3,800 دولار.. الذهب يقترب من تجاوز أعلى مستوى له على الإطلاق وسط زخم قياسي

أسعار الذهب ترتفع مع تراجع الدولار الأمريكي وانتظار خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا متواصلًا في السوق الأوروبية يوم الثلاثاء، موسعة مكاسبها لليوم الثاني على التوالي، مع استمرارها في تسجيل مستويات قياسية جديدة، حيث اقتربت من تجاوز حاجز 3,800 دولار للأونصة لأول مرة في التاريخ، مدعومة بتراجع مستمر في مستويات الدولار الأمريكي مقابل سلة من العملات العالمية. يأتي ذلك في ظل تصاعد التوقعات بشأن مسار أكثر تساهلاً لخفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، خاصة عقب الإشارات التي صدرت مؤخراً عن مجلس الاحتياطي الفيدرالي. mercados المالية العالمية تترقب خطابًا هامًا لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي “جيروم باول” اليوم، الذي من المرتقب أن يقدم دلائل واضحة حول توجهات تخفيف السياسة النقدية الأمريكية.

أداء أسعار الذهب مع استمرار تراجع الدولار الأمريكي وتأثيره

شهدت أسعار الذهب اليوم ارتفاعًا بأكثر من 1.0% لتصل إلى 3,785.24 دولار للأونصة، وهو أعلى مستوى لها على الإطلاق، بعد افتتاح التداول عند 3,746.28 دولار، وسجلت أدنى مستوى عند 3,736.79 دولار، ليعكس ذلك قوة مكاسب المعدن النفيس بفعل تراجع الدولار الأمريكي المستمر. عند إغلاق جلسة الاثنين، ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 1.65% في ثاني مكسب يومي على التوالي، محققة مستوى قياسي جديد مدعومة بتراجع مؤشر الدولار وانخفاض عوائد السندات الأمريكية، مما يعكس توجه المستثمرين نحو الملاذات الآمنة.

في المقابل، انخفض مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.1% يوم الثلاثاء، محققًا الجلسة الثانية من الخسائر المتتالية، ومبتعدًا عن أعلى مستوياته خلال أسبوعين عند 97.82 نقطة، وهو ما يظهر استمرار التراجع في العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات العالمية. بخلاف عمليات التصحيح وجني الأرباح، تتعرض مستويات الدولار لضغوط متزايدة نتيجة التوقعات التي تشير إلى المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في الفترة المقبلة.

توقعات خفض أسعار الفائدة وتأثيرها على سوق الذهب والدولار الأمريكي

قام الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الماضي بأول خفض لأسعار الفائدة منذ ديسمبر، بتخفيض قدره 25 نقطة أساس، في خطوة أظهرت انفتاح البنك على المزيد من التيسير النقدي مستقبلاً. يتوقع متوسط توقعات الاحتياطي الفيدرالي خفضًا إضافيًا لأسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس خلال عام 2025، ويتجه أعضاء المجلس نحو تنفيذ خفض آخر بمقدار 25 نقطة أساس في عام 2026، مع توقع خفض مماثل في عام 2027. يأتي ذلك في وقت صرح فيه ستيفن ميران، محافظ الاحتياطي الفيدرالي الجديد، يوم الاثنين بأن السياسات النقدية الحالية متشددة أكثر مما يجب، مما قد يعرض سوق العمل لمخاطر في حال عدم إجراء تخفيضات كبرى في أسعار الفائدة.

وفقًا لأداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة CME، تُسعر السوق احتمالية خفض أسعار الفائدة الأمريكية بنحو 25 نقطة أساس في اجتماع أكتوبر القادم بنسبة 90%، مع احتمالية 10% فقط للإبقاء على الأسعار دون تغيير. وتنتظر الأسواق اليوم كلمة رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في حفل غداء توقعات الاقتصاد الأمريكي في غرفة تجارة بروفيدنس الكبرى برود آيلاند، حيث من المتوقع أن يجيب على أسئلة الحضور، مما قد يعيد تسعير عقود الفائدة والأسواق المالية.

توقعات صعود الذهب ومدى تأثير تراجع الدولار على السوق

يرى محلل السوق لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ بشركة أوندا، كلفن وونج، أن الاتجاه القصير الأجل لأسعار الذهب ما زال صاعدًا، لكنه يتوقع تراجعًا قصير الأجل بسبب عوامل فنية على المدى اليومي، مشيرًا إلى أن ضعف الدولار الأمريكى يعزز دعم الذهب حاليًا. وفي سياق متصل، سجل صندوق SPDR Gold Trust، أكبر صناديق المؤشرات العالمية المدعومة بالذهب، زيادة في حيازاته بنحو 6.01 طن متري يوم الاثنين، وهو ثاني ارتفاع يومي على التوالي، ليصل الإجمالي إلى 1,000.57 طن متري، وهو أعلى مستوى له منذ أغسطس 2022، مما يؤكد توجه المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن.

• ارتفاع أسعار الذهب لأعلى مستويات تاريخية عند 3,785.24 دولار للأونصة
• تراجع مؤشر الدولار ليصل إلى 97.82 نقطة، مستمرًا في خسائره للجلسة الثانية
• خفض الاحتياطي الفيدرالي الأخير لأسعار الفائدة بنسبة 25 نقطة أساس
• توقعات بتخفيضات إضافية في أسعار الفائدة لعام 2025 وما بعده
• انتظار الأسواق لكلمة جيروم باول وتوقعات السياسة النقدية

يواصل سعر الذهب تسجيل مستويات قياسية جديدة مدعومًا بتراجع الدولار الأمريكي وتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية، وسط ترقب حثيث لكلمة جيروم باول التي قد تعيد تحديد اتجاهات الأسواق المالية خلال الفترة القادمة، مما يضع الذهب في مواجهة فرص جديدة للتوسع في المكاسب والتأثير على تحركات العملات العالمية.