أزمة الأدوية.. شركة كبيرة تصف بريطانيا الأسوأ أوروبيًا في ارتفاع الأسعار

أسعار الأدوية في بريطانيا تواجه انتقادات حادة من شركات الأدوية العالمية، حيث أثار ديف ركس، الرئيس التنفيذي لشركة إيلاي ليلي الأمريكية المنتجة لعقار مونجارو لإنقاص الوزن، جدلاً واسعًا بوصفه المملكة المتحدة بأنها “ربما أسوأ دولة في أوروبا” من حيث سياسات تسعير الأدوية، حسب تقرير الجارديان. تحذيرات ركس من أن النظام الصارم في بريطانيا قد يعيق وصول أدوية جديدة ويحد من الاستثمارات تتزامن مع تجميد استثمارات بقيمة 1.8 مليار جنيه إسترليني، مما يهدد مكانة بريطانيا في قطاع البحث والتطوير الدوائي.

تحديات أسعار الأدوية في بريطانيا وتأثيرها على الاستثمار الصناعي

ينتقد العديد من المسؤولين في قطاع الأدوية النظام الحالي لأسعار الأدوية في بريطانيا، خاصة مع الاتفاق الطوعي لتسعير الأدوية المبتكرة، الذي فرض خصومات إجبارية وصلت إلى نحو 25% من عوائد الأدوية الجديدة، وذلك نتيجة للإنفاق غير المتوقع من هيئة الخدمات الصحية الوطنية. يصعب على شركات الأدوية، مثل إيلاي ليلي، التحمل في ظل هذه الضغوط المالية، ما دفع هذه الشركات لتجميد أو سحب استثمارات ضخمة، وصلت في بعض الحالات إلى 1.8 مليار جنيه إسترليني خلال العام الجاري، وهو ما يثير قلقًا حقيقيًا بشأن مستقبل البحث والتطوير في المملكة.

ردود فعل الشركات العالمية ورفع أسعار أدوية إنقاص الوزن في سوق بريطانيا

تُظهر أزمة عقار مونجارو الذي تنتجه “إيلاي ليلي” جانبًا من التوتر المتصاعد؛ إذ رفعت الشركة سعر الدواء في السوق البريطانية الخاصة بنسبة بلغت 170%، بعد ملاحظة تضامن المرضى في السفر من باريس إلى لندن للحصول على الدواء بسعر أقل. تعكس هذه الخطوة تعقيدات التسعير وتأثيرها المباشر على المرضى وسوق الأدوية، وتزيد من حدة الانقسامات بين الشركات والحكومة البريطانية حول سياسات تسعير وتعويضات الأدوية.

المقارنة الدولية وتأثير سياسة تسعير الأدوية في بريطانيا على مستقبل الصناعة الدوائية

في حين تواجه بريطانيا تحديات في تسعير الأدوية، تضغط إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على شركات الأدوية لخفض أسعارها داخل الولايات المتحدة لتتوافق مع الأسعار العالمية، مسلطًا الضوء على الفوارق اللافتة مثلاً في أسعار علاج السمنة. وأعلنت “إيلاي ليلي” عن خطة استثمار بقيمة 6.5 مليار دولار لمصنع جديد في هيوستن الأمريكية، مما يعكس تحولًا في استراتيجيات الاستثمار العالمية التي قد تضر مستقبل صناعة الأدوية البريطانية إن ظلت سياسات التسعير القائمة.

الشركةمقدار الاستثمار الجاري (جنيه إسترليني)
أسترازينيكامليارات متوقفة
ميركجزء من 1.8 مليار
بريستول مايرز سكويبجزء من 1.8 مليار
  • ارتفاع خصومات التسعير تطالب الحكومة بإعادة تقييم السياسة القائمة
  • تجميد واستثمارات شركات الأدوية يهدد موقع بريطانيا في قطاع الأبحاث
  • رفع أسعار عقار مونجارو يزيد الخلافات بين القطاع الخاص والحكومة

تؤكد هذه التطورات أن مستقبل صناعة الأدوية في بريطانيا يتأثر بشكل كبير بالخلاف المتزايد بين الحكومة والشركات العالمية بخصوص سياسات تسعير الأدوية والاستثمار، ويظل التوازن بين حرص الدولة على خفض تكاليف الرعاية الصحية وتحفيز الابتكار الطبي والمحافظة على جاذبية السوق البريطانية، معقدًا ويحتاج إلى حلول واضحة واستراتيجيات متجددة خلال الفترة المقبلة.