تغييرات الأسعار.. كيف أثرت تحديثات صرف الدولار واليورو على السوق والبنك؟

أسعار صرف اليورو أمام الدينار الجزائري في السوق الموازية تشهد ارتفاعًا ملحوظًا خلال الفترة الأخيرة، مع تسجيل تداولات يومية تعكس قفزات متزايدة لقيمة العملة الأوروبية، وسط تذبذبات ملحوظة في أسعار الدولار الأمريكي؛ ما يبرز حالة التوتر التي تسود سوق “السكوار” غير الرسمية، حيث تلعب التأثيرات الداخلية والخارجية دورًا رئيسيًا في صناعة الضغوط على العملات الأجنبية مقابل الدينار الجزائري في السوق المحلية.

ارتفاع ملحوظ في أسعار صرف اليورو أمام الدينار الجزائري في السوق الموازية وتأثير منحة 750 يورو

بلغ سعر شراء اليورو مقابل الدينار الجزائري في السوق الموازية اليوم 263.00 دينار لكل يورو، في حين استقر سعر البيع عند 266.00 دينار؛ ما يعكس نشاطًا قويًا للعملة الأوروبية في سوق العملات الموازية المشهورة بتقلباتها المستمرة. وتأتي هذه الحركات ضمن إطار الأوضاع الاقتصادية الراهنة التي تمر بها الجزائر، والتي تزيد من حدة التغيرات في الأسعار، خاصةً مع اقتراب تفعيل قرار منحة 750 يورو المُزمع تطبيقها اعتبارًا من 20 جويلية 2025، إذ ساهم هذا القرار في زيادة الطلب على اليورو، مسببًا ضغطًا إضافيًا على سعر صرف اليورو أمام الدينار في السوق غير الرسمية، وهذا يتضح جليًا من تغيرات العرض والطلب وتأثيرها المباشر على حركة التداولات.

تذبذب واضح في أسعار الدولار مقابل الدينار الجزائري وتأثيره على حركة السوق الموازية

شهد الدولار الأمريكي تقلبات كبيرة في السوق الموازية مقابل الدينار الجزائري، حيث بلغ سعر الشراء نحو 228.00 دينار، في حين تم تداوله بسعر بيع يبلغ 223.00 دينار جزائري، مما يعكس حالة من عدم الاستقرار في سوق العملات الموازية. ويُعزى هذا الموقف إلى عدد من العوامل المتداخلة منها التطورات الإقليمية والعالمية التي تتحكم في مسار سعر الدولار، بالإضافة إلى السياسات النقدية الصادرة عن البنك المركزي الجزائري والتي تؤثر على طريقة تعامل المتعاملين في السوق الموازية مع العملات الأجنبية، حيث يركز هؤلاء المتعاملون على التغيرات السعرية بغرض تحقيق أفضل الصفقات وسط بيئة مالية تتسم بالتقلب.

مقارنة بين أسعار صرف اليورو والدولار في السوق الموازية والبنك المركزي الجزائري

تكشف المقارنة بين أسعار صرف اليورو والدولار ضمن السوق الموازية وأسعار البنك المركزي الجزائري عن فجوة واضحة بسبب اختلاف مستويات العرض والطلب في السوقين الرسمي وغير الرسمي. فقد سجل سعر شراء اليورو في البنك المركزي 152.37 دينارًا، وسعر البيع 152.41 دينارًا؛ ما يدل على استقرار نسبي ضمن السوق الرسمية، بينما بلغ سعر شراء الدولار الأمريكي 129.25 دينارًا، وسعر البيع 129.27 دينارًا. أما السوق الموازية فشهدت تداولات مرتفعة حيث بلغ سعر شراء اليورو 263.00 دينار وبيع 266.00 دينار، بينما وصل سعر شراء الدولار إلى 228.00 دينار، وبيع 223.00 دينار.

العوامل الأساسية التي تؤثر على تقلبات أسعار صرف اليورو أمام الدينار الجزائري في السوق الموازية

تتعدد العوامل المؤثرة التي تسبب التذبذب المستمر في أسعار صرف اليورو أمام الدينار الجزائري في السوق الموازية، ويمكن تلخيص أبرزها بالنقاط التالية:

• تفعيل منحة 750 يورو ابتداءً من 20 جويلية 2025، والتي أدت إلى تغييرات جوهرية في حركة العرض والطلب على العملة الأوروبية
• الاختلاف في السياسات النقدية بين البنك المركزي والأسواق غير الرسمية، مما يخلق اضطرابات مستمرة في الأسعار
• تأثير التطورات الاقتصادية الإقليمية والدولية التي تلقي بظلالها على الاستقرار المالي داخل الجزائر
• أنشطة المضاربة والتحركات المتكررة من المتعاملين بأسواق العملات الموازية التي تزيد من حالة التقلب

توضح هذه العوامل الأسباب الكامنة وراء التغيرات والاضطرابات في أسعار صرف اليورو داخل السوق الموازية، الأمر الذي يستوجب متابعة دقيقة من المستثمرين والمتابعين لتلك المؤشرات، حتى يُستفاد من فرص التداول ضمن بيئة مالية تتسم بالديناميكية والتقلب دون التخلي عن الحذر والتركيز على الإشارات الدقيقة التي تحدد اتجاه الأسعار بشكل أفضل.