15 عاماً.. مركبة أوبورتيونيتي تكشف أسرار كوكب المريخ التي ظلت مخفية طويلاً

أعلنت ناسا رسميا عن انتهاء مهمة مركبة أوبورتيونيتي الجوالة على سطح المريخ، بعد أكثر من خمسة عشر عاما من العمل المتواصل الذي أتاح إرسال بيانات غير مسبوقة غيّرت بشكل جذري فهمنا للكوكب الأحمر وأعادت تشكيل تصورات العلماء حول تاريخه الجيولوجي والمناخي.

رحلة مهمة مركبة أوبورتيونيتي الجوالة على سطح المريخ وأهم إنجازاتها

انطلقت مركبة أوبورتيونيتي في يوليو 2003، ونجحت في الهبوط على سطح المريخ في يناير 2004، مع مهمة مقررة لاستكشاف الكوكب لمدة 90 يوما مريخيا فقط (نحو 92 يوما أرضيا)؛ لكنها تجاوزت كل التوقعات لتستمر في العمل أكثر من خمسة عشر عاما، قطعت خلالها نحو 45 كيلومترا. استطاعت المركبة استكشاف فوهات ووديانا، بالإضافة إلى السهول المريخية المحيطة، وأرسلت أكثر من 217 ألف صورة، إلى جانب كمية هائلة من البيانات العلمية التي ساهمت في إثراء المعرفة بوجه الكوكب الأحمر، وفقا لموقع dailygalaxy. يعد هذا الإنجاز فريدا من نوعه حيث لم تحقق مركبات أخرى مثل هذه الكمية الهائلة من البيانات العلمية على الكوكب الأحمر.

الكشف عن أدلة وجود المياه وأثرها في مهمة مركبة أوبورتيونيتي الجوالة على سطح المريخ

أشار ستيف سكويرز، الباحث الرئيسي في جامعة كورنيل، إلى أن مهمة مركبة أوبورتيونيتي الجوالة على سطح المريخ حققت هدفا علميا مهما منذ أيامها الأولى، وذلك من خلال البحث الدقيق عن أدلة تدعم وجود المياه. وقد أظهرت بيانات المركبة، حين دمجها مع نتائج مركبة أخرى تسمى سبيت، أن المريخ في عهده القديم كان مختلفا تماما عما نعرفه اليوم؛ إذ كانت هناك مياه سائلة على السطح وتحت القشرة، مما يشير إلى مناخ أكثر رطوبة ودعما للحياة، بعكس الحالة الجافة والباردة التي يشهدها الكوكب حالياً. وأضافت المركبة اكتشافات مهمة لوجود صخور غنية بالهيماتيت، تعبر عن نشاط مائي سابق، فساعدت هذه الدراسات في بناء صورة مفصلة عن مناخ المريخ القديم.

ختام مهمة مركبة أوبورتيونيتي الجوالة على سطح المريخ وإرثها العلمي المستدام

في عام 2018، تعرضت سطح المريخ لعاصفة غبارية ضخمة أدت إلى توقف مركبة أوبورتيونيتي عن إرسال الإشارات، وحاولت ناسا مرارا إعادة الاتصال بها، لكن في فبراير 2019 أُعلن رسميا عن انتهاء المهمة. وصف مايكل واتكينز، مدير مختبر الدفع النفاث، الموقع الذي توقفت فيه المركبة باسم “وادي المثابرة” كونها رمزًا للمثابرة والعزيمة. وشدد توماس زوربوشن، نائب مدير المهام العلمية في ناسا، على أن مركبة أوبورتيونيتي مثلت أيقونة في استكشاف الكواكب، مبينا أن إرثها العلمي يواصل التأثير عبر المركبات الحالية مثل كيريوسيتي وبيرسيفيرانس التي تواصل عملها على سطح المريخ. من جهتهم، أكد مسؤولو ناسا أن إنجازات مركبة أوبورتيونيتي تفتح الطريق أمام بعثات مأهولة مستقبلية وتساهم بشكل مباشر في تحقيق أول خطوات الإنسان على المريخ.

  • مدة المهمة: أكثر من خمسة عشر عاما بدلاً من 90 يوماً مريخياً
  • المسافة المقطوعة: حوالي 45 كيلومتراً
  • عدد الصور المرسلة: أكثر من 217 ألف صورة
  • الإنجاز الأبرز: إثبات وجود المياه في السابق على المريخ
  • مكان التوقف النهائي: وادي المثابرة
السنةالحدث
2003إطلاق مركبة أوبورتيونيتي
2004هبوط المركبة على سطح المريخ
2018تعرض المركبة لعاصفة غبارية ضخمة وتوقفها عن إرسال الإشارات
2019إعلان انتهاء المهمة رسميًا

تسكن مركبة أوبورتيونيتي الجوالة على سطح المريخ في سجل استثنائي يمثل عزيمة الإنسان في مواجهة التحديات، إذ تركت وراءها إرثا علمياً ومعرفياً لا يمكن تجاهله، وأسهمت في رسم ملامح جديدة لمسيرة البحث والاستكشاف البشري، معيدة تعريف مفهوم الاستيطان المستقبلي للكوكب الأحمر.