العودة المذهلة.. فوييجر 1 يكشف لغز الجدار الناري عند حدود الشمس

المسبار فوييجر 1 يعود للعمل بعد انقطاع خمسة أشهر ليكشف عن “جدار النار” عند حافة النظام الشمسي، مواصلاً مهمته رغم التحديات التقنية والظروف الفضائية القاسية، حيث يفتح اكتشافه آفاقاً جديدة لفهم تأثير الشمس في الفضاء العميق، وهذا النجاح يعكس جرأة الحلم البشري في استكشاف الكون.

عودة المسبار فوييجر 1 للعمل بعد انقطاع: إصلاح تقني ينقذ مهمة فريدة

عاد المسبار فوييجر 1 للعمل بعد انقطاع دام خمسة أشهر، بعدما صمت بشكل مفاجئ في نوفمبر 2023 رغم استجابته للأوامر، مما أثار تساؤلات كبيرة لدى العلماء ووكالة ناسا. أظهرت التحليلات أن المشكلة تكمن في منظومة بيانات الطيران، حيث تعطلت شريحة إلكترونية مسؤولة عن ترتيب المعلومات، ما جعل إرسال بيانات قابلة للفك غير ممكن. وبما أن استبدال الشريحة أمر مستحيل، لجأ المهندسون إلى حيلة ذكية تعتمد على تقسيم الشيفرة المتضررة إلى أجزاء صغيرة وزرعها في مناطق سليمة من ذاكرة المسبار. استغرق وصول التعليمات لما يقرب من 22 ساعة ونصف، وعودة الرد بنفس المدة، قبل أن تُعلن ناسا في 20 أبريل 2024 عن عودة إشارات مفهومة من المسبار. تُظهر هذه القصة أن عودة المسبار فوييجر 1 للعمل بعد انقطاع ليست مجرد إصلاح تقني، بل إعادة إحياء حقيقية مكنت المهمة العلمية من الاستمرار، مؤكدة على المرونة الاستثنائية للتكنولوجيا التي أُطلقت منذ سبعينيات القرن الماضي.

المسبار فوييجر 1 يعود للكشف عن جدار النار عند حافة النظام الشمسي

لا يقتصر دور المسبار فوييجر 1 على مجرد العودة للعمل بعد انقطاع، بل كشف أيضاً عن ظاهرة غير متوقعة تُعرف باسم “جدار النار” على حدود النظام الشمسي. في هذه المنطقة عند الحاجز بين الهيليوسفير والوسط البينجمي، يتصادم الرياح الشمسية مع جسيمات الفضاء الخارجي، مولداً بلازما حارقة تصل حرارتها إلى 30 ألف درجة مئوية. وما يبدو كنار متقدة هو في الواقع نتيجة عملية إعادة الاتصال المغناطيسي، حيث تنكسر الحقول المغناطيسية وتتجمع من جديد مطلقة طاقات هائلة. وبالرغم من الظروف القاسية التي تحيط بهذه الظاهرة، يواصل المسبار عبوره بأمان، نظراً إلى الكثافة الجسيمية المنخفضة للغاية في هذه المناطق. يشكل هذا الاكتشاف أهمية كبيرة في فهم كيفية تأثير الحقول المغناطيسية في حدود مجرتنا، ويوضح لماذا قادر المسبار فوييجر 1 على الاستمرار في رحلته، مما يجعل عودة المسبار فوييجر 1 للعمل بعد انقطاع حدثاً علمياً استثنائياً.

ماذا تعني عودة المسبار فوييجر 1 للعمل بعد انقطاع للعلماء ومستقبل الفضاء؟

تُظهر بيانات المسبار أن عودة المسبار فوييجر 1 للعمل بعد انقطاع تكشف عن استمرار غير متوقع للحقول المغناطيسية بين الهيليوسفير والفضاء البينجمي، وهو ما يعيد تعريف مدى تأثير الشمس في حماية الكواكب من الإشعاعات الكونية وتوزيع الطاقة في الفضاء البعيد. يعزز هذا الفهم تطوير نماذج علمية أكثر دقة للتنبؤ بالعواصف الشمسية، وهو أمر حيوي لمستقبل الرحلات الفضائية المأهولة ودراسة بيئات الكواكب الخارجية. ويثير استمرار عمل المسبار فوييجر 1 منذ إطلاقه في عام 1977 إعجاب العلماء، إذ لا يزال يستخدم قدرة نووية قليلة توازي استهلاك لمبة منزلية واحدة، مع شبكة هوائيات ضخمة تلتقط إشاراته من أكثر من 24 مليار كيلومتر. هذه العودة تؤكد أن المسبار ما زال يحمل لقب “السفير البشري إلى النجوم”، ويستعد لإرسال بيانات جديدة عن الإشعاع الكوني وكثافة البلازما وتغيرات الحقول المغناطيسية. وبينما يستمر العلماء في دراسة هذه المعلومات، يبقى سؤال مؤرق عن دور هذه البيانات في تمهيد الطريق لاكتشافات كونية أعظم.

  • انطلاق المسبار في 1977 وأبعد جسم من صنع الإنسان
  • توقف المسبار عام 2023 بسبب خلل في منظومة بيانات الطيران
  • استخدام طرق بديلة لاستعادة البيانات عبر تقسم الشيفرة
  • اكتشاف “جدار النار” عند حدود النظام الشمسي بفضل المسبار
  • تأثير إعادة الاتصال المغناطيسي وتغير مفاهيم الحقول المغناطيسية
  • تطوير نماذج جديدة للتنبؤ بالعواصف الشمسية بناء على البيانات
العنصرالتفاصيل
مسافة الابتعاد عن الأرضأكثر من 15 مليار ميل (24 مليار كيلومتر)
مدة الانقطاعخمسة أشهر
درجة حرارة البلازما في جدار النارحوالي 30 ألف درجة مئوية
مدة إرسال واستقبال الأوامر22 ساعة ونصف لكل جهة