385 مليون سنة.. غابة القاهرة الأحفورية تكشف تفاصيل غير مسبوقة عن ماضي الأرض

غابة القاهرة الأحفورية هي ثاني أقدم غابة أحفورية في العالم، وتحمل أهمية تاريخية كبيرة لأنها ساهمت في تغيير تركيب الغلاف الجوي للأرض. تقع هذه الغابة في محجر مهجور شمال ولاية نيويورك الأمريكية، وتضم مجموعة استثنائية من الأشجار التي يعود عمرها إلى 385 مليون عام، ما يجعلها من أقدم النماذج المعروفة لأشجار ذات أوراق وجذوع خشبية كثيفة، وفقًا للأبحاث العلمية.

الأهمية العلمية لغابة القاهرة الأحفورية وأثرها في تطور الغلاف الجوي

تمثل غابة القاهرة الأحفورية نموذجًا فريدًا يعود إلى العصر الديفوني، وهو فترة زمنية شهدت تغييرات بيئية هائلة، حيث نمت أشجار الأركيوبتريس التي تشكّل الغابة على ارتفاعات تتجاوز 20 متراً؛ الأمر الذي كان له أثر بيئي بالغ. إذ ساعدت هذه الأشجار في امتصاص كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون (CO2) من الغلاف الجوي وحبسه، مما ساهم في تعديل تركيب الهواء المحيط بالكوكب، وبدوره شكل نقطة تحول مهمة في توازن الأرض البيئي. كما أدت جذور هذه النباتات الضخمة إلى تسريع عملية التجوية الكيميائية للصخور المحيطة، التي تحوّل ثاني أكسيد الكربون إلى أيونات كربونات تُرسّب لاحقًا في المحيطات لتكوّن طبقات من الحجر الجيري.

اكتشافات ومميزات غابة القاهرة الأحفورية: أقدم الأشجار ذات الأوراق والجذوع السميكة

تتجلى روعة غابة القاهرة الأحفورية في وجود بقايا أشجار ضخمة منحوتة تحت سطح المحجر، حيث تتركز الأشكال الظاهرة التي تكشف مواقع جذوع الأشجار وجذورها بدقة واضحة. أشارت مجلة “ساينس” إلى أن بعض الجذور المتحجرة تمتد لأكثر من 11 مترًا، مع سماكة تصل إلى 15 سنتيمترًا. يُعتقد أن هذه الأشجار تنتمي إلى فصيلة الأركيوبتريس المنقرضة، ذات الأوراق الشبيهة بأوراق السرخس، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بالأشجار العصرية. وبفضل هذه المميزات، تقدم غابة القاهرة الأحفورية أقدم دليل حي على وجود أشجار ذات جذوع خشبية وأوراق كبيرة، ما يثري فهمنا لتطور النباتات في عصور ما قبل التاريخ.

مقارنة بين أقدم الغابات الأحفورية عالمياً ودورها في كشف أسرار تاريخ الأرض

على الرغم من أن غابة القاهرة الأحفورية تعد أقدم نموذج يُظهر أوراقًا وجذوعًا خشبية متينة، إلا أنها ليست الأقدم على الإطلاق؛ فقد اكتشف العلماء في عام 2024 حفريات نباتية تبلغ من العمر 390 مليون سنة في جنوب غرب إنجلترا، تعود لنبات منقرض قريب من السراخس وذيل الحصان، يمتلك جذعًا مركزيًا طويلًا وأجزاء تشبه سعف النخيل، لكنها ليست أوراقًا حقيقية بل أغصان صغيرة. كما توجد نباتات مشابهة بالقرب من غابة القاهرة الأحفورية في جلبوع، نيويورك، التي كانت تُعتبر أقدم غابة في العالم حتى عام 2009. وفيما يلي جدول يوضح مقارنة تاريخية مبسطة لهذه الغابات:

اسم الغابةالعمر التقريبي (مليون سنة)الموقع
غابة القاهرة الأحفورية385نيويورك، الولايات المتحدة
غابة جلبوع الأحفورية382نيويورك، الولايات المتحدة
حفريات جنوب غرب إنجلترا390إنجلترا، المملكة المتحدة
  • تتميز غابة القاهرة بوجود شبكات جذور متشابكة وكبيرة الحجم
  • حفريات جنوب غرب إنجلترا تبرز أنواع نباتات ذات إشارات تطورية مختلفة
  • تقدم غابة جلبوع أمثلة مبكرة على أشجار ذات أوراق وخشب داخلي

تشكل هذه الاكتشافات جزءًا حيويًا لفهم تطور الغابات الأولى على كوكب الأرض، والتي كان لها دور محوري في التغييرات البيئية العميقة التي شهدها كوكبنا على مدى مئات الملايين من السنين