استقرار الذهب.. انتظار جديد لمؤشرات الفائدة الأمريكية يحدد الاتجاه المقبل

الاستقرار النسبي في أسعار الذهب خلال تعاملات اليوم الجمعة يعكس حالة الترقب الحذرة لدى المستثمرين بانتظار مؤشرات أوضح لمسار السياسة النقدية الأمريكية، خاصة بعد أن خفض الفيدرالي سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس دون أن يلبي توقعات التيسير الأكبر في الأشهر المقبلة، ما أبقى الذهب في نطاق ضيق ومستقر حول مستويات معينة

تحليل استقرار أسعار الذهب وتأثير السياسة النقدية الأمريكية

شهدت أسعار الذهب استقرارًا خلال تعاملات اليوم، حيث سجل المعدن النفيس في السوق الفورية 3646.23 دولار للأونصة، بينما استقرت العقود الآجلة لتسليم ديسمبر عند 3678.90 دولار؛ ويعود ذلك إلى حالة الترقب التي تسيطر على المستثمرين بشأن خطوات السياسة النقدية الأمريكية القادمة، بعد خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس والذي لم يرقَ إلى مستوى توقعاتهم العالية بتيسير نقدي أكبر. ويتضح من تصريحات كايل رودا، المحلل في “كابيتال دوت كوم”، أن معنويات السوق ما زالت إيجابية لكن فقدت زخمها، إذ أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي لم يقدم توجيهًا واضحًا يدعم ارتفاع الذهب بشكل قوي، في ظل توقعات بخفض وحيد لأسعار الفائدة خلال 2026، مما دفع إلى ارتفاع عوائد سندات الخزانة والدولار الأمريكي، وعليه يحتاج الذهب إلى بيانات اقتصادية أمريكية ضعيفة ليتمكن من تجاوز مستوى 3700 دولار.

علاقة أسعار الذهب بقرارات خفض الفائدة وتوقعات المستقبل

تجدر الإشارة إلى أن الفيدرالي الأمريكي استأنف خفض أسعار الفائدة الأسبوع الماضي، مع إبقاء الباب مفتوحًا أمام مزيد من التيسير النقدي في المستقبل، لكنه حذّر من استمرار ضغوط التضخم، مما أثار شكوكًا حول سرعة وتيرة الخفض القادمة. وتشير بيانات أداة “فيد ووتش” التابعة لـCME إلى أن 92% من المتعاملين يتوقعون خفضًا إضافيًا بواقع 25 نقطة أساس في أكتوبر. يُعتبر خفض أسعار الفائدة من العوامل الداعمة للذهب، لأنه يقلل تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ به، خاصة أن الذهب معدن لا يحقق عائدًا مثل الفوائد المصرفية، ما يجعله جذابًا في بيئة تيسيرية. وفي ضوء ذلك، فإن الاستثمار في الذهب يبقى حساسًا لأي تغييرات في السياسة النقدية ومستوى العوائد على الأصول الأخرى.

تطورات السوق الاقتصادية وأسعار المعادن النفيسة الأخرى

على الجانب الاقتصادي، أظهرت البيانات تراجعًا في طلبات إعانة البطالة الجديدة بالولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي، إلا أن سوق العمل لا يزال يواجه ضعفًا في الجانبين؛ الطلب والعرض، مما يضيف بعدًا من التعقيد على توقعات الأسواق والذهب. وفيما يتعلق بأسعار المعادن النفيسة الأخرى، شهدت Silver (الفضة) ارتفاعًا بنسبة 0.7% لتصل إلى 42.11 دولار للأونصة، كما سجل Platin (البلاتين) زيادة طفيفة بلغت 0.2% مسجلاً 1386.10 دولار، بينما ارتفع Palladium (البلاديوم) بنسبة 0.6% إلى 1157.49 دولار، رغم أنه متجه لتسجيل خسائر أسبوعية تقدر بـ 3.3%

المعدنالسعر الحالي (دولار/الأونصة)التغير النسبي
الذهب3646.23 (فوري)، 3678.90 (عقود ديسمبر)ثابت دون تغير يذكر
الفضة42.11+0.7%
البلاتين1386.10+0.2%
البلاديوم1157.49+0.6% (لكن خسائر أسبوعية 3.3%)
  • تراجع الطلب على الذهب في ظل توقعات الفائدة الأمريكية
  • تأثير التيسير النقدي المحدود على أسعار المعدن النفيس
  • ضرورة ظهور بيانات اقتصادية ضعيفة لتعزيز سعر الذهب فوق 3700 دولار

تبقى أسعار الذهب مرتبطة بشكل مباشر بقرارات الفائدة وتوجهات السياسة النقدية الأمريكية، حيث يترقب المستثمرون عن كثب مؤشرات جديدة قد تؤدي إلى تغيرات في الأسواق المالية، في ظل معطيات الاقتصاد الأمريكي المتقلبة وما يرافقها من بيانات سوق العمل وحركة الطلب على المعادن النفيسة الأخرى.