5 أسابيع صعود.. الذهب يقترب من أعلى مستوياته وسط ترقب قرارات الفيدرالي وتأثير الدولار

يتأرجح سعر الذهب قرب قمته التاريخية التي تجاوزت 3700 دولار للأونصة، بعد موجة صعود امتدت لخمسة أسابيع متتالية، ليشهد سوق الذهب مرحلة من الترقب وإعادة تقييم المواقف، خصوصًا في ظل تبعات قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة والرسائل الحذرة المرتبطة بالمسار المستقبلي للسياسة النقدية.

تأثير خفض أسعار الفائدة الحذر على سعر الذهب قرب قمته التاريخية

أقدم الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، الأربعاء الماضي، على خفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، خطوة كانت متوقعة ضمن تحركات السياسة النقدية الحالية، لكن البيان المصاحب جاء بلهجة حذرة للغاية؛ حيث أشار المسؤولون إلى استمرار ضغوط التضخم، مع تأكيدهم أن أي تخفيضات مستقبلية ستُبنى بشكل كامل على تطورات البيانات الاقتصادية القادمة؛ هذا الأمر انعكس على موقف الأسواق تجاه الذهب، خصوصًا مع تصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول التي أوضحت أن الخفض مادياً يُعتبر “إدارة للمخاطر” استجابة لضعف سوق العمل، مع الإشارة إلى عدم وجود ضرورة ملحة لاتخاذ إجراءات سريعة، والاعتماد على تقييم “اجتماعاً باجتماع” في اتخاذ القرار، مما خفّض من تفاؤل المستثمرين بحدوث تخفيضات كبيرة أو متسارعة.

الصعود المؤقت للدولار وتبعاته على سعر الذهب قرب قمته التاريخية

رَدّ فعل الأسواق جاء سريعًا مع ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي مؤقتًا، بسبب لهجة الفيدرالي الحذرة التي تقلل من فرص التيسير النقدي السريع، مما أثر مباشرة على أسعار الذهب التي تُسعّر بالدولار، وأدى هذا الارتفاع إلى ضغط مؤقت على المعدن الأصفر؛ إذ دفع بعض المستثمرين لجني الأرباح بعد تحركات صعودية قوية شهدها الذهب خلال الأسابيع الماضية، ويُفسر هذا السلوك بأن الدولار القوي يقلل من جاذبية حيازة الذهب كأصل بديل، في حين يركّز المستثمرون على الاستفادة من الارتفاعات الحالية.

التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب قرب قمته التاريخية وتحليل البيانات

رغم التراجعات المؤقتة، تبقى النظرة العامة تجاه سعر الذهب قرب قمته التاريخية إيجابية؛ فالسياسات النقدية التي تتضمن خفض الفائدة حتى ولو بوتيرة بطيئة، تُقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب غير المدر للعوائد، ما يعزز من جاذبيته الاستثمارية؛ لقد حقق الذهب مكاسب تقارب 40% منذ بداية العام، مدعومة بالتوترات الجيوسياسية وعمليات الشراء المستمرة من البنوك المركزية العالمية. كما تدعم بيانات سوق العقود الآجلة هذا التفاؤل، حيث أظهر تقرير “لجنة تداول السلع الآجلة” (COT) زيادة في عقود الشراء وانخفاضاً في عقود البيع خلال الأسبوع الذي سبق قرار الفيدرالي، مما يُعكس ثقة المضاربين في استمرار صعود الذهب. وتبقى توقعات المؤسسات المالية العالمية تشير إلى إمكانية ارتفاع الذهب ليبلغ مستوى 4000 دولار للأونصة قبل نهاية العام.

  • خفض الفائدة بوتيرة حذرة مع تقييم مستمر للبيانات الاقتصادية
  • تأثير مؤقت لصعود الدولار على سعر الذهب
  • ثقة المضاربين في استمرار الاتجاه الصاعد للذهب
  • عوامل جيوسياسية وتقلبات السوق تدعم ارتفاع الأسعار