نجوم عملاقة.. رصد أول ثقوب سوداء داخلية في عمقها يفتح آفاقًا جديدة للفضاء

يشير التحليل الفلكي الجديد إلى احتمال وجود نجوم عملاقة تحمل ثقوبًا سوداء في مركزها، وهذه النجوم الفريدة قد تفسر النقاط الحمراء الغامضة التي تم رصدها في بدايات تشكل الكون، مما يفتح آفاقًا جديدة لفهم مصادر الضوء الغريبة في تلك الفترات المتقدمة من الزمن الكوني.

الأجسام الحمراء الصغيرة والنقاط الحمراء الغامضة: دراسة حالة “ذا كليف”

ركز الباحثون على جسم سماوي يُسمى “ذا كليف” (The Cliff)، وهو من ضمن فئة الأجسام الحمراء الصغيرة (LRDs) التي اكتشفها تلسكوب جيمس ويب الفضائي. هذا الجسم أظهر خاصية تُعرف بانفجار بالمر (Balmer Break)، وهو تغير قوي في الطيف الضوئي يربط عادةً بمجرات قديمة تضم نجومًا من النوع A؛ مما يثير الدهشة خصوصًا أن زمن ظهور “ذا كليف” لا يتجاوز 600 مليون سنة بعد الانفجار العظيم، وهو عمر مبكر جدًا للكون، ما يجعل ظهور هذه الظاهرة فيه غير متوافق مع الفرضيات التقليدية.

نموذج النجم العملاق ذو الثقب الأسود: تفسير محتمل للنقاط الحمراء الغامضة

لشرح هذا اللغز، قدمت الباحثة آنا دي غراف وفريقها من معهد ماكس بلانك لعلم الفلك نموذجًا مبتكرًا يُدعى “النجم ذو الثقب الأسود”، حيث يتوقع وجود ثقب أسود فائق الكتلة يتغذى من قرص تراكم غاز الهيدروجين الساخن المضطرب، محاط بغلاف كثيف من البلازما الحارة؛ مما يجعل النجم يشبه عملاقًا محاطًا ببيئة نشطة تختلف جذريًا عن النجوم التقليدية التي تعتمد على الاندماج النووي.

  • ثقب أسود ضخم يكتسب كتلة عبر قرص التراكم.
  • واحة كثيفة من الهيدروجين الساخن والمضطرب حول الثقب.
  • تشابه مع نجم عملاق محاط بالبلازما شديدة الحرارة.
  • نشاط قوي في مركز الجسم بدلاً من اندماج نووي عادي.

دعم النظرية عبر المحاكاة الفلكية وتحقيق تقدم في فهم الأجسام الغامضة

استطاع فريق البحث باستخدام محاكاة فلكية متقدمة إعادة إنتاج الطيف المرصود لـ”ذا كليف” بدقة ملحوظة، مما يعزز فرضية أن هذه النجوم العملاقة ذات الثقوب السوداء تلعب دورًا رئيسيًا في تفسير النقاط الحمراء الغامضة التي لوحظت في بدايات الكون، وهي ظاهرة تبدو متخفية بشكل يشابه المجرات الصغيرة.
على الرغم من التشويق الذي تحمله هذه الفرضية، إلا أن الكثير من الأسئلة تبقى دون إجابة، حيث يسعى العلماء لفهم:

  • طريقة تشكّل هذه النجوم العملاقة ذات الثقوب السوداء وأصولها الفلكية.
  • آليات تطورها عبر الزمن وتأثيرها في البيئة المحيطة.
  • الفرق الدقيق في أطياف هذه الأجسام مقارنةً بالمجرات التقليدية وأنواع النجوم الأخرى.

ويُعتبر “ذا كليف” نموذجًا مثاليًا لاستكمال البحث في هذه الفئة النادرة من النجوم، نظرًا إلى جودة ووضوح البيانات الطيفية التي جمعها تلسكوب جيمس ويب، ما يجعل هذه الأبحاث ضرورية لفهم غموض النقاط الحمراء الغامضة التي تحير الفلكيين حتى اليوم.