الذهب القياسي.. ارتفاع الذهب يتصدر الأسواق مع عودة التيسير النقدي للبنك الفيدرالي

قفزت أسعار الذهب إلى مستوى تاريخي جديد بعد أن قرر مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، مشيراً إلى استمرار سياسة التيسير النقدي خلال العام الجاري؛ مما عزز جاذبية الذهب الذي يحظى باهتمام واسع كمحفز للاستثمار في ظل بيئة اقتصادية متقلبة.

تأثير خفض أسعار الفائدة على أسعار الذهب التاريخية

شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً غير مسبوق عقب إعلان الفيدرالي الأميركي عن خفض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس، وهو أول خفض لهذا العام بعد فترة توقف بدأت منذ ديسمبر الماضي، مع تراجع الذهب الفوري بنسبة 0.2% ليصل إلى 3,656.39 دولار للأونصة بعد أن سجل في وقت سابق مستوى قياسياً عند 3,707.40 دولار للأونصة، في حين أغلقت العقود الآجلة لتسليم ديسمبر بانخفاض طفيف إلى 3,717.80 دولار. هذا الانخفاض الطفيف جاء بعد الضربة الأولى للقرار، حيث يعكس السوق توازناً بين القفزة التاريخية والتقلبات اللحظية.

الدولار الأميركي واصل هبوطه مقابل العملات الأخرى، مما جعل الذهب المقوم بالدولار أكثر جذباً للمستثمرين من خارج الولايات المتحدة، وفق ما صرح به ديفيد ميغر، مدير تداول المعادن في «هاي ريدج فيوتشرز»، الذي أكد أن الأسعار القياسية الجديدة للمعدن النفيس ترجع لتوقعات الأسواق ببيئة تحافظ على أسعار فائدة منخفضة.

أسباب استمرار ارتفاع الذهب في ظل البيئة الاقتصادية الحالية

خلال العام الجاري، دعم عدد من العوامل ارتفاع الذهب إلى مستويات غير مسبوقة، أبرزها مشتريات مستمرة من البنوك المركزية العالمية، واتجاه متزايد للابتعاد عن الدولار الأميركي، مع تزايد الطلب على الملاذات الآمنة بسبب التوترات الجيوسياسية والتجارية المتصاعدة، بالإضافة إلى الضعف العام في قيمة الدولار. مع العلم أن الذهب لا يولد دخلاً، إلا أن انخفاض أسعار الفائدة يقلص تكلفة الفرصة البديلة لحيازته، مما يعزز بريق المعدن في أعين المستثمرين.

الاحتياطي الفيدرالي أعلن عن خفض سعر الفائدة بعد ثلاث تخفيضات سابقة في 2024، مع توقع المزيد من التخفيضات التي قد تصل إلى 25 نقطة أساس في الاجتماعات المقبلة. هذا يشير إلى تحول واضح في السياسة النقدية، حيث بات المسؤولون يقللون من تأثير سياسات التجارة السابقة على التضخم، ويركزون على مؤشرات تباطؤ النمو واحتمال ارتفاع البطالة.

  • مشتريات البنوك المركزية المتواصلة
  • الابتعاد المتزايد عن الدولار الأميركي
  • التوترات الجيوسياسية والتجارية
  • ضعف واسع في سعر الدولار

توقعات حركة أسعار الذهب والمعادن النفيسة الأخرى في المستقبل القريب

يرى المحللون أن أسعار الذهب ستستمر في التحرك ضمن نطاق يتراوح بين 3,600 و3,900 دولار للأونصة على المدى القصير والمتوسط، مع احتمالية اختبار مستوى 4,000 دولار خلال العام المقبل في حال استمرار المخاطر الاقتصادية والجيوسياسية، وهو ما يجعل الذهب أداة للتحوط رئيسية أمام الضبابية السائدة.

أما بالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، فقد شهدت أسعار الفضة والبلاتين والبلاديوم تراجعات ملحوظة؛ حيث انخفضت الفضة الفورية بنسبة 1.5% مسجلة 41.90 دولار للأونصة، وهبط البلاتين 1.1% ليصل إلى 1,374.99 دولار، بينما تراجع البلاديوم بنسبة 0.9% إلى 1,165.48 دولار. المراقبة الدقيقة لهذه التحركات تشير إلى استمرار تأثير عوامل الطلب العالمي، مع تفاوت ملموس في أداء المعادن حسب ظروف كل سوق.

المعدنالسعر الحالي (دولار/الأونصة)النسبة المئوية للتغير
الذهب الفوري3,656.39-0.2%
الذهب العقود الآجلة (ديسمبر)3,717.80-0.2%
الفضة الفورية41.90-1.5%
البلاتين1,374.99-1.1%
البلاديوم1,165.48-0.9%