من المعاناة.. كيف تحولت حياة عامل بناء إلى قصة نجاح عالمية؟

محمود عبد الحفيظ، أو كما يشتهر بلقب “زلاكة”، هو لاعب كرة قدم مصري استطاع أن يحقق نجاحًا لافتًا مع فريق بيراميدز، حيث كان له دور بارز في التتويج بكأس فيفا للقارات الثلاث لأفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ خلال بطولة كأس إنتركونتيننتال 2025، فيما جعله هذا التألق يحظى باهتمام واسع على منصات فيفا العالمية.

رحلة محمود زلاكة مع بيراميدز في كأس فيفا للقارات الثلاث

ساهم زلاكة، البالغ من العمر 26 عامًا، في فوز بيراميدز على الأهلي السعودي بنتيجة 3-1 خلال المباراة التي أقيمت على ملعب “الإنماء” يوم الثلاثاء الماضي، حيث صنع هدفًا حاسمًا. هذه النتيجة قادت الفريق للتأهل إلى نصف نهائي كأس إنتركونتيننتال 2025، ليواجه بعدها حامل كأس التحدي المحتمل، وهو الفائز من ديربي الأمريكتين بين بطل كأس ليبرتادوريس وكروز آزول المكسيكي، بطل الكونكاكاف. إن مشاركة محمود زلاكة وأداءه في مثل هذه البطولات الدولية يعكس مدى تألقه وتأثيره في مشوار بيراميدز ضمن منافسات كأس فيفا للقارات الثلاث.

كيف قادته المعاناة لتحقيق مجد كرة القدم وكأس فيفا للقارات الثلاث؟

لم تكن قصة محمود زلاكة مع كرة القدم مفروشة بالزهور؛ فقد بدأ حياته العملية كعامل بناء لمساعدة أسرته في تحمّل الأعباء المالية، وهو ما لم يشله عن متابعة حلمه باللعب. في تصريحات عبر برنامج “كابيتانو مصر”، أوضح زلاكة أن مسيرته كانت مليئة بالصعوبات، إذ لعب أول مباراة رسمية 11 ضد 11 في عمر التاسعة عشرة، بعد محاولات فاشلة للاختبارات مع فريق أسمنت أسيوط في سن 15 أو 16 عامًا، حيث تم رفضه رغم امتلاكه للموهبة، مما دفعه للابتعاد عن كرة القدم لما يقرب من ثلاث إلى أربع سنوات. رغم ذلك، لم يتخلّ زلاكة عن حلمه وأصر على العودة لمجال كرة القدم حتى تمكن من تحقيق أحلامه والتتويج بكأس فيفا للقارات الثلاث.

من عامل بناء إلى هداف بيراميدز: قصة نجاح زلاكة في كرة القدم وكأس فيفا للقارات الثلاث

خلال فترة عمله كعامل بناء كان زلاكة يسافر لتحميل الرمل والطوب، وبالرغم من ذلك لم يتخلَ عن كرة القدم حينما دعاه أصدقاؤه للانضمام إلى مركز شباب كان مسجلاً في الدرجة الرابعة، حيث لعب معهم لمدة سبعة أشهر، واستطاع خلال تلك الفترة معانقة أجواء اللعبة والتفوق دون حصوله على مقابل مادي. دعم والديه المتواصل لعب دورًا أساسيًا في استمراره، رغم حاجتهم المادية، مما دفعه إلى التخلي عن العمل والالتزام بالرياضة بشكل جاد. لاحقًا، اكتشفه صالح سليم مدرب بترول أسيوط وسجله في فريق الناشئين، حيث كان هدافًا برصيد 14 هدفًا في 7 مباريات، ما جعل مدينة أسيوط كلها تتحدث عنه. تطور مسيرته شمل اللعب لمنتخب مصر، سيراميكا، وبيراميدز في فترة ثلاث سنوات، ليكون نجاحه ثمرة توفيق ومثابرة.

  • التحول من عامل بناء إلى نجم كرة قدم
  • دور الدعم الأسري في الاستمرار والتطور
  • اقتناص الفرص من خلال الإصرار والرغبة القوية
المرحلةالأهدافعدد المباريات
بترول أسيوط (الناشئين)147
بيراميدزمساهماً في البطولات الدوليةمتعدد

يروي زلاكة بطريقة طريفة أصل لقبه الذي جاء بسبب لفظ أصدقائه له بـ”زلابية”، ثم تطور إلى “زلاكة”، فيما يعكس لقبه روح المحبة والدعم من أقرانه عبر مسيرته.

من رحم المعاناة استطاع محمود زلاكة أن يشق طريقه نحو المجد الكروي، ويبرز في منافسات دولية هامة مثل كأس فيفا للقارات الثلاث، مما يعكس قيمة الإصرار والتفاني في تحويل التحديات إلى فرص حقيقية تصنع الفارق على أرض الملعب وخارجه.