تدهور الدولار.. كيف أثرت رسوم ترامب سلبًا على العملة الأمريكية

الدولار الأمريكي يواجه تدهورًا ملحوظًا خلال عام 2025 بسبب تأثيرات سياسية واقتصادية متعددة، أبرزها الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على العديد من الشركاء التجاريين، والتي أسهمت في تقويض قيمة العملة الخضراء بشكل حاد، ما يعكس تداعيات سياسات الحمائية الاقتصادية على مكانة الدولار عالميًا.

تدهور الدولار الأمريكي وتأثير رسوم ترامب الجمركية

أوضح خبراء الاقتصاد الأمريكي أن فرض الرسوم الجمركية الذي اتبعه ترامب على عشرات الدول أدى إلى تراجع قيمة الدولار بنسبة تقارب 10% منذ بداية 2025، كما أكد ستيف هانكي، الخبير الاقتصادي المعروف، في منشور له على منصة التواصل الاجتماعي «إكس» أن مؤشر الدولار تراجع بشكل ملحوظ، مما يُبرز خطورة سياسات الرسوم التي أضرّت بشكل مباشر بالدولار. وأشار هانكي، الأستاذ الجامعي في جونز هوبكنز، إلى أن هذه الرسوم تلعب دورًا رئيسيًا في «قتل قيمة الدولار وتتسبب في تدهوره» المستمر، وهو ما وصفه بأنه سلوك اقتصادي يضع العملة الأمريكية في موقف حرج.

ولم تقتصر تبعات هذه الرسوم على تدني قيمة العملة فحسب، بل امتدت لتنعكس على العلاقات التجارية، حيث شهد العالم تعليق خدمات البريد من قبل 25 دولة تجاه الولايات المتحدة، كما تدرس البرازيل اتخاذ إجراءات انتقامية ردًا على الرسوم الجمركية الإضافية التي فرضها ترامب، ما يوضح اتساع نطاق الأزمة وتأثير الرسوم على المستوى الدولي.

انعكاسات تدهور الدولار الأمريكي على السوق المالية والذهب

في إطار متصل، أكد المستشار المالي أندرو لوكيناوث أن التدهور في قيمة الدولار تجاوز نسبة 10% خلال عام 2025، وهو تراجع يُضاف إلى انخفاض أكبر على مدى السنوات الثلاث الماضية، إذ فقد الدولار 50% من قيمته مقابل الذهب، وهو مؤشر يعكس فقدان ثقة المستثمرين في العملة الأمريكية وأداء الاقتصاد الوطني. وأوضح لوكيناوث من خلال منشوره على «إكس» أن هذه الأرقام تعكس حجم التدهور الاقتصادي والتراجع في القوة الشرائية للدولار، ما يثير تساؤلات حول مستقبل العملة الأميركية وقدرتها على الاستمرار في الصدارة العالمية.

  • انخفاض مؤشر الدولار بمقدار 10% خلال 2025
  • تراجع قيمة الدولار بنسبة 50% مقابل الذهب خلال ثلاث سنوات
  • تأثير الرسوم الجمركية على علاقات التجارة بين الولايات المتحدة والدول الأخرى

الدولار الأمريكي بعد قرارات الاحتياطي الفيدرالي والتوقعات المستقبلية

يرى روبن بروكس، الخبير الاقتصادي في مؤسسة «بروكينغز»، أن التراجع الحاد في قيمة الدولار يعود أيضًا إلى إعلان بنك الاحتياطي الفيدرالي عن احتمال تخفيض سعر الفائدة ثلاث مرات خلال عام 2025، عوضًا عن مرتين كما كان متوقعاً سابقاً. وبيّن بروكس عبر منصة «إكس» أن التوقعات كانت تخفيضات بقيمة 70 نقطة أساس، لكن الإعلان عن 75 نقطة أساس لم يشكل مفاجأة، بالرغم من أن الدولار يبدو متجاهلًا هذه التوقعات في تحركاته.

كما شرح بروكس أن أداء الدولار في الأسبوع الذي انتهى في 19 سبتمبر 2025، يشير إلى صعوبة التنبؤ باتجاه شديد الانخفاض لهذه العملة، خاصة مع تبني الاحتياطي الفيدرالي موقفًا أكثر مرونة بعد خطاب جيروم باول في جاكسون هول، مما ساهم في استقرار الدولار تقريبًا رغم الضغوط الاقتصادية والسياسية، ما يعكس تعقيد المشهد المالي العالمي وعوامل التأثير المتنوعة على الدولار الأمريكي.

العاملالتأثير على الدولار الأمريكي
رسوم ترامب الجمركيةخفض قيمة الدولار بنسبة 10% منذ بداية 2025
تراجع مقابل الذهبانخفاض بنسبة 50% خلال 3 سنوات
قرارات الاحتياطي الفيدراليتخفيض سعر الفائدة ثلاث مرات متوقعة

يبقى الدولار الأمريكي في مأزق يتطلب سياسات اقتصادية أكثر توازنًا لمواجهة تداعيات الرسوم الجمركية وتقلبات الأسواق المالية، حيث تحاول الولايات المتحدة التكيف مع واقع تغيرات القوة الاقتصادية العالمية، وسط مراقبة دقيقة لمنع المزيد من التدهور في قيمة العملة ودورها الأساسي في الاقتصاد العالمي.