إيقاف التحديثات.. ماذا سيحدث لنظام ويندوز 10 بعد أكتوبر المقبل؟

ويندوز 10 توقف التحديثات منتصف أكتوبر 2023 يشكل نقطة تحول هامة ومقلقة للملايين من مستخدمي هذا النظام، خاصة مع انعكاساته المباشرة على أمان الأجهزة واستمرارية عمل التطبيقات، ما يضعهم أمام خيارات متعددة بين الترقية ونقل البيانات أو البقاء مع مخاطر متزايدة تهدد سلامة أجهزتهم وأنظمتهم.

توقف تحديثات ويندوز 10 منتصف أكتوبر: ماذا يعني للمستخدمين؟

بدأت شركة مايكروسوفت رسمياً في 14 أكتوبر 2023 بتوقيف الدعم والتحديثات لنظام التشغيل ويندوز 10 الذي أُطلق عام 2015، حيث كانت هذه التحديثات تمثل درع الحماية الأساسي للنظام من الهجمات السيبرانية المتزايدة. هذا القرار أثار موجة من القلق والانتقادات من قبل جمعيات حماية المستهلك في أنحاء متفرقة من العالم، لا سيما بعد أن نصحت مايكروسوفت المستخدمين بالانتقال إلى ويندوز 11 المتوفر منذ عام 2021. المشكلة الأكثر تعقيداً هي أن العديد من الحواسيب العاملة بويندوز 10 غير متوافقة مع النسخة الجديدة، مما اضطر الشركة إلى طرح خيار الاشتراك في تحديثات موسعة مقابل 30 دولاراً سنوياً، كحل مؤقت لهذه الأجهزة العالقة.

مخاطر التوقف المفاجئ لتحديثات ويندوز 10 منتصف أكتوبر وتأثيرها على الأمان

إن انتهاء تحديثات ويندوز 10 منتصف أكتوبر يعرض الأجهزة التي لا يمكنها الانتقال إلى ويندوز 11 إلى مخاطر أمنية متزايدة لا يستهان بها، حيث تصبح أكثر عرضة لهجمات القراصنة والفيروسات التي تستغل الثغرات الأمنية غير المغلقة. بحسب مارتن كرايمر، خبير الأمن السيبراني لدى شركة “نو بي فور”، فإن توقف تحديثات النظام يعني فقدان حماية فعالة ضد أحدث التهديدات، مما يجعل بيانات المستخدم وأنظمته عرضة للاختراق. وعلاوة على ذلك، فإن توقف دعم النظام يؤثر أيضاً على التطبيقات التي تعتمد على تحديثات النظام بهدف إضافة وظائف أو ضبط آلية عملها، وفقاً لبادي هارينغتون من شركة “فورستر”، حيث يصبح استمرار عمل هذه التطبيقات بشكل صحيح أمراً غير مضمون في حالة انعدام تحديثات النظام.

بدائل وحلول لمواجهة توقف تحديثات ويندوز 10 منتصف أكتوبر وتأمين أجهزتك

بجانب خيار الترقية إلى ويندوز 11 أو الاشتراك في التحديثات الموسعة، تبقى الخيارات متاحة أمام المستخدمين الذين يمتلكون حواسيب غير متوافقة مع النظام الجديد، وتشمل:

• استخدام برامج الحماية من الفيروسات، على الرغم من أنها ليست كافية بمفردها ولا تمثل حلاً دائماً، بل تُعد وسيلة مؤقتة لتقليل الضرر.
• تغيير نظام التشغيل بالكامل والاحتفاظ بالجهاز نفسه، عبر التحول إلى أنظمة مجانية ومفتوحة المصدر مثل “لينوكس”، مع ضرورة توفر توافق التطبيقات والأدوات الأمنية اللازمة لهذا النظام.

أكد بادي هارينغتون أن حلول الحماية البرمجية لها حدودها، وأن اعتمادها دون تحديثات نظام التشغيل لا يغني عن ضرورة البحث عن خيار دائم يعزز أمن الجهاز والتطبيقات، مشيراً إلى أن “لينوكس” يمكن أن يكون بديلاً صالحاً طالما توفرت الشروط المطلوبة. في الوقت نفسه، رفضت مايكروسوفت الإفصاح عن حجم المستخدمين المتأثرين، ولكن تقديرات “كونسيومر ريبورتس” تشير إلى وجود حوالي 650 مليون مستخدم لويندوز 10 عالمياً في أغسطس، مع وجود حوالي 400 مليون جهاز غير متوافق مع نظام ويندوز 11 حسب منظمة “بابليك إنتيرست ريسيرتش غروب”.

توقف تحديثات ويندوز 10 منتصف أكتوبر يحمل تبعات أمنية وتقنية كبيرة على المستخدمين، لا سيما الفئة التي تملك أجهزة غير قابلة للترقية للنظام الأحدث. وبينما تبقى برامج مكافحة الفيروسات حلاً جزئياً، فإن الاتجاه إلى تحديث نظام التشغيل أو اعتماد بدائل مفتوحة المصدر يمثل خطوات ضرورية للحفاظ على أمن الأجهزة واستمرارية أداء التطبيقات. مع استمرار التحديات التقنية والتغيرات التي تفرضها شركات التكنولوجيا، يبقى على المستخدمين اتخاذ القرارات المناسبة للحفاظ على أجهزتهم آمنة وقابلة للاستخدام في المستقبل.