كويكب صغير.. يقترب من الأرض بمسار دقيق اليوم

الكويكب 2025 SS5 يقترب من الأرض اليوم الأحد 28 سبتمبر 2025، ويصنف هذا الجرم السماوي ضمن فئة “الكويكبات القريبة من الأرض” التي تتابعها وكالات الفضاء بعناية فائقة، لما لها من أهمية علمية وأمنية. تبلغ المسافة بين الكويكب وكوكبنا حوالي 104 آلاف كيلومتر فقط، ما يجعله أقرب إلى الأرض بثلاثة أرباع المسافة إلى القمر، لكن رغم هذا القرب، يؤكد العلماء أن مساره آمن ولا يشكل خطراً على الاصطدام بالأرض.

تفاصيل مرور الكويكب 2025 SS5 قرب الأرض ومتابعته الفلكية

ذكرت الجمعية الفلكية بجدة في تقرير مستمد من بيانات وكالة ناسا أن الكويكب 2025 SS5، الذي يبلغ حجمه حوالي 19 متراً، يدور في مدار بيضاوي حول الشمس يستغرق حوالي 396 يوماً، ويميل هذا المدار بدرجة ونصف فقط، ما يجعله قريباً نسبياً من مدار الأرض ويبرر اقترابه من كوكبنا. رغم إمكانية ظهور الكويكب عند اقترابه في كوكبة الفرس الأعظم، فإن لمعانه الظاهري قد يكون أقل من القدر 15، مما يهبط إمكانية رؤيته بالعين المجردة، لكنه سيكون واضحاً بواسطة التلسكوبات المتوسطة إلى الكبيرة مع أجهزة تتبع دقيقة، ويُتوقع أن تتحرك صورته بسرعة على السماء خلال فترة العبور.

تأثيرات محتملة لمسار الكويكب 2025 SS5 على الأرض في حال الاصطدام

يتساءل كثيرون عن احتمال تأثير الكويكب 2025 SS5 في حال اصطدامه المباشر بالأرض، ويقول العلماء إن الأرجح هو انفجاره جواً في الغلاف الجوي بسبب حجمه الصغير نسبياً، وهي ظاهرة معروفة بالانفجار الهوائي. مثال على ذلك ما حصل في تشيليابنسك عام 2013 مع كويكب مشابه في الحجم، حين انفجر على ارتفاع 30 كيلومتراً، محرراً طاقة تعادل 500 كيلوطن من مادة تي إن تي، مما أسفر عن تحطم نوافذ آلاف المنازل وإصابة نحو 1500 شخص بجروح بسبب الزجاج المتطاير. إذا حدث نفس الانفجار مع 2025 SS5، فمن المتوقع ضرر محلي فقط يقتصر على مدينة أو منطقة محدودة، دون أن يتحول إلى حدث كارثي على مستوى عالمي.

جهود وكالات الفضاء لمراقبة والتقليل من مخاطر مرور الكويكب 2025 SS5

الكويكبات الأكبر حجماً تمثل خطراً أكبر؛ فالأجسام التي يزيد قطرها عن 50 متراً قد تسبب دماراً إقليمياً، وتلك التي تزيد عن 140 متراً تستدعي تنسيقاً دولياً للتدخل، في حين الكويكبات التي تزيد كيلومتر واحد في الحجم قد تؤدي إلى كوارث عالمية، مثل انقراض الديناصورات. لذلك، تركز وكالات الفضاء على تطوير وسائل مواجهة هذه التهديدات، ومن بينها:

  • مهمات تغيير مسارات الكويكبات، مثل تجربة “درات” الناجحة عام 2022
  • تقنيات الجر الثقالي لتعديل المدارات على مدى سنوات
  • الدراسات المتعلقة باستخدام تفجيرات نووية موجهة بعيداً عن الأرض لتوجيه الكويكبات الكبيرة

يبقى الكشف المبكر هو العامل الحاسم في نجاح أي محاولة لانحراف هذه الأجرام؛ فكلما كان الإنذار مبكراً، ازداد احتمال تفادي الاصطدام بأمان.

نوع الكويكبالحجمالتأثير المحتمل
2025 SS5حوالي 19 مترًاانفجار جوي محلي، أضرار محدودة
كويكبات كبيرةأكثر من 50 مترًادمار إقليمي واسع
كويكبات خطيرةأكثر من 140 مترًاتهديد يستدعي تدخل دولي
الكويكبات الضخمةأكثر من 1 كيلومتركارثة عالمية محتملة

مرور الكويكب 2025 SS5 قرب الأرض هو تذكير حيوي بديناميكية الفضاء حولنا، وبأن كوكبنا محاط بأجسام صخرية صغيرة تتحرك باستمرار في مدارات مختلفة. رغم غياب الخطر المباشر من هذه الزيارة، توفر فرصة ثمينة للتأمل في عظمة الكون وفهم الحركات الفضائية، بالإضافة إلى تحفيز الأبحاث للتطوير المستمر لآليات الحماية الكوكبية ومواجهة التهديدات الأكثر خطورة التي قد تنشأ مستقبلاً.