السعودية تقود.. مبادرة عربية لتلبية حاجات التعليم والثقافة في مناطق الأزمات

تسلط المبادرة السعودية الضوء على أهمية رصد الأوضاع التربوية والثقافية والعلمية في الدول العربية التي تعاني النزاعات والأزمات والكوارث والطوارئ، عبر تنظيم «يوم إعلامي» متخصص عقد في مقر المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو» بالعاصمة التونسية، ليجمع تفاعلًا إيجابيًا من الدول العربية التي تواجه تحديات حقيقية في هذه المجالات الحيوية.

المبادرة السعودية وتأثيرها في رصد الأوضاع التربوية والثقافية والعلمية

تأتي المبادرة السعودية بتنظيم «اليوم الإعلامي» في سياق رئاسة المملكة للمجلس التنفيذي لمنظمة «الألكسو» ودورها البارز في تعزيز العمل العربي المشترك، الذي بدأ قبل 15 شهرًا بمقترح إدراج بند دائم يخص متابعة الأوضاع التربوية والثقافية والعلمية للدول التي تمر بأزمات أو نزاعات على جدول أعمال المنظمة؛ لتتمكن عبر لجنة مكوّنة من عدة دول من رصد الأضرار وتقييم الاحتياجات ووضع آليات استجابة فعالة. وقد حققت هذه المبادرة تفاعلًا واسعًا بين الدول العربية، حيث طرحت تجارب ورؤى عدة دول تعاني أوضاعًا استثنائية، مثل فلسطين والسودان واليمن، لتسليط الضوء على أثار النزاعات على التعليم والثقافة، ما يظهر حجم الضرر ويدفع باتجاه دعم مستدام من قبل المنظمة.

مقترح وزير الثقافة في بناء مجلس ألكسو قوي يعزز دعم الدول المتأثرة

استجابة لتوجيهات وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، رئيس اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة ورئيس المؤتمر العام لمنظمة «الألكسو»، تم اتخاذ خطوات لتطوير مجلس تنفيذي قوي يمنح رعاية أشمل للدول العربية المتضررة من النزاعات والكوارث. يرمي هذا المقترح إلى تحقيق مبادئ العمل الجماعي وتعزيز التواصل بين الدول الأعضاء، من خلال التركيز على تطوير مجالات التربية والعلوم والثقافة، التي تمثل دعامة أساسية لاستقرار المجتمعات. ويُعد انعقاد «اليوم الإعلامي» في تونس، الذي شارك فيه ممثلو جميع الدول العربية الأعضاء، خطوة استثنائية برزت خلال تاريخ المنظمة الممتد 55 عامًا لرصد الحاجات على الأرض والاتفاق على سبل تحقيق استجابة مشتركة فعالة.

تفعيل العمل العربي التكميلي لدعم الأوضاع التعليمية والثقافية في ظل الأزمات

بدأت رحلة العمل العربي التكميلي بفكرة إدراج بند خاص بمتابعة الأوضاع التربوية والثقافية والعلمية على جدول أعمال المجلس التنفيذي والمؤتمر العام للمنظمة، مرورًا بتشكيل لجنة خاصة برئاسة لبنان وعضوية عشر دول عربية بينها السعودية، السودان، سوريا، الصومال، فلسطين، قطر، ليبيا، مصر، المغرب، واليمن. وقد تولت هذه اللجنة مهمة وضع الخطط وتحديد الاحتياجات الفنية والمالية، مستفيدة من التعاون الوثيق بين الدول الأعضاء، حتى تم انعقاد «اليوم الإعلامي» الذي الهدف منه تقييم الأضرار وتنسيق الدعم المناسب لتلك الدول المتأثرة. هذا الجهد يعكس تنسيقًا متميزًا عبر مراحل متعددة، أدى إلى خلق منصة شاملة تسلط الضوء على التحديات الراهنة وتقدم حلولًا مستدامة.

  • مخاطبة وزراء ورؤساء اللجان الوطنية لتحديد الاحتياجات الفنية والمالية
  • جمع وتحليل تقارير الحاجات والأضرار في الدول المتضررة
  • تنسيق دعم مالي وتقني عبر المجلس التنفيذي ومنظمة الألكسو
  • وضع خطط استجابة عاجلة وطويلة المدى لمواجهة التحديات

أكد هاني المقبل، رئيس المجلس التنفيذي لمنظمة «الألكسو» ممثل المملكة، أن «اليوم الإعلامي» يمثل خطوة متقدمة تركز على تقديم الدعم للبلدان التي تواجه أزمات وصراعات مع أخذ الاعتبارات الخاصة بكل دولة بعين الاعتبار، معبّرًا عن تقديره للعمل الجماعي للجنة المختصة التي ترأست جهود إعداد هذا الحدث، مشيرًا إلى أن التعاون بين الدول هو عامل رئيسي في ضمان نجاح المبادرة واستمراريتها. ومن جانبه، أشار مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الدكتور محمد ولد أعمر إلى أن المبادرة تدل على التزام المنظمة والدول الأعضاء بالتكاتف والترابط لمواجهة التحديات في مجالات التعليم والثقافة والعلوم، مع استمرار جمع البيانات وتنسيق الجهود في الفترة القادمة.

الدولةالمجال المتضررنوع الأزمة
فلسطينالتربية والثقافة والعلومالنزاعات المسلحة
السودانالتربية والثقافة والعلومالحروب الأهلية
اليمنالتربية والثقافة والعلومالنزاعات المسلحة والكوارث

أكد عضو المجلس التنفيذي، الدكتور علي قاسم الصمد، أن التربية والثقافة والعلوم ليست مجالات ترفية بل تمثل ضرورة وجودية حتى في أصعب الظروف، مشيرًا إلى أن اللجنة تنطلق من هذا المبدأ في رصد الأضرار ودعم الدول المتأثرة، بما يحفظ حق الشعوب العربية في التعليم والإبداع والمعرفة. وقد شكر الصمد المملكة على رعايتها وحرصها، كما امتدح التعاون والتنسيق بين ممثلي الدول المشاركة، متطلعًا إلى استمرار انجاح هذه المبادرة والجهود المكثفة التي تبذل لتعزيز التنمية المعرفية والثقافية في مواجهة التحديات.

هذا الاهتمام السعودي والعربي المشترك بتعزيز الأوضاع التربوية والثقافية والعلمية يعكس وعيًا حقيقيًا بأهمية استدامة المعرفة والتعليم حتى في أحلك الأوقات، مع تأكيد ضرورة تضافر الجهود والعمل المنسق لتجاوز القيود التي تفرضها النزاعات والكوارث، لتبقى الشعوب العربية قادرة على البناء والتطوير رغم كل ما تواجهه من أزمات وتحديات.