الذهب يرتفع.. أسعار المعدن النفيس تقترب من أعلى مستوياتها بدعم خفض الفائدة والتوترات الجيوسياسية

ارتفعت أسعار الذهب قرب أعلى مستوى لها على الإطلاق مع زيادة التوقعات حول خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة وتصاعد حالة عدم اليقين الجيوسياسي، مما عزز الطلب على الذهب كملاذ آمن في الأسواق العالمية. إذ صعد سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.4% ليصل إلى 3778.78 دولارًا للأوقية بحلول الساعة 07:43 بتوقيت غرينتش، بعد أن سجل أعلى قيمة له في التاريخ عند 3790.82 دولارًا يوم أمس الثلاثاء.

تأثير خفض أسعار الفائدة الأمريكية على أسعار الذهب

ارتفعت أسعار الذهب بشكل واضح في ظل توقعات المستثمرين بخفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، وهو ما يزيد من جاذبية المعدن الأصفر كأصل استثماري آمن، خاصة في أوقات عدم استقرار الأسواق. فقد شهدت العقود الآجلة للذهب تسليم كانون الأول تراجعًا طفيفًا بنسبة 0.1% إلى 3812.10 دولار للأوقية، عقب تصريحات حذرة لرئيس مجلس الاحتياطي جيروم باول التي أشارت إلى إمكانية المزيد من التيسير النقدي، مما دفع المؤشر ستاندرد آند بورز 500 للانخفاض بنسبة 0.6% في أكبر خسارة يومية خلال ثلاثة أسابيع. ويُتابع المستثمرون عن كثب بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الذي يُعد مقياس التضخم المفضل لدى البنك المركزي الأميركي، حيث من المتوقع صدوره يوم الجمعة للبحث عن مؤشرات جديدة بشأن سياسات خفض الفائدة في الفترة المقبلة.

توقعات الأسواق بشأن خفض أسعار الفائدة وتأثيرها على الذهب

تشير بيانات أداة فيدووتش التابعة لمجموعة “سي.إم.إي” إلى أن الأسواق تضع احتمالية مرتفعة لخفض أسعار الفائدة مرتين إضافيتين هذا العام، كل واحدة بواقع 25 نقطة أساس، بمعدلات احتمال تصل إلى 93% في تشرين الأول و79% في ديسمبر كانون الأول، وهو ما يعزز استمرار الطلب على الذهب الذي يُعتبر من أصول الملاذ الآمن ويزدهر في بيئات أسعار الفائدة المنخفضة. ومن الجدير بالذكر أن الذهب لا يمنح عوائد فائدة، لكنه يحظى بشعبية خاصة مع التذبذبات الاقتصادية والسياسية العالمية، حيث ينعكس ذلك بشكل مباشر على تحركات أسعار المعدن النفيس وارتفاع قيمته في الأسواق.

الأداء الملحوظ للمعادن النفيسة الأخرى في ظل تغيرات أسعار الذهب

لم تقتصر ارتفاعات الأسعار على الذهب فقط، بل شملت المعادن النفيسة الأخرى التي شهدت ديناميكية قوية وسط تحركات الأسواق العالمية، حيث ارتفع سعر الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.5% ليصل إلى 44.23 دولارًا للأوقية، وهو أعلى مستوى له في نحو 14 عامًا، بينما صعد البلاتين بنسبة 0.4% مسجلاً 1483.53 دولارًا، وارتفع البلاديوم أيضًا بنسبة 0.3% إلى 1225.46 دولار للأوقية، مما يعكس طلبًا متزايدًا على المعادن الثمينة كخيار استثماري آمن في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة.

• ارتفاع الطلب على الذهب بسبب التوترات الجيوسياسية وعدم اليقين الاقتصادي
• توقعات خفض أسعار الفائدة من بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي
• تحسن أسعار المعادن النفيسة الأخرى التي تعتبر ملاذات استثمارية آمنة