو بنسبة 0.3% حتى 1.1734 دولار. ومن المتوقع أن يشهد سوق العملات تقلبات متزايدة قبيل أزمات الإغلاق الحكومي المتكررة، وغالباً ما يستعيد الدولار قوته عقب التوصل إلى اتفاق سياسي، لكن هذه المرة يُنظر إلى الإغلاق كعامل إضافي يضغط على سوق العمل المتباطئ، وقد يعرقل صدور بيانات اقتصادية حاسمة منها تقرير الوظائف غير الزراعية الأسبوع المقبل.

• عودة المخاوف من الإغلاق الحكومي تؤثر على تحركات الدولار
• بيانات اقتصادية إيجابية تقلص توقعات خفض الفائدة
• تراجع العوائد يعزز فرص التيسير النقدي ويقوي العملات عالية المخاطر

يترقب المستثمرون أيضاً تطورات المعركة القضائية التي تشمل محاولة إدارة ترامب إقالة حاكمة الاحتياطي الفيدرالي ليزا كوك، حيث تم تصعيد القضية إلى المحكمة العليا، ما يجعل أي تدخل في استقلالية الفيدرالي يشكل تهديداً أكبر لدولار السوق من احتمال الإغلاق الحكومي نفسه. أما في سوق العملات الأخرى، يواجه الدولار تقلبات طفيفة مقابل الفرنك السويسري والجنيه الإسترليني والدولار الأسترالي، مع ترقب لقرار سعر الفائدة المنتظر من البنك المركزي الأسترالي الثلاثاء المقبل، المتوقع فيه الإبقاء على السياسة دون تغيير. وفي اليابان، تظل اختلافات السياسات بين الفيدرالي وبنك اليابان محور اهتمام المستثمرين، مع مؤشرات على تشدد محتمل في مواقف بعض أعضاء مجلس إدارة البنك المركزي الياباني، ما قد يؤثر على تحركات الين في المدى القريب.