3.8 سم سنوياً.. كيف يؤثر انحراف القمر على تباطؤ دوران الأرض بشكل ملموس؟

القمر يبتعد عن الأرض بمعدل 3.8 سنتيمتر سنويًا، مما يسبب تباطؤًا تدريجيًا في دوران الأرض وزيادة طول اليوم باستمرار عبر ملايين السنين القادمة، وينتج هذا الابتعاد عن تأثيرات المد والجزر بين القمر والأرض، الأمر الذي له تأثيرات ملموسة على حركة كل من الجسمين السماويين.

القمر يبتعد عن الأرض وأسباب تأثير المد والجزر

أكد علماء الفيزياء الفلكية في جامعة ولاية ميشيغان أن القمر يبتعد تدريجيًا عن الأرض بحوالي 3.8 سنتيمتر كل عام، ويرجع ذلك إلى تأثيرات المد والجزر التي يتسبب فيها القمر على البحار والمحيطات الأرضية، حيث تؤثر قوة الجاذبية المتبادلة بين الأرض والقمر على تشكل انتفاخات مائية مجسدة كمد وجزر يؤدي إلى تسريع دوران القمر بشكل طفيف، وهذا التسارع يرفع من مستوى طاقة القمر في النظام الأرض-قمر، فيزيد من حجم مداره وبالتالي يبتعد قليلاً عن الأرض.

كيف يؤثر ابتعاد القمر عن الأرض على سرعة دوران الأرض وطول اليوم

هذا الابتعاد البسيط للقمر عن الأرض يرتبط بشكل مباشر بتباطؤ في دوران كوكبنا، بسبب فقدان الطاقة الحركية الذي ينتج من قوى الجذب المدية بينهما، إذ تؤدي هذه الظاهرة إلى إطالة مدة اليوم تدريجيًا بمرور الوقت، فقد كانت عدد ساعات اليوم أقل بكثير قبل ملايين السنين؛ حيث تشير الأدلة إلى أن سرعة دوران الأرض قبل حوالي 70 مليون سنة، في أواخر عصر الديناصورات، كانت تسمح بيوم مكون من 23.5 ساعة فقط، وبالتالي فزيادة طول النهار مستمرة لكنها بطيئة للغاية.

تأثيرات ابتعاد القمر عن الأرض ومستقبل طول اليوم على كوكبنا

رغم أهمية ظاهرة ابتعاد القمر عن الأرض وتأثيرها على دوران الأرض، إلا أن هذه التغيرات تحدث بمعدلات بطيئة لا تسبب أي تهديد مباشر في المدى القريب، حيث يؤكد د. ستيفن ديكربي، أستاذ الفيزياء والفلك والباحث الرئيسي في الدراسة، أن استمرار ظاهرة المد والجزر، إلى جانب حدوث الكسوفات الشمسية والقمرية، سيظل من الأمور الطبيعية لفترة طويلة، ولن يتغير طول اليوم البالغ 24 ساعة إلا بعد مرور ملايين السنين.

• الابتعاد السنوي للقمر عن الأرض: 3.8 سنتيمتر
• تأثير المد والجزر على العينات الأرضية والمائية
• زيادة سرعة دوران القمر وتأثيرها على مداره
• تباطؤ دوران الأرض وزيادة ساعات اليوم تدريجيًا
• استقرار ظاهرة النجوم والكسوفات لملايين السنين القادمة