43 مليون سنة.. كيف شكل اصطدام كويكب حفرة «سيلفربيت» على الأرض

سيلفربيت حفرة ناتجة عن اصطدام كويكب ضخم قبل أكثر من 43 مليون سنة قبالة سواحل يوركشاير في بحر الشمال، وفقاً لأدلة علمية جديدة كشف عنها باحثون من جامعة هيريوت وات في إدنبرة، وتُعد هذه الحفرة مثالاً هاماً لتأثيرات الكويكبات على سطح الأرض عبر التاريخ الجيولوجي، مما يعزز فهمنا لكيفية تشكل التضاريس البحرية العميقة نتيجة اصطدامات نيزكية هائلة.

دراسة حديثة تثبت أن حفرة سيلفربيت نتجت عن اصطدام كويكب ضخم

أكدت الأبحاث الحديثة أن حفرة سيلفربيت، التي تمتد في أعماق بحر الشمال قرب يوركشاير، ترجع نشأتها إلى اصطدام كويكب ضخم بالأرض منذ أكثر من 43 مليون عام، ويبلغ قطر الحفرة حوالي 3.22 كيلومتر، وتقع على عمق 700 متر تحت قاع البحر، محاطة بمنطقة صدوع دائرية يبلغ امتدادها 19 كيلومتراً، مما يوضح حجم التأثير الجيولوجي الكبير لهذا الاصطدام، حسب تصريحات د. أويسديان نيكلسون، الباحث الرئيسي في الدراسة من جامعة هيريوت وات.

هذا البحث الجديد اعتمد على تقنيات تصوير زلزالي متقدمة، مدمجة مع التحليل المجهري لعينات صخرية وأدوات نمذجة عددية، ما أتاح تقديم أقوى دليل حتى الآن على أن حفرة سيلفربيت هي نتيجة مباشرة لاصطدام كويكب أو مذنب ذي سرعة عالية، يصل عرض جسمه إلى حوالي 160 مترًا، وهو ما يجعل من هذه الحفرة دليلاً هامًا في سجل الاصطدامات النيزكية للأرض.

تداعيات اصطدام الكويكب على البيئة البحرية والحياة الحيوية آنذاك

كان لحفرة سيلفربيت نتيجة اصطدام الكويكب تأثيرات بيئية عميقة، حيث أدى الاصطدام إلى تحفيز موجة تسونامي ضخمة، بلغ ارتفاعها نحو 100 متر، وهو ما كان له أثر مدمر على الأحياء البحرية والساحلية في تلك الحقبة الزمنية؛ إذ كان هذا الحدث سبباً في تغيير البيئة المحيطة ومن المحتمل أن أثر بقوة على تنوع الكائنات الحية في المنطقة، رغم أن شدته لم تصل إلى مستوى الكارثة التي أحدثها كويكب تشيككسولوب الذي أدى إلى انقراض الديناصورات قبل حوالي 66 مليون سنة في المكسيك.

في الواقع، يُعد تسونامي سيلفربيت أحد أبرز الدلائل على مدى قوة اصطدام الكويكبات وتأثيرها على النظم البيئية، وهو ما يسرّع من فهم العلماء لكيفية تعافي الحياة على الأرض بعد مثل هذه الأحداث الكارثية، ويوضح المخاطر الجيولوجية التي قد تصاحب اصطدامات مستقبلية.

الجدل العلمي حول أصل حفرة سيلفربيت وأهمية استخدام التقنيات المتقدمة

شهد أصل حفرة سيلفربيت جدلاً واسعًا بين المجتمع العلمي، حيث رفض بعض الباحثين في السابق فرضية أنها نتجت عن اصطدام كويكب، واقترحوا بدلاً من ذلك أن تكون الحفرة ناجمة عن حركات جيولوجية أبطأ وأقل عنفاً، مثل تحرك الصخور المالحة ضمن طبقات الأرض، وهو ما يفسر تشوهات الصدوع الدائرية المحيطة بالحفرة.

ولكن استخدام تقنيات التصوير الزلزالي الحديثة، بالإضافة إلى التحليل المجهري للنماذج الصخرية، أسهم بشكل كبير في تقديم أدلة قوية تساند فرضية الاصطدام النيزكي، مما يعزز أهمية التكامل بين أدوات البحث متعدد التخصصات لفهم الظواهر الجيولوجية المعقدة. ويمكن تلخيص العناصر الرئيسية التي اعتمد عليها الباحثون في الدراسة فيما يلي:

  • تقنيات التصوير الزلزالي ثلاثي الأبعاد لتحديد شكل الحفرة وامتدادات الصدوع
  • التحليل المجهري لعينات الصخور لتحديد خصائص التأثير الاصطدامي
  • نماذج عددية لمحاكاة سيناريو الاصطدام وسرعة الجسم النيزكي
خاصية الحفرةالوصف
القطر3.22 كيلومتر
العمق700 متر تحت قاع البحر
امتداد الصدوع الدائرية19 كيلومتراً
عرض الكويكب المسبب160 متر
ارتفاع موجة التسونامي الناتجة100 متر

تسلّط هذه الدراسة الضوء على أهمية الاستمرار في تطبيق التقنيات الحديثة لدراسة الفوهات الاصطدامية وتاريخها، مما يضيف فهماً أعمق لأحداث الغلاف الجوي والهيدروسفير والتغيرات التي طرأت على الأرض خلال العصور الجيولوجية المختلفة، وهو ما يثري المكتبة العلمية بأدلة حاسمة تحسم الجدل المستمر حول أصول هذه الحفر وتأثيرها على الكوكب.