ارتفاع الأسعار.. الأردنيون يستمرون في التمسك بشراء الذهب رغم القفزات القياسية

يشهد سوق الذهب في الأردن إقبالاً متزايداً رغم وصول أسعاره إلى مستويات قياسية عالمياً، حيث بلغت قيمة الأونصة 3791 دولاراً، مسجلة أعلى ارتفاع لها في التاريخ، وهذا الارتفاع لم يؤثر سلباً على الطلب المحلي، بل عزّز من توجه المواطنين نحو الذهب كـ ملاذ آمن لحماية مدخراتهم في ظل حالة التقلبات الاقتصادية والسياسية.

أسباب ارتفاع أسعار الذهب عالمياً وتأثيرها على سوق الذهب في الأردن

تعود أسباب الارتفاع الاستثنائي لأسعار الذهب عالمياً إلى عوامل متعددة فرضت نفسها على الأسواق المالية، أهمها التوقعات بتخفيض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، والذي يقلل تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالذهب ويزيد من جاذبيته كأصل آمن. كذلك ساهم ضعف الدولار الأميركي نسبياً في زيادة الطلب، حيث تصبح أسعار الذهب أقل كلفة لحائزي العملات الأخرى. وفي نفس الوقت، تلعب البنوك المركزية دوراً محورياً عبر زيادتها احتياطياتها من الذهب بغرض التنويع المالي والتحوط من المخاطر الجيوسياسية. ويضاف إلى ذلك استمرار التضخم وارتفاع أسعار الطاقة والغذاء، مما دفع المستثمرين للبحث عن أداة تحفظ القيمة بعيداً عن تقلبات الأسواق التقليدية.

سوق الذهب في الأردن: إقبال محلي مرتفع رغم القيود السعرية

في الأردن، وصل متوسط سعر غرام الذهب عيار 21 إلى نحو 76 ديناراً، فيما بلغ غرام عيار 24 حوالي 86.5 ديناراً، وهي قيم غير مسبوقة محلياً. بالرغم من تلك الارتفاعات، يظل إقبال الأردنيين كبيراً على شراء الذهب، لاسيما السبائك والليرات التي أصبحت تُعتبر وسيلة ادخارية أكثر من كونها زينة فقط. وأوضح نقيب أصحاب محال تجارة وصياغة الحلي والمجوهرات، ربحي علان، في تصريح لـ«إرم بزنس» أن الطلب تغير من «ضعيف إلى جيد» حتى مع الارتفاعات القياسية الحالية، مؤكداً أن مشتريات الأردنيين تتركز على الادخار وليس الاستخدام الشخصي، وهذا يعكس ثقة المتعاملين في الذهب كأداة أمان للمدخرات. وأضاف ربحي أن الزيادة في الأسعار مرتبطة بمشتريات ضخمة من دول كبرى، متوقعاً أن يواصل الذهب ارتفاعه وأن يصل قريباً إلى حاجز 4000 دولار للأونصة.

كما أوضح أحد تجار الذهب المحليين أن السوق تشهد نشاطاً ملحوظاً على القطع الصغيرة، مثل الليرات والأونصات، التي تسهل ادخارها وإعادة بيعها عند الحاجة، مشيراً إلى أن هذه القطع تجذب شرائح جديدة من المستهلكين الباحثين عن حماية مدخراتهم بشكل آمن بعيداً عن تقلبات العملات والأسواق المالية الأخرى.

الذهب في الأردن كوسيلة ادخارية واستثمارية للمستقبل

الموظفة آلاء من بين العديد الذين يخصصون جزءاً من رواتبهم لشراء قطع ذهبية صغيرة بانتظام، حيث اعتبرت الذهب وسيلة ادخارية تحوطية أكثر من كونها رفاهية، مشيرة إلى أنه «حصالة زمن» تحفظ قيمتها مهما تغيرت الظروف الاقتصادية وارتفعت الأسعار. وفي ظل استمرار الأزمات الاقتصادية، وتقلبات العملات، والتوترات الجيوسياسية العالمية، أشار محللون إلى أن الذهب سيستمر في مساره الصاعد وقد يسجل مستويات قياسية جديدة. وفي الأردن، من المتوقع أن يستمر الإقبال بشكل قوي، سواء أظهر الذهب ارتفاعاً أو استقراراً مؤقتاً، إذ يعتبره المواطنون ملاذاً آمناً ووسيلة فعالة لحماية مدخراتهم من المخاطر الاقتصادية.

• ارتفاع أسعار الذهب عالمياً بسبب تخفيض الفائدة وضعف الدولار
• زيادة الطلب المحلي على السبائك والليرات في الأردن
• تحول الذهب من سلعة فاخرة إلى أداة ادخار آمنة
• توقعات بوصول سعر الأونصة إلى 4000 دولار قريباً
• توجه شرائح جديدة نحو اقتناء الذهب لحماية المدخرات وضمان مستقبل مالي آمن

يتجاوز الذهب اليوم كونه سلعة استهلاكية؛ فهو بمثابة ملاذ آمن يعكس ثقة المستثمرين والأفراد على حد سواء، ومع استمرار العوامل العالمية الداعمة وارتفاع الطلب على المستوى المحلي، سيظل الذهب محط اهتمام متزايد من الأردنيين عبر الاستثمار المباشر أو الادخار طويل الأمد، مع ترقب وصوله إلى مستوى 4000 دولار للأونصة خلال الأشهر المقبلة.