ارتفاع الذهب.. تزايد الأسعار يتأثر بتصاعد الخلافات التجارية والتوترات الجيوسياسية

التحوط بالذهب في ظل المخاطر الاقتصادية والسياسية العالمية يعزز استقرار الأسعار قرب مستويات قياسية

في ظل تصاعد المخاطر التجارية بسبب تعريفات الولايات المتحدة الأمريكية، وعدم اليقين المستمر جراء الحرب في أوكرانيا، إضافة إلى ارتفاع احتمالات الإغلاق الحكومي الأمريكي مع بداية السنة المالية في أكتوبر، اتجه المستثمرون بقوة نحو التحوط بالذهب، ما ساهم في دعم الأسعار والبقاء قرب مستوياتها القياسية

تأثير المخاطر الاقتصادية والسياسية على التحوط بالذهب وأسعار الأونصة

أوضح تقرير اقتصادي صادر عن شركة “دار السبائك” الكويتية أن الذهب أنهى تداولات الأسبوع الماضي عند مستوى 3760 دولارًا للأونصة، مدعومًا بالعوامل الاقتصادية والسياسية التي أعادت تأجيج طلب التحوط بالذهب، وهو الملاذ الآمن الكلاسيكي. فقد أظهرت بيانات مكتب التحليل الاقتصادي الأمريكي ارتفاع التضخم في أغسطس بنسبة 2.7% على أساس سنوي، مع استقرار التضخم الأساسي عند 2.9%، ما يعكس ضغوطًا مستمرة على الأسواق. إلى جانب ذلك، تراجع مؤشر ثقة المستهلك الصادر عن جامعة “ميشيجان” في القراءة النهائية لشهر سبتمبر إلى 55 نقطة، مما يعكس مخاوف الأسر الأمريكية من الأوضاع الحالية، وهو ما يدعم سيناريو مزيد من خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي هذا العام. تجدر الإشارة أيضًا إلى انخفاض عوائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 4.18% مع ثبات العوائد الحقيقية حول 1.8%، وهو ما يرفع جاذبية الذهب عبر تقليص تكلفة الفرصة البديلة أمام المستثمرين.

التحوط بالذهب في ظل حزمة التعريفات الأمريكية الجديدة وتأثيرها على الأسواق العالمية

زاد من حالة عدم اليقين السياسي والتجاري إعلان البيت الأبيض فرض رسوم جمركية جديدة، تضمنت نسبة 100% على الأدوية ذات العلامات التجارية والبراءات، مع إعفاءات للشركات التي تُنشئ مصانع في الولايات المتحدة، ورسوم 25% على الشاحنات الثقيلة. مثلت هذه الإجراءات ضغطًا إضافيًا دفع المستثمرين لزيادة التحوط بالذهب حفاظًا على رأس مالهم، كما سجل أكبر صندوق مدعوم بالذهب في العالم أكبر تدفقات يومية بأكثر من 18 طنًا، مما يعكس اهتمامًا مؤسسيًا متجددًا بالسبائك. وامتدت موجة المعادن الثمينة لتشمل الفضة التي وصلت إلى أعلى سعر لها خلال 14 عامًا متجاوزة 46 دولارًا للأونصة خلال التداولات الأخيرة، وهو ما يعكس اتجاهًا متصاعدًا نحو المعادن الثمينة كأدوات حماية استثمارية في ظل التقلبات العالمية.

توجهات الأسواق العالمية والمحلية: زيادة احتياطيات الذهب وأسعار الذهب والفضة في الكويت

قدّم تقرير “دار السبائك” رؤى مهمة على الصعيدين العالمي والمحلي؛ حيث استمر بنك الشعب الصيني في زيادة احتياطياته من الذهب للشهر العاشر على التوالي، مما يعكس استراتيجية واضحة لتعزيز تنويع الاحتياطيات بعيدًا عن الدولار الأمريكي، مع تحركات فعلية لتعزيز مكانة بورصة شنغهاي كوجهة مركزية لحفظ الذهب للبنوك المركزية العالمية. أما على المستوى المحلي في الكويت، فقد انعكست هذه التحركات على الأسعار، حيث بلغ سعر جرام الذهب عيار 24 نحو 37 دينارًا (ما يعادل حوالي 112 دولارًا)، وبلغ سعر عيار 22 قرابة 33.95 دينارًا (حوالي 103 دولارات)، في حين سجل كيلو الفضة نحو 502 دينارًا (حوالي 1651 دولارًا). يمكن تلخيص أسعار المعدنين النفيسين كالآتي:

• المخاطر التجارية الأمريكية والحرب في أوكرانيا تعزز الطلب على الذهب
• التضخم وتراجع ثقة المستهلك يدعمان التحوط بالذهب عالميًا
• التعريفات الجديدة تؤثر في توجهات الاستثمار وتنشيط المعادن الثمينة
• زيادة احتياطيات الذهب الصينية تعكس توجهًا لتقليل الاعتماد على الدولار
• الأسواق المحلية في الكويت تستجيب بارتفاع مستمر في أسعار الذهب والفضة