مكاسب أسبوعية.. الذهب يحافظ على استقراره محليًا مع ارتفاع عالمي ملحوظ للأوقية

استقرار أسعار الذهب في السوق المحلية يشهد تماسكًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم السبت، بعدما حققت الأوقية مكاسب أسبوعية بنسبة تصل إلى 1.2%، مدفوعة بتراجع الدولار الأمريكي وتلميحات مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن استمرار نهج التيسير النقدي، بالإضافة إلى تصاعد التوترات الجيوسياسية العالمية، وفقًا لتقرير منصة «آي صاغة» المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت.

رصد وتحليل أسعار الذهب في السوق المحلية المصرية

أوضح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، أن أسعار الذهب في السوق المحلية استقرت نسبيًا مقارنة بإغلاق تعاملات أمس الجمعة، حيث بلغ سعر جرام الذهب عيار 21 نحو 4960 جنيهًا؛ الأمر الذي يعكس ثبات حركة الأسعار وسط حالة من الترقب في الأسواق. وبالنظر إلى التفاصيل السعرية نجد الجدول التالي:

وأشار إمبابي إلى أن أسعار الذهب في مصر سجلت ارتفاعًا بمقدار 50 جنيهًا يوم الجمعة، حيث افتتح سعر جرام عيار 21 التعاملات عند 4910 جنيهات وأغلق عند 4960 جنيهًا، بينما عالمياً ارتفعت أوقية الذهب من 3647 إلى 3685 دولارًا، مما يعكس تأثيرًا إيجابيًا على السوق المحلية.

تأثير قرارات البنوك المركزية على أسعار الذهب واتجاه السوق

شهدت أسواق الذهب حالة من التقلب في الأسبوع الماضي بسبب قرارات هامة للبنوك المركزية تحديدًا المتعلقة بأسعار الفائدة، إلا أن الذهب تمكن من تسجيل مكاسب للأسبوع الخامس على التوالي، حيث ارتفعت الأوقية بنحو 42 دولارًا، مع بلوغها أعلى مستوى تاريخي عند 3707 دولارات في 17 سبتمبر، قبل أن تغلق عند 3685 دولارًا؛ ما يوضح استمرار الطلب القوي على المعدن النفيس وسط تقلبات السوق.

في هذا السياق، خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، الأمر الذي عزز من جاذبية الذهب كأصل استثماري، مع توقعات بمزيد من التخفيضات خلال الاجتماعين المقبلين. وصرح نيل كاشكاري، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، أن ضغوط سوق العمل كانت سببًا رئيسيًا في اتخاذ قرار الخفض الأخير، مع احتمال اتخاذ إجراءات إضافية إذا استدعت الظروف ذلك.

ويلاحظ المحللون أن أسعار الذهب شهدت ارتفاعًا يقارب 40% منذ بداية عام 2025، مع استمرار حالة عدم اليقين العالمي التي تعزز الطلب الاستثماري؛ وتستهدف التوقعات تجاوز 4000 دولار للأوقية بحلول عام 2026، ما يدل على أن سوق الذهب الصاعد لا يزال في بداياته.

دور البنوك المركزية والبيانات الاقتصادية في تحديد مستقبل أسعار الذهب في مصر والعالم

يبرز في التقرير استمرار اتجاه البنوك المركزية لشراء الذهب، مما يعكس رغبتها في تنويع محافظها الاستثمارية بعيدًا عن الدولار الأمريكي، خاصة في ظل تصاعد الدين الوطني وتراجع مستويات الثقة في العملة الخضراء؛ ما يساهم في دعم أسعار الذهب العالمية والمحلية على حد سواء.

وفي انتظار تحركات الأسواق المقبلة، يترقب المستثمرون بيانات اقتصادية محورية خلال الأسبوع المقبل تؤثر بشكل مباشر على أسعار الذهب، وتشمل هذه المؤشرات:

• مؤشرات مديري المشتريات العالمية
• بيانات السلع المعمرة
• طلبات إعانة البطالة
• الناتج المحلي الإجمالي
• مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي، وهو المقياس المفضل لمجلس الاحتياطي الفيدرالي لمراقبة التضخم

تلعب هذه البيانات دورًا حاسمًا في صياغة السياسة النقدية المستقبلية، التي تتحدد على أساسها اتجاهات أسعار الذهب؛ خاصة في الأسواق الناشئة مثل السوق المصرية التي تأثرت بشكل مباشر بهذه المؤثرات الاقتصادية.