انخفاض الأسعار.. الذهب والفضة تتراجعان مع ضغوط جني الأرباح وقوة الدولار

تراجعات أسعار الذهب والفضة بسبب عوامل اقتصادية متعددة أثرت بشكل ملحوظ على المعادن الثمينة خلال تعاملات الأربعاء، حيث شهد الذهب انخفاضًا ملحوظًا في العقود الآجلة تزامنًا مع صعود الدولار وتثبيت الفائدة الأمريكية عند مستويات مرتفعة، ما دفع المستثمرين إلى جني الأرباح وامتنعوا عن الشراء.

تأثير ارتفاع الدولار على تراجع أسعار الذهب والفضة

تعرضت أسعار الذهب والفضة لضغوط واضحة في سوق المعادن الثمينة نتيجة ارتفاع الدولار أمام غالبية العملات الرئيسية، وهو عامل ساهم بصورة مباشرة في تراجع طلب المستثمرين على المعادن الثمينة؛ إذ فقد الذهب حوالي 1.24% من قيمته في العقود الآجلة، ليتراجع بمقدار 47.40 دولار، ويصل إلى 3768.30 دولار للأوقية، بعد أن سجل مستوى قياسيًا تجاوز 3800 دولار في الجلسة السابقة؛ وهذا الانخفاض يدل على وجود عمليات بيع مكثفة لجني الأرباح التي تحققت على مدى الفترة الماضية، كما انخفضت الفضة بنسبة 1.15% لتسجل 44.095 دولار للأوقية.

المعدنالنسبة المئوية للتراجعالسعر الحالي للأوقية
الذهب1.24%3768.30 دولار
الفضة1.15%44.095 دولار

تثبيت الفائدة الأمريكية وتأثيره على سوق المعادن الثمينة

يلعب قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن الفائدة دورًا حيويًا في تحديد توجهات السوق تجاه المعادن الثمينة؛ إذ أكد جيروم باول، رئيس المجلس، أن الخيارات المتاحة سواء برفع أو خفض أسعار الفائدة تحمل مخاطرة، مع تركيز السياسة النقدية على موازنة السيطرة على التضخم مع المحافظة على قوة سوق العمل، وهو ما يفسر استمرار بقائها عند المستويات المرتفعة حاليًا، وتراجع التكهنات حول خفضها قريبًا. في خطابه الذي ألقاه أثناء مأدبة الغداء التي نظمتها “غرفة تجارة بروفيدنس الكبرى” في رود آيلاند، أوضح باول أن سوق العمل والتضخم يواجهان تحديات كبيرة، وأن الطريق أمام صانعي السياسات صعب، خاصة في ظل تفكيرهم بخفضات إضافية مستقبلية لكن دون إشارة واضحة حتى الآن.

نظرة على مؤشرات الدولار وأهم العوامل المؤثرة في المعادن الثمينة

يُعتبر ارتفاع مؤشر “بلومبرج” للدولار أمام سلة من العملات الرئيسية مؤشراً بارزاً على قوة العملة الأمريكية، حيث سجل ارتفاعًا بنسبة 0.5%، مما يعزز عزوف المستثمرين عن شراء الذهب والفضة باعتبارهما ملاذًا أكثر تكلفة مقارنة بالدولار. كما تلعب عدة عوامل أخرى دورًا في تذبذب أسعار المعادن، يمكن تلخيصها في النقاط التالية:

  • عمليات البيع لجني الأرباح التي تحققت خلال الفترة السابقة
  • التقلبات السياسية والاقتصادية العالمية التي تؤثر على القرارات الاستثمارية
  • توقعات معدلات الفائدة الأمريكية وتأثيرها على سعر الدولار
  • التوازن بين التضخم وقوة سوق العمل حسب توجهات المركزي الأمريكي

كل هذه العوامل مجتمعة ترسم صورة معقدة للتعاملات الحالية في سوق المعادن الثمينة، وخاصة الذهب والفضة، حيث يشكل ارتفاع الدولار وتثبيت الفائدة الأمريكية عائقا رئيسيا يحول دون ارتفاع أكبر في أسعار هذه المعادن،بينما تبقى توقعات السوق مرتبطة بمتابعة قرارات البنك المركزي الأمريكي والأحداث الاقتصادية المقبلة.