تراجع تاريخي.. تصنيفات اليورو تهوي لأدنى مستوى خلال عقد وتؤجج المخاوف العالمية

التقارب في التصنيفات الائتمانية لدول منطقة اليورو يعتبر مؤشرًا بارزًا يعكس الانتعاش الاقتصادي لدول جنوب أوروبا بعد سنوات من التحديات المالية والسياسية والصحية، حيث انخفض تصنيف فرنسا الائتماني، بينما حققت إسبانيا والبرتغال تقدّمًا كبيرًا في تصنيفاتهما، مما يدل على تقارب اقتصادي ملحوظ بين الحكومات الأوروبية ويُعزز من وحدة السوق الموحدة.

دور التقارب في التصنيفات الائتمانية وأثره على انتعاش اقتصادات جنوب منطقة اليورو

مقال مقترح صرف سبتمبر.. تحديد موعد بداية دفع مرتبات العاملين بالدولة لعام 2025
شهدت التصنيفات الائتمانية لدول منطقة اليورو تغيرات بارزة في الآونة الأخيرة، حيث قامت وكالة «فيتش» بخفض تصنيف فرنسا إلى «إيه +» نتيجة التعقيدات السياسية التي أعاقت تقليص العجز المالي، في حين رفعت وكالة «ستاندرد آند بورز» تصنيف إسبانيا إلى مستوى «إيه +»، وأعادت «فيتش» تصنيف البرتغال إلى «إيه +» بعد تحسن ملحوظ في مؤشرات الدين العام، بينما تعرضت فنلندا والنمسا وبلجيكا إلى خفض تصنيفاتها بسبب ارتفاع العجز وزيادة الدين الحكومي، مما ساهم في تضييق الفارق بين التصنيفات الائتمانية للدول الأوروبية. يعود هذا التقارب في التصنيفات الائتمانية إلى تعافي اقتصادات دول الجنوب الأوروبية من صدمات أزمة ديون 2010-2011 وأزمة جائحة كوفيد-19، حيث تُعد التصنيفات الائتمانية مؤشراً رئيسياً يعكس قوة الاقتصاد وثقة المستثمرين في السوق الموحدة.

أهمية التصنيفات الائتمانية في التقارب الاقتصادي وإعادة توزيع الأعباء المالية بين دول اليورو

تابع أيضاً ارتفاع قياسي.. أسعار سبائك الذهب ترتفع بشكل مفاجئ في محلات الصاغة الأحد
يرى أيمريك غيدي، مدير صندوق «كارمينياك»، أن التقارب في التصنيفات الائتمانية مرتبط بشكل وثيق بتحسن الدين العام للدول المعنية، حيث أدى الأداء الإيجابي لدول الجنوب إلى خفض نسب الدين وارتفاع معدلات النمو الاقتصادي، مما أسهم في استقرار مستويات الدين وتحسن واضح في التصنيفات الائتمانية. عقب أزمة ديون المنطقة، فقدت معظم الحكومات تصنيف «إيه إيه إيه» ما عدا ألمانيا وهولندا اللتين حافظتا عليه ضمن الاقتصاديات الكبرى. وتجدر الإشارة إلى أن البرتغال واليونان عانتا من هبوط مؤقت في تصنيفهما إلى وضع «غير مرغوب فيه» أثّر سلباً في تداول ديونهما. ومن المتوقع أن تبدأ وكالة «فيتش» مراجعة تصنيف إيطاليا قريبًا مع احتمال ترقيته إلى «بي بي بي»، مما يدعم التقارب الاقتصادي ويرتبط باستراتيجية التماسك المالي الإقليمي.

• خفض تصنيف فرنسا إلى «إيه +» بسبب التحديات السياسية والعجز المالي
• رفع تصنيف إسبانيا إلى «إيه +» مع تحسن المؤشرات الاقتصادية
• إعادة تصنيف البرتغال إلى «إيه +» عقب تقليل نسبة الدين العام
• خفض تصنيفات فنلندا والنمسا وبلجيكا نتيجة تزايد العجز والديون
• توقع مراجعة تصنيف إيطاليا مع إمكانية ترقيته إلى «بي بي بي»

تأثير التقارب في التصنيفات الائتمانية على الأسواق المالية وسلوك المستثمرين في منطقة اليورو

تابع أيضاً أسعار الصرف.. تحديث جديد لقيم العملات الأجنبية مقابل الدرهم الإماراتي اليوم
تظهر الأسواق المالية تقارباً واضحاً في التصنيفات الائتمانية داخل منطقة اليورو، حيث ارتفعت عوائد سندات الخزانة الفرنسية والإيطالية لأجل 10 سنوات إلى مستويات متساوية لم تشهدها من قبل، ما يعكس مؤشراً قوياً قبيل صدور أي بيانات رسمية من وكالات التصنيف. رغم بطء تحركات هذه الوكالات مقارنةً بالسوق المالي، ترتبط تكلفة الاقتراض الحكومي بشكل مباشر بهذا التقارب، مع تأثير محدود على الأسواق بعد خفض تصنيف فرنسا من قبل وكالة «فيتش». تعتمد استراتيجيات المستثمرين، وبالأخص المؤسسات الكبيرة مثل البنوك المركزية وصناديق التقاعد، بشكل أساسي على التصنيفات الائتمانية. أشار روس هاتشيسون، رئيس استراتيجية سوق منطقة اليورو في مجموعة «زيوريخ للتأمين»، إلى أن التغيرات الرسمية في التصنيفات ستدفع المستثمرين لإعادة هيكلة محافظهم المالية، كما ذكر أمان بانسال، كبير استراتيجيي أسعار الفائدة في «سيتي»، أن هذا التقارب سيحفّز المستثمرين الدوليين على تحويل أموالهم من السندات الفرنسية إلى نظيراتها في إسبانيا وربما إيطاليا، خاصة مع وجود ما يقارب نصف ديون فرنسا مملوكة لأجانب، مما يجعل السوق الفرنسية أكثر حساسية لتقلبات الثقة والتوجهات العالمية.